الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

300 نيانغ من تمثال بوذا الحجري

2021-06-04

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، وتحديدًا أثناء القرن الثامن عشر في عصر مملكة جوسون القديمة، كان هناك مفتش ملكي اسمه "باك مون-سو" يجول البلاد طولًا وعرضًا لينظر في أحوال موظفي الحكومة ومسؤوليها في القرى النائية. وكانت هذه المهمات الاستكشافية غالبًا ما تتم سرًّا، ولذلك تنكر باك في هيئة متسول فقير. وذات ليلة، توقف "بارك" أمام حانة صغيرة ليتناول بعض الطعام ويقضي ليلته هناك. لكنه وجد متسولًا بدا في حالٍ مزرية، وبدا أيضًا أنه يتضور جوعًا. ابتاع "بارك" وجبة إضافية وأعطاها للمتسول المسكين، وفي الصباح، طلب وجبتي فطور ليعطي واحدًا للمتسول أيضًا. وعندما كان على وشك الانصراف، ناداه المتسول وقال: "إننا متسولان يشبه كل منا الآخر، فلم لا نتجول معًا؟". وافق "بارك" على ذلك العرض، وبدأ الرجلان في التجول هنا وهناك معًا.

وفي يوم من الأيام، وصلا إلى قرية صغيرة، ودخل المتسول فجأة إلى منزل كبير. كان "بارك" برفقته، فدخل المنزل معه. قال المتسول لامرأة كانت داخل المنزل: "اسمعي، هناك ثلاثة أشخاص من سكان هذا المنزل في خطر الآن. استدعي جميع سكان المنزل، واطلبي منهم أن ينوحوا بأعلى صوت ممكن". اندهشت السيدة كثيرًا مما سمعته، لكنها قدرت أن ظرفًا طارئًا ما هو السبب وراء ذلك الطلب الغريب، فلبت الطلب. في تلك الأثناء، كان زوجها برفقة اثنين من الخدم يعملون على الجبل وراء المنزل. كانوا يقطعون بعض الحطب ليصنعوا منه تابوتًا لدفن والدة الزوج، التي كانت تصارع المرض. هطل المطر فجأة، فسارع الرجال الثلاثة بالاحتماء من المطر تحت صخرة كبيرة، لكن أصوات نواح عالية تناهت إلى مسامعهم. ظن الرجل أن والدته قد ماتت بالفعل، فأسرع يغادر المكان مع خادميه، وما إن خرج معهما من تحت الصخرة الكبيرة، حتى تهاوت على الأرض مصدرة صوت ارتطام كبير. وعندما عاد الثلاثة إلى المنزل، أدركوا السبب العجيب وراء نجاتهم من موت محقق في اللحظة الأخيرة. انحنى الرجل أمام المتسول في امتنان وأخبره أن يطلب ما يشاء. فطلب منه المتسول أن يعطيه مبلغًا من المال، 100 نيانغ على وجه التحديد، والنيانغ هي عملة كورية قديمة. ثم أعطى المتسول المال إلى المفتش بارك المتنكر وأوصاه بالاحتفاظ بالمال لأنه قد يحتاج إليه يومًا ما. صعق بارك، وشعر أن رفيقه ليس مجرد متسول عادي.

واصل الرجلان رحلتهما. وتوقفا عند منزلين في الطريق. في المنزل الثاني، دخل المتسول الغامض إلى المنزل ليعالج طفلًا مريضًا بطريقة عجيبة. وفي المنزل الثالث، ساعد المتسول أسرة لديها متوفى على اختيار الموقع الأفضل لدفنه. وفي كل مرة، كان يطلب من الأسرة أن تعطيه مائة نيانغ، وكان يعطيها بدوره إلى بارك، الذي أصبح يحمل 300 نيانغ. وفي تلك اللحظة، اقترح المتسول على بارك أن يفترقا، ونصحه أن يصعد على الطريق الجبلي، ثم اختفى قبل حتى أن يتمكن بارك من الرد عليه.

ظل "بارك" يسير على الطريق الجبلي كما أخبره المتسول، حتى وجد فتاة تصلي أمام تمثال حجري لبوذا. سألها بارك عن سبب ابتهالاتها الحارة، فأجابته بعينين دامعتين: "إن أبي يعمل موظفًا حكوميًّا، وبينما كان ينقل مبلغ 300 نيانغ من مكتب إلى آخر، فقد المال، وإذا لم يستطع أن يعيد المال قبل غد، سينفذون حكم الإعدام فيه. وأنا أصلي هنا منذ أيام لأنه لا يوجد شيء آخر أستطيع أن أفعله". تذكر بارك في هذه اللحظة أن المتسول قد أعطاه الثلاثمائة نيانغ وأوصاه أن يحتفظ بها لأنه سيحتاج إليها، وأدرك أن نبوءته قد تحققت. أعطى بارك المال إلى الفتاة الصغيرة وقال: "لا تقلقي، يمكنك أن تقذي والدك باستخدام هذا المبلغ". بعدما غادرت الفتاة، تأمل بارك تمثال بوذا الحجري، وخيل إليه أنه مألوف للغاية. اقترب من التمثال وتفحص وجهه عن قرب، وذهل عندما اكتشف أنه يبدو شبيهًا جدًّا بوجه المتسول الذي رافقه خلال الساعات الماضية. وهنا فقط، أدرك بارك سر المتسول العجيب الذي رافقه في رحلته.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;