ⓒ Getty Images Bank

'ديسمبر 2037: يجب أن أكتب قصة عن الوحدة. ربما قصة عن رائدة فضاء مثلي. ستصف القصة كيف لم تعد تحتمل كوكبها الأم، وكيف هجرته وكأنها ذاهبة إلى منفى. انتهى بها الأمر تحوم في الفضاء الخارجي. ولكنها تفشل في العثور على إجابات هناك، فتعود إلى كوكبها الأم محملة بالألم كي ترى شخصًا واحدًا فقط، كي تقابل ذلك الشخص وتشعر بتعاطفه معها'.

'كان أكبر سببٍ جعلني أخضع للجراحة هو عملي. فأنا لن أتألم إذا لم أتعاطف مع الآخرين. كان هذا هو تفسير الأطباء حين ابتكروا هذه الجراحة. فكل شخص له شيء يشبه المرآة في دماغه. وهذه المرآة تعكس به مشاعر الآخر. والناس يتعاطفون من خلال ملاحظة مشاعر الآخرين من خلال تلك المرآة وتقليد ما يلاحظونه. فغضب الآخرين وألمهم يثير شعور التعاطف بداخلي. ومشاعر التعاطف هذه تجعلني أشعر بما يشعرون به وكأنني في موقفهم'.

# من شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو-يونغ"

عندما يشارك المرء آلام الآخرين عن طريق تقليد تحركاتهم، فهذا يعني التعاطف مع آلامهم. وقد أطلقت الصديقتان "دو-آه" و"إي-را" على ذلك التعاطف لفظ القوة الخارقة. وهي تسمية عميقة المعنى، لأنها توحي بأن التعاطف مع الآخرين ليس أمرًا سهلًا. وفي عالم القصة، نرى أن الناس في المستقبل قد قرروا التخلص من قدرتهم على التعاطف مع الآخرين من أجل حماية أنفسهم من الألم، لأنَّ الإنسان إذا لم يتألم من أجل معاناة الآخرين، فلن يتألم مطلقًا. ولكن هذا لم يجعلهم سعداء. وربما كان السبب في ذلك، هو أن التعاطف مع الآخرين هو ما يجعل الإنسان إنسانًا، رغم كل ما يضمه من ألم.

'"هل تقلدين ظلي مجددًا؟" من المستحيل أن أكون دو-آه، ولذلك فمن المستحيل أن أشاركها ألمها. ولكنَّها استطاعت أن تخفف ألمي بالتدريج في الماضي عندما تقمصت دور ظلي. أتمنى أن أستطيع أن أفعل الشيء نفسه من أجلها الآن. عندما تستيقظ، سأخبرها بقصة لم أستطع أن أخبرها بها من قبل، وأحل بها معادلة لم أستطع أن أحلها من قبل. سوف أقلد تحركاتك، وأقول الكلمات التي تقولينها، وسوف أحتضنك وأهمس لك قائلة إن كل شيء على ما يرام. عندما أكون برفقة دو-آه، أشعر بألم في قلبي، وكأنه ينقبض. ربما يعيدني ذلك الشعور القوي إلى حالتي الطبيعية القديمة'.

---

الكاتبة "تشون صُن-لان 천선란"

- وُلدت في 7 من يوليو عام 1993 في مدينة إينتشون.

- أول أعمالها: رواية بعنوان "جسر مكسور" نشرت عام 2019.