الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

الخُلدُ الأحمق

2021-09-24

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش حيوان خُلد صغير. وذات يوم، شعر بالجوع، وبدأ يبحث عن شيء يأكله. مر بجدول ماء، ورأى سرطان بحر تحت الماء فأمسكه. كانت هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها سرطان بحر في حياته، ولذلك راح يتفحصه عن قرب. تمتم لنفسه: "أنا لم أر في حياتي حيوانًا مثلك. ترى كيف يمكنني أن آكلك؟ هل يجب أن أسلقك؟ أم أشويك؟ أم أسويك على البخار؟ هل آكلك نيئًا؟" لكن القشرة الخارجية الصلبة لسرطان البحر جعلته يصرف النظر عن أكله نيئًا. كان سرطان البحر لا يزال معلقًا من مخالبه، وكان يجاهد للفرار من قبضة الخلد، فظلت أرجله تتحرك بعنف. فقال الخلد: "خطرت لي فكرة! سوف آكل رجلًا من أرجلك أولًا". وهنا، قال سرطان البحر: "هذا هو بالضبط ما أريده! فأنا كثير الأرجل كما ترى، وهو أمر يزعجني كثيرًا. أرجو أن تخلصني من إحدى أرجلي، وسوف أكون شاكرًا لك". اندهش الخلدُ مما سمع، فهو لم يكن يريد أن ينزعَ رجل سرطان البحر كي يؤدي له خدمة أو كي يتيح له التحرك بحرية أكبر. فقال: "هل تظنني غبيًّا؟ أنا لا أنوي أن أقدم لك أي خدمة! سوف أسلقك إذن!". قال هذا وكاد يضع سرطان البحر على نارٍ مشتعلة في الفحم.

ظن الخلدُ أن سرطان البحر سيخاف ويصرخ من الفزع. ولكنه أحبط حين رأى الفرحة ترتسم على وجه سرطان البحر. "سيكون هذا رائعًا. فأنا في الماء البارد منذ فترة طويلة، وستدفئني ألسنة اللهب. أرجو أن تلقي بي في النار بسرعة". لم يرد الخلدُ أن يُسعد سرطان البحر. فقال: "لا! لن أفعل ذلك إذن! سوف أنقعك في صلصة الصويا وآكلك".

ظن الخلد أنه سيرى الرعب أخيرًا في عيني سرطان البحر، ولكن حماسة الأخير أدهشته وهو يقول: "يا إلهي! كيف لك أن تعرف كل ما أتمناه دون أن أخبرك؟ لقد تناولت شيئًا حلوًا قبل قليل، وأشتاق إلى شيء لذيذ مالح وبعض الماء لأنني ظمآن، وصلصة الصويا هي الحل المثالي بالنسبة إلي!". شعر الخلد بالضيق الشديد: "لا، لا، لن ألقيك في صلصة الصويا أبدًا. بل أفكر في إلقائك في الماء حيث كنت!".

هنا فقط، بدا الارتياع واضحًا على وجه سرطان البحر. "لا، أرجوك، لا! أنا أكره الماء البارد. هذا آخر ما أريد! قد يقتلني هذا! أرجوك، لا تكن قاسيًا". شعر الخلد بالرضا: "إذن فهذا هو بالضبط ما سأفعله!". ثم وضعه في الماء، وانتظر أن يموت. وهنا صاح سرطان البحر: "أما الآن فأنا آمن أخيرًا! شكرًا لك أيها الخلد الأحمق". ثم انزلق بسرعة حتى اختفى تمامًا وسط الماء وابتعد، تاركًا الخلد المذهول متسمرًا في مكانه، يتساءل عن السبب الذي دفع سرطان البحر أن يدعوه بالأحمق!.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;