النغمة، والإيقاع، والأوتار المتناغمة هي الأركان الأساسية الثلاثة للموسيقى الغربية. أما الموسيقى الكورية التراثية، فتعتمد على اللحن والإيقاع فقط. ويعد الـ"جانغ دان"، وهو وحدة الإيقاع الكورية، على وجه الخصوص أساس موسيقى الكوغاك التراثية الكورية. وهناك العديد من أنواع الـ"جانغ دان" التي لا يوجد لها نظير في الموسيقى الغربية. ومن ضمنها، "أوتموري جانغ دان"، وهو إيقاع يتكون من عشرة حركات لكل فصل. وفي الموسيقى الغربية، نجد أن أغلب أنواع الإيقاعات تكون منتظمة، أي يفصل بين كل إيقاع وآخر مدد زمنية متماثلة، بغض النظر عن طول الإيقاع أو قصره. لكن "أوتموري جانغ دان" يختلف تمامًا عن هذا. فالإيقاعات العشرة تنقسم إلى مجموعتين، وتنقسم كل مجموعة فيهم إلى إيقاعين أو ثلاثة. ولذلك قد يكون الإيقاع في الفصل الموسيقي الواحد: واحد اثنان ثلاثة، واحد اثنان، واحد اثنان ثلاثة، واحد اثنان، وهكذا. فهو إيقاع غير منتظم تمامًا مثل الإيقاع الغربي.

هل لاحظتم كيف كان إيقاع الأغنية غير منتظم؟ وفي واقع الأمر، لا يستخدم إيقاع "أوت موري جانغ دان" كثيرًا في الأغاني الكورية. فأكثر الإيقاعات التي تستخدم في الأغاني الشعبية التراثية الكورية هي "سيماتشي جانغ دان 세마치 장단" أو "غوت غوري جانغدان 굿거리 장단"، أما أغاني البانسوري، فغالبًا ما تعتمد على إيقاع "جينيانغ 진양" أو "جونغ موري 중모리" أو "جاجين موري 자진모리". لكن إيقاع "أوتموري" غير العادي يجذب انتباه المستمعين ويدفعهم إلى الإنصات بإمعان أكثر إلى الأغنية. ولذلك نجد أن إيقاع "أوتموري جانغ دان" يستخدم في البانسوري عندما يتم تقديم شخصية جديدة في القصة. وفي "جونغ تاريونغ 중타령"، وهو أحد مقاطع أغنية البانسوري الشهيرة "هنغ بو غا"، نجد أن نولبو الطماع يطرد شقيقه هنغبو وأسرته من منزله، ونجد أن هنغبو المسكين يجد نفسه دون مأوى ولا طعام ولا نقود مع أسرته في الشارع. فيعود إلى شقيقه الأكبر، ويرجوه أن يعطيه بعض الأرز كي تأكل أسرته، لكن الشقيق القاسي لا يكتفي بالرفض، بل يضرب شقيقه الفقير. وبينما كان "هنغبو" وزوجته في حالة من اليأس الشديد، يظهر أمامهما راهب ما فجأة، وينصحهما بالعيش في مكان معين لأنه مكان سيجلب لهما الحظ الحسن. وفي نهاية الأمر، ينقذ "هنغبو" طائرًا مسكينًا ويداوي ساقه المكسورة، فيكافئه الطائر بحبوب يقطين سحرية تأتيه بالكنوز التي لا تقدر بمال، فيصبح من أغنى الأغنياء. وفي المشهد الذي يظهر فيه الراهب الذي يمثل نقطة تحول كبيرة في حياة "هنغبو"، يُستخدم إيقاع الـ"أوتموري جانغ دان" للتنبيه على أن هذا الجزء في القصة له أهمية كبيرة فيما بعد.

هناك مقطع في أغنية البانسوري "سوكونغ غا" يستخدم إيقاع "أوتموري جانغ دان" أيضًا. وهو الجزء الذي يأتي فيه النمر لحضور الحفل. يشهد السلحفاة البحرية، الذي صعد للمرة الأولى على الأرض تاركًا البحر خلفه، حفلًا تقيمه حيوانات الجبل. كانت مهمة السلحفاة البحرية تقتضي أن يصطاد أرنبًا وأن يعود به إلى التنين ملك البحار، ولما وجد الكثير من الحيوانات عند الجبل، خمن أنه قد يجد من بينها أرنبًا يقضي به حاجته. لكن السلحفاة يختلط عليه الأمر، فينادي النمر بدلًا من الأرنب، فيأتيه النمر راكضًا بكل جلاله وسرعته وقوته. وقد فزع السلحفاة إذ رأى ذلك الوحش الكاسر يأتي بسرعة في اتجاهه. والمقطع الذي يصف صدمة السلحفاة يستخدم إيقاع "أوتموري جانغ دان".

المقطوعات المقدمة في حلقة هذا الأسبوع:

-    "كانغ وون دو أريرانغ" غناء "كانغ غوون-سون" مع عزف "كيم ضُك-سو".

-    "جونغ تاريونغ" من أغنية البانسوري "هنغبو غا"، غناء "كيم يول-هي 김율희"، وأداء "سول سوس 소울소스".

-    "بوم نيريو أوندا 범 내려온다" أداء "لي نال تشي 이날치".