الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

الدجاجة التي تبيض بيضًا من الذهب

2021-04-30

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش شقيقان يتيمان، وكانا قد فقدا والديهما في صغرهما. عاش الصغيران حياة صعبة، وكانا يكسبان عيشهما من جمع الحطب. وفي يوم من الأيام، استطاعا أن يجمعا كمية كبيرة من الحطب كي يكسبا بعض المال. وبعد أن باعا الحطب، ذهبا إلى السوق، حيث أرادا أن يبتاعا دجاجة شهية، فقد كان الدجاج هو طعامهما المفضل. لكن النقود التي جمعاها من بيع الحطب لم تكف لشراء الدجاجة المرجوة. شعر الشقيقان بالإحباط، وهما بالانصراف، لكن بائع الدجاج ناداهما، وسألهما عن مبلغ المال الذي معهما. وعندما أخبراه بالمبلغ الضئيل الذي كان بحوزتهما، قبل أن يأخذه، وأعطاهما بثمنه دجاجة نحيفة. لم يكن الشقيق الأكبر متحمسًا لقبول عرضه، لأن الدجاجة بدت ضئيلة نحيفة، بل بدت مريضة أيضًا. لكن الشقيق الأصغر رجاه أن يقبل شراءها، فرضخ لطلبه، واشتراها.

في اليوم التالي، حدث شيء مذهل! فلقد كانت الدجاجة تجلس على عش مليء ببيض ذهبي! كان من الواضح أن الدجاجة قد باضت البيض الذهبي خلال الليل. ثم تكرر هذا الحدث المذهل في اليوم التالي، وفي اليوم الذي يليه أيضًا. ولا تسل عن دهشة الشقيقين وسعادتهما البالغة بهذه الثروة غير المتوقعة. وفي نفس الحي الذي كان الشقيقان يعيشان فيه، عاشت امرأة تربي الدجاج. وذات يوم، بينما كانت تمر بجوار منزل الشقيقين، رأتهما يخرجان شيئًا لامعًا من حظيرة الدجاج. وعندما أمعنت النظر، اكتشفت أنه بيض ذهبي. لم تستطع المرأة التوقف عن التفكير في البيض الذهبي طوال اليوم، وراحت تفكر في خطة تضمن لها سرقته. وفي اليوم التالي، اقتحمت منزل الشقيقين وهي تصرخ قائلة: "أيها اللصين الماكرين! كيف تسرقا دجاجتي؟ كيف؟ أعيداها لي حالًا!". اجتمع أهل القرية على صوت المرأة العالي وصراخها المزعج. ولما كان الجميع يعرف أن المرأة تربي الدجاج بالفعل، وأن الشقيقين فقيران لا مال لهما ليشتريا به دجاجة، فقد صدق الجميع كذبها، وشاهد الشقيقان المقهوران المرأة الخبيثة وهي تأخذ دجاجتهما تحت سمعهما وبصرهما، دون أن يجرؤا على معارضتها.

 لكن المرأة الخبيثة لم تكتف بهذا. بل راحت تفكر في إهداء الدجاجة العجيبة إلى الملك، فلا بد أن الملك سيقدر هذه الهدية المذهلة، فيكافئها، وتصبح من علية القوم. وبالفعل، انطلقت من فورها إلى القصر الملكي، ولما نجحت في مقابلة الملك، سارعت تقول: "مولاي، هذه دجاجة غير عادية، فهي تبيض بيضًا من الذهب! وكم يسعدني أن أهديك إياها". انتاب الفضول الملك ورجاله مما سمعوه، لكن الدجاجة المذكورة لم تبيض أي بيض، لا ذهبي ولا فضي، بل راحت تصرخ وتركض في المكان كالمجنونة، وتسقط كل شيء في طريقها، فساد الهرج والمرج. ثم باضت بيضة في نهاية ركضها المجنون، لكنها لم تكن بيضة من الذهب، بل كانت بيضة متعفنة كريهة الرائحة. غضب الملك غضبًا شديدًا، وأمر رجاله بمعاقبة المرأة، التي سارعت بالاعتراف أن الدجاجة ليست دجاجتها، بل دجاجة الشقيقين اليتيمين.

استدعى الملك الشقيقين، وبمجرد أن وصلا إلى القصر، هدأت الدجاجة. ثم بدأت تضع بيضًا ذهبيًّا. بعدما سمع الملك القصة الحقيقية من الشقيقين، تأثر كثيرًا، وأعجب بحياتهما الجادة الأمينة رغم الظروف الصعبة. قال: "أظن أنها هبة من السماء لكما، لأنكما فقيران، لكنكما لم تتخذا فقركما ذريعة للمكر والاحتيال والخداع. ويبدو أنكما تحسنان معاملة الحيوانات، ولذلك فانا أوكل إليكما رعاية هذه الدجاجة". وبهذا عادت الدجاجة إلى الشقيقين، اللذين عاشا حياة كريمة، اعتنيا فيها بدجاجاتهما الحبيبة، التي ظلت تبيض لهما بيضًا ذهبيًّا إلى آخر عمرهما.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;