ⓒ Getty Images Bank

'تُضاء الأنوار في غرفته في تمام الساعة الخامسة والثلث مساء كل يوم. وهكذا تتحول غرفته لنقطة مضيئة في مقابل السماء الداكنة. نظرت ثانية إلى غرفته المضيئة. وغرفته عبارة عن ستوديو لشخص واحد، مساحتها 30 مترًا مربعًا ومقسمة على طابقين، فهي لا تختلف عن غرفتي. وإن كان هناك شيء في غرفته يختلف عن غرفتي، فهي الستائر القديمة التي تنتهي قبل نهاية إفريز النافذة بخمسين أو ستين سنتيمترًا. ولذلك تبدو كجونلة مقاسها غير مناسب، لأن الستائر العادية لا تناسب نوافذ الستوديو الطويلة. أرى الكثير من محتويات الغرفة من خلال تلك الفجوة. أرى النصف الأعلى من جسده وهو جالس على المكتب'.

'جلس في ملابسه الداخلية يخيط بعض الملابس. كان يحيك كل غرزة بحب وحرص. كان مستغرقًا تمامًا في الحياكة، وكأن عينيه وملابسه قد التحمت فأصبحت شيئًا واحدًا. استغرقت تمامًا في مراقبته وهو يحيك. لا يختلف مظهره وهو يحيك عن مظهره وهو مستغرق في القراءة طوال اليوم دون أن يتحرك أو مظهره وهو يحتسي الشراب وحده. فهو دائمًا وحيد، ولكنه يبدو مستكفٍ تمامًا وراضٍ بوحدته. فهو بمفرده، ولكنه ليس وحيدًا'.

# من شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو-يونغ"

ضمير الغائب في كلمة "غرفته" يرينا كيف أن الغريب الذي تراقبه البطلة هو في واقع الأمر والدها. وهو أمر يجعلنا نعيد النظر في علاقتنا بأفراد أسرنا. والأسرة هي جماعة مترابطة، ولكنها تتكون من أفراد منفصلين. وعندما هجر الأب في القصة أسرته وفر إلى حياة البحر، لم يستطع أفراد الأسرة أن يحتملوا ذلك الأمر أو أن يتقبلوه. وهو ما يعني أنهم لم يعرفوه كفرد منفصل عنهم. ولهذا ظلت البطلة تراقبه من مسافة بعيدة، في محاولة لأن تفهمه كفرد منفصل بشخصية متفردة. وشخصية الأب في هذه القصة تجعلنا نتساءل عن أنفسنا كأفراد متفردين منفصلين، وليس كجزء من أسرة أو جماعة معينة.

'رفعت كأسي في اتجاه غرفته التي يلفها الظلام. سألتني: "أنت تعرفين أن اليوم هو عيد مولد أبيك، صحيح؟". هكذا قالت إذ لم تعد تستطيع أن تكتم الكلام أكثر من ذلك. قالت أمي: "مرت عشرة سنوات. ترى أين هو الآن؟" خفت صوتها وتلاشى داخل الكأس. أومأت برأسي وأنا أثبت عيني على غرفته'.

---

الكاتبة "كيم يي-جونغ 김이정"

- وُلدت في أندونغ بمقاطعة كيونغ سانغ الشمالية في عام 1960.

- أول أعمالها: قصة بعنوان "الاستلقاء على العالم في ليلة ممطرة"، وقد نشرت عام 1994.