الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

صخرة الأرز العجيبة

2021-03-26

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش راهبٌ بوذي في معبد في عمق الجبل. وفي يوم من الأيام، كان يتجول حول التلة خلف المعبد، حين رأى شيئًا عجيبًا على صخرةٍ من الصخور. فقد كان الأرز يندفع من فتحة داخلها. لم يصدق الراهب عينيه، لكنه أدرك بعد فترة أنها معجزة ولا بد. أمر الراهب أحد الرُهبان المتدربين الشباب أن يجمع الأرز من الصخرة العجبية لإعداد الطعام لشخصين في كلِّ وجبة، كي يأكل الراهب الكبير والراهب الشاب معًا.

بعد عدة أيام، مر مسافرٌ بالمعبد، وكان الوقت وقت غداء. طلب الراهب من الراهب المتدرب الشاب أن يعد المائدة لثلاثة أشخاص، كي ينضم إليهما المسافر. تضايق الراهب الشاب قليلًا، فقد ظن أن الصخرة المعجزة لا تُخرج من الأرز إلا ما يكفي شخصين فقط. ولذلك ذهب إلى الصخرة عابسًا، إذ كان يكره أن يتقاسم الأرز مع الزائر الغريب. لكن على خلاف توقعاته، وجد الكثير من الأرز عند الصخرة، أكثر من كل مرة. كانت كمية الأرز هذه المرة تكفي ثلاثة أشخاصٍ تمامًا. اندهش الراهب الشاب، وأسرع يُخبر الراهب الكبير باكتشافه. أدرك الراهبان أن الصخرة لا تُخرج كمية محددة مسبقًا من الأرز، بل تُخرج ما يكفي للحاضرين في المعبد في وقت تناول الطعام. ذُهل الراهبان من هذا الأمر العجيب، وشكرا بوذا على المعجزة العجيبة. ولم يعودا يشعران بالقلق من قلة الطعام مهما زاد زوار المعبد.

لكن الراهب الشاب لم يقنع، فقد كان يريد أن يجمع أكبر قدر ممكن من الأرز ليأكل حتى يشبع تمامًا. لكن رغم أمانيه، لم تكن الصخرة تُخرج سوى القدر الذي يكفي شخصين تمامًا، لا أكثر ولا أقل. وفي يوم من الأيام، زار الراهب الكبير قرية مجاورة. وقبل أن يغادر المعبد، أوصى الراهب المتدرب ألا يكون طماعًا فيما يتعلق بالأرز الذي تُخرجه الصخرة العجيبة. وكانت وصيته هذه لأنه كان يعلم جيدًا أن الراهب الشاب لا يتوقف عن التفكير في أمر الصخرة العجيبة ويتمنى أن يحصل على الكثير من الأرز منها. وجد الراهب الشاب نفسه وحيدًا في المعبد، فاتجه حيث الصخرة المعجزة. وكما كان يتوقع، وجد أرزًا يكفي شخصًا واحدًا فقط.

كان الراهب يتوقع هذا جيدًا، لكنه –رغم ذلك- شعر بإحباط كبير. ثم خطرت له فكرة. ماذا لو كانت الصخرة تحتوي داخلها على كمية كبيرة من الأرز. فبدأ في إدخال إصبعه في الثقب الذي يُخرج الأرز لعله يجد المزيد، لكنه لم يجد شيئًا. ثم حدث شيء غريب، فلقد بدأ الماء في الخروج من الصخرة. تذكر الراهب الشاب نصيحة الراهب الكبير، لكن الأوان قد فات. ومنذ ذلك اليوم، لم تُخرج الصخرة أي أرز. تُعلمنا القصة ألا نكون طماعين، وأن نقنع بما في يدنا.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;