تشبه أغنية الدانغا "أغنية المواسم الأربعة" حياة الإنسانِ بالفصول الأربعة للسنة. وتبدأ الأغنية بوصف الأزهار المتفتحة على الجبال لتعلنَ قدومَ الربيع. وهو أمرٌ يرحب به الجميع فيما عدا كبار السن الذين يكرهون سرعةَ مرور الوقت. ويقال إن سرعة مرور الوقت تتناسبُ طرديًّا مع التقدم في العمر. وهو ما يعني أنه كلما صرت أكبر في العمر، كلما شعرت أن الوقت يمر أسرع. وهو أمرٌ نستطيعُ أن نتفهمه، فمن منا لم يكن يشعر وهو صغير أن الوقت يمضي ببطءٍ قاتل، قبل أن يشعر بأن الوقت يجري بسرعة. وتنصحنا "أغنية المواسم الأربعة" بأن نستمتع بالوقتِ الحالي مع أحبابِنا بأقصى ما نستطيع. فحتى لو عاش المرء ثمانين عامًا، سيكتشف أن الوقتَ الحر المتاح له ليس كثيرًا كما قد يظن إذا طرح من ذلك الوقت الأوقات التي لا يستطيع استغلالها، مثل النوم، والمرض، والعمل، أو القلق.

كلمة "دانغا" تعني: أغنية قصيرة. وكانت أغاني الدانغا تؤدى قبل أغاني البانسوري الطويلة، كمقدمة لها. وكانت أغاني الدانغا تستمرُّ أحيانًا لخمس أو ست دقائق، ولكنها كانت تستغرقُ أربعَ دقائق في أغلب الأحيان. وكانت أغاني الدانغا تدور في العادة حول الاستمتاع بالحياة، مثل أغنية "دانغا ساتشول غا" التي استمعنا إليها منذ قليل، أو حول إنجازات الشخصيات الشهيرةِ التي تستحق أن يقتدي الناس بها، أو نصائحهم. وتتميز أغاني الدانغا بإيقاعها متوسط السرعة، وغالبًا ما تغنى بأسلوب بسيط دون اللجوء إلى التكنيكات الغنائية المعقدة. وكان المطربون يستخدمونها كنوعٍ من الإحماء قبل بدءِ مقطوعة البانسوري الطويلة، ولاختبار ردود أفعال الجمهور ذلك اليوم. والمقطوعة التالية هي "دانغا كوانغديغا 단가 광대가" أو أغنية المهرجين، وهي أغنية من تأليف "شين جيه-هيو"، من علماء الموسيقى الذين درسوا فن البانسوري ودعموا فناني البانسوري في أواخر عصر جوسون. ولكن لحن الأغنية ضاع للأسف، فلم تصل إلينا سوى كلمات الأغنية. وتعد الأغنية مقدمة لأغاني البانسوري التي تصف بعض التعليمات عن الكيفية التي يجب على مطرب البانسوري أن يتصرف بها وأن يغني بها، بالإضافة إلى قائمة طويلة من أسماء كبار مطربي البانسوري في الماضي.

في الماضي، كانت أغاني البانسوري غالبًا ما تُؤدى في الحفلات المنزلية. فلو افترضنا أن رجلًا كان يريدُ الاحتفالَ بعيد مولده الستين، وهي مناسبة مهمة في الثقافة الكورية، كان الرجل يدعو مطرب بانسوري ليغني في الحفل، ولكنه إذا غادر بعد أن يغني أغنية واحدة، لشعر صاحب الحفل بالإحباط. وبما أن المطرب لا يستطيع أن يغني عدة أغاني بانسوري لأنها طويلة للغاية، كان يستفتح بغناء أغاني الدانغا القصيرة أولًا قبل أن يبدأ في المقطوعة الرئيسية. وهذه الأيام، لا يؤدي أغلب مطربي البانسوري أغاني البانسوري كاملة، لأنها طويلة جدًّا. ولذلك يغنون عدة مقاطع من الأغنية يبلغ طول كل مقطع منها حوالي 10 دقائق لا أكثر، ولذلك لا يحتاجون إلى أغاني الدانغا الافتتاحية. ولذلك صارت أغاني الدانغا تؤدى كأغانٍ منفردة أيضًا، فنجد بعض المطربين يؤدونها مع عزف الكاياغم الحر بطريقة الـ"كاياغم بيونغ تشانغ". وآخر مقطوعاتنا اليوم هي أغنية دانغا بعنوان "جوكجاك مانهييه 죽장망혜" غناء "باك كوي-هي 박귀희". والـ"جوكجاك مانهييه 죽장망혜" تعني عصا خيزران وحذاء مصنوع من القنب. وكانت أحذية القنب أفضل من أحذية القش، ولكنها لم تكن بجودة الأحذية المصنوعة من الجلد. وكان المسافرون يعدون أنفسهم للسفر بحذاء القنب وعصا الخيزران ومغرفة كبيرة مصنوعة من نبات القرع تعرف باسم "دانبيوجا 단표자". وهذه الاستعدادات البسيطة للسفر أمرٌ يختلف كثيرًا عما نراه اليوم، حيث يحرص الكثير من الناس على أن يرتدوا عدة تسلق كاملة حتى عند تسلق أقصر الجبال وأقربها إلى الحي الذي يعيشون فيه. وفي الماضي، كان المسافرون من النبلاء يركبون الخيل أو العربة ويجعلون خدمهم يحملون أغراضهم، وأغنية "جوكجاك مانهييه 죽장망혜" تسخر من هذه الرفاهية الفارغة وتدعو إلى البساطةِ والحرية.

الحلقات المقدمة في حلقة هذا الأسبوع:

-    "دانغا ساتشولغا 단가 사철가" أو: أغنية الفصول الأربعة، بصوت "جو سانغ-هيون 조상현".

-    "بارك دونغ-جين 박동진" في أغنية "دانغا كوانغديغا 단가 광대가".

-    أغنية "جوكجاك مانهييه 죽장망혜" بطريقة "كاياغم بيونغ تشانغ" أداء "بارك غوي-هي 박귀희".