ⓒ Getty Images Bank

"كان عمر عمي يتجاوز الأربعين عامًا، لكن لم يكن له أبناء. كان قد تزوج منذ أكثر من 15 عامًا، لكن زوجته لم تنجب له أي ذرية. كانت الحالة الوحيدة التي يناديه الناس فيها بالأب هي المرات التي كان فيها بصحبه بغله، وكان مناداته بأبي البغل يقع في أذنيه وقع أسوأ الإهانات. كان اسم بغله هو "أون-بيول"، وهو اسم يعني النجم الفضي. كان له فروٌ بني محمر، وجزء من الشعر الأبيض في منتصف جبهته".

اكتشف "سو-هو" أن زوجة عمه لا تنجب حين كان في الصف الرابع. وقد قررت العائلة أن تجعل "سو-هو" يعيش مع عمه كابنه بالتبني. كان من المحرج بالنسبة إلى "سو-هو" أن يكون ابنًا بالتبني، وما كان يزيد الطين بلة، هو أن الأب المختار كان يلقب في القرية بأبي البغل. 

# من شريط المقابلة مع البروفيسور "بانغ مين-هو" أستاذ الأدب الكوري بجامعة سيول الوطنية

يظهر البغل في هذه القصة، كما ظهر في قصة "عندما تتفتح زهور الحنطة السوداء" للكاتب "لي هيو-صُك" أيضًا. والبغل هو نتاج تزاوج ذكر الحمار وأنثى الحصان، ولذلك فهو حيوان عقيم. ومن مفارقات القصة أن يذهب الرواي للعيش كابنٍ متبنى في بيت عمه العقيم الذي كسب ماله بالعمل على بغله العقيم بدوره. وكل من في القرية يعلم جيدًا أن ذلك العم عقيم مثل بغله، وهو أمر فيه الكثير من الإهانة، ولذلك كره الراوي أن يصبح ابنًا بالتبني في ظل هذه الظروف المهينة.

'قلت: "أنا لن أعيش هناك كابن متبنى". قالت أمي: "لم يطلب منك أحد العيش هناك إلى الأبد، كل ما في الأمر أنك يجب أن تجري لهم المراسم الجنائزية وما شابه في المستقبل"، قلت: "لكنني لا زلت أرفض أن أذهب". لكن الخيار لم يكن لي. عندما توفي جدي بصورة مفاجئة في ذلك الخريف، كان علي أن أرتدي ملابس الحداد الرسمية وأن ألعب دور الابن الوحيد في بيت عمي. لكنني ظللت أصر بعد ذلك أنني أرفض لعب دور الابن المتبنى. لم أكن أريد أن أكون ابنًا متبنى لأي شخص، وخاصة إذا كان الأب بالتبني يلقب بأبي الحمار! حتى سائق العربة التي تجرها الثيران كان يحقر من شأن عمي ويلقبه بأبي الحمار، فماذا عن بقية أهل القرية؟ قلت: "لن أكون ابنًا بالتبني مطلقًا، اخبروه أن يتراجع عن هذا القرار'.

---

الكاتب "لي سون-وون"

وُلد الكاتب "لي سون-وون" في "كانغ ننغ" بمقاطعة كانغ-وون في 2 مايو 1958، نشر أول أعماله الأدبية عام 1988 عن روايته "قمر النهار"، وفاز بجائزة "لي هيو صُك" الأدبية في دورتها الأولى عام 2000.