ⓒ Getty Images Bank

"فندق الفضاء" للكاتبة "يو سون-هي 유순희"

'راحت السيدة العجوز تمشط الأرض بعينيها بحثًا عن الورق. حتى قطع الورق الصغيرة التي لم تكن لتزن شيئًا يذكر كانت تبدو لها ثقيلة. لذا انحنت أكثر وراحت تنظر بحرص أكبر. وكلما أكثرت من فعل ذلك، قلت نظراتها الموجة إلى السماء. وذات يوم، نست تماما شكل السماء، ونست كيف كانت السحب تطفو في السماء'.

ذات يوم، جلبت الصغيرة كراسة الرسم التي انتهت من استخدامها. راحت المرأة العجوز تتأمل الرسوم بإعجاب كبير. كانت الفتاة قد رسمت المجموعة الشمسية بصورة ساحرة. كان كوكب الأرض مستديرًا، وكان زحل مميزًا بحلقاته الرائعة، وبدا المشترى كبيرًا مذهلًا، والشمس بدت حيوية بأشعتها الحمراء النارية، وبين هذه الكواكب كلها، طارت سفينة فضاء لها هيئة الفطر الشهي. 'المرأة: "ترى متى كانت آخر مرة نظرت فيها إلى السماء لأرى النجوم والقمر؟".

هكذا تمتمت وهي تتأمل السماء، وكانت السماء غائمة وكأنها ستمطر قربًا.

 

# من شريط المقابلة مع البروفيسور "بانغ مين-هو" أستاذ الأدب الكوري بجامعة سيول الوطنية

سأمت المرأة العجوز حياتها الطويلة الشاقة. كانت تكسب عيشها من خلال جمع نفايات الورق، ولم تكن ترفع عينيها من على الأرض. ولكنها استطاعت أن ترى السماء من خلال لوحة الطفلة التي رسمت فيها مشهدًا من الفضاء الخارجي، والسماء، والقمر. وهذا المشهد هو ما يجعل القصة مميزة. فنحن لا ننظر إلى السماء أثناء أيامنا الصعبة الشاقة التي يسيطر عليها الانشغال. لكننا حين ننظر إلى السماء، نكتسب نظرة جديدة تمامًا للحياة. فهي تتيح لنا أن ننظر لحياتنا من أعالي السماء. وهذا المشهد يصف لنا لحظة التنوير تلك.

'جاءت الفصول ورحلت عدة مرات. ظلت المرأة العجوز تجمع الصناديق الورقية ونفايات الورق. ولكنها لم تعد وحيدة. كانت المرأة ذات العين المتورمة دائمًا برفقتها. كانتا تتناولان العشاء معًا، وتشربان الشاي معًا. وكانت أفكار السيدة العجوز تهيم وهي تتأمل اللوحات المعلقة على الجدار. "ربما يكون هذا هو فندق الفضاء. هذا هو المكان الذي أستريح فيه من الترحال في الفضاء. أنا في وسط الكون"'.

---

الكاتبة "يو سون-هي 유순희"

- وُلدت في "سيول" عام 1969.

- أول أعمالها: قصة أطفال بعنوان "بيت سون-هي"، وقد نشرت عام 2006.