ⓒ Getty Images Bank

'كما قالت دا-يونغ، كان وجه المرأة يتحرك. كان أحد جفنيها ينقبض وينبسط باستمرار، وكان الجلد الرقيق حول فمها يرتعد. عندما توقفت الرجفات التي كانت تحيط بشفتيها، خرج من بينهما أزيز رفيع، كصوت هواء يتسرب من أنبوب. أجفلت جي-هي. لم تستطع أن تشعر بأي أنفاس تخرج من فم المرأة أو أنفها اللذان كانا يلتصقان بذراعها. وعندما انعطفت السيارة عند أحد المنحنيات، سقط جسد المرأة إلى الأمام'.

'قالت: "كيونغ-هو، إنها…"

الرجل: "ما بها؟"

ندمت جي-هي على حل حزام أمان المرأة. كانت قد حلته حتى لا تشعر المرأة بالغثيان الشديد. ثم حدث كل ذلك.

جي-هي: "لا أظنها تتنفس"

الرجل: "ولكني أسمع صوت غطيطها"

لكن صوت الغطيط لم يكن يأتي من على أيمن جي-هي، بل من تحتها، من أنف ابنتها الصغيرة التي تعاني من التهاب الأنف. لم تشعر جي-هي بأي أنفاس آتية من جهة فم أو أنف المرأة الملتصقين بذراعها.

جي-هي: "يجب أن توقف السيارة الآن"'.

# من شريط المقابلة مع البروفيسور "بانغ مين-هو" أستاذ الأدب الكوري بجامعة سيول الوطنية

عندما يعيش الناس في ظروف من التباعد الاجتماعي لمدة عامين أو ثلاثة على التوالي، فلا بد أن يصطدموا مع واقع الانعزال القسري هذا. وفي هذه الحالات، يميل الناس إلى اتباع حدسهم. وعنوان القصة هو: "حدس الإجازات"، وهي تدور حول أسرة تقرر أن تذهب في رحلة للاستمتاع بإجازة رغم ظروف الجائحة. وفي طريقهم، يقابلون رجلًا يقلُّ والدته المسنة إلى منزلها. وكل هذه الشخصيات تجد نفسها في ظروف غريبة غير معتادة يضطر فيها كل منهم إلى الاعتماد على حدسه في ردود فعله. وهي قصة ترينا أن كبت الطبيعة البشرية أمر غير ممكن حتى في ظروف قاهرة مثل الجائحة.

'نظر كيونغ-هو إلى المقعد الخلفي من خلال مرآة السائق. لم يستطع أن يرى وجه المرأة، ولكنه لم يستطع أن يوقف السيارة أيضًا. ضغط كيونغ-هو على دواسة الوقود، وهو يشعر بعطش شديد. مسح الرجل وجهه بكفيه، قبل أن يضع نظارته وكمامته من جديد. انطلقت السيارة السوداء تحت المطر المنهمر. اهتزت السيارة عند وصولها إلى المنعطف الأخير. عندما غطى الماء الذي قفز من بركة كونها ماء المطر على الطريق ليغطي الزجاج الأمامي للسيارة، غطت أغمضت جي-هي عينيها'.

---

الكاتبة "لي سنغ-أون 이승은"

- وُلدت في العاصمة سيول عام 1980.

- أول أعمالها: قصة بعنوان "أريكة"، وقد نشرت عام 2014.