ⓒ Getty Images Bank

'استيقظ في الصباح الباكر، ونظف حظيرة الأبقار قبل أن يعد العلف بنفسه. بعدما تناولت إحدى البقرات الحبلى فطورها، وضعت عجلًا جميلًأ. شعر تشانغ-سو بسعادة بالغة، فحمم العجل بنفسه بالماء الدافئ، وغطى ظهر البقرة ببطانية. قالت زوجته: "لم أر عجلًا كبيرًا كهذا في حياتي. إنه عجل ثور، أليس كذلك؟ عزيزي، لنهدي هذا العجل لابننا يونغ-ضُك، وإذا وضعت البقرة عجلة أنثى فيما بعد أعطني إياها، حسنًا؟"'.

'جانغ-سون: "الأوغاد في الشمال ذبحوا بقرتنا! ماذا أفعل بشأنهم؟". راح تشانغ-سو يتأمل السماء بعينين دامعتين دون أن يتفوه بكلمة. تشانغ-سو: "أيطيب لهم أن يقتلوا ويأكلوا بقرة أخيهم؟" هكذا تمتم لنفسه وهو يصعد على الجبل ويتأمل القرى من تحته إذ غطاها الضباب فصار مظهرها لا يختلف عن قرى الشمال، وراح يفكر في زوجته، وفيما حدث له خلال السنوات العشر السابقة، وفي كل الأحداث التي شهدتها قريته ووطنه. حاول أن يفكر فيما يجب أن يفعل. لكنه لم يستطع إلا أن يبكي'.

# من شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو-يونغ"

تقع قرية "تشانغ-سو" جنوب خط الحدود الفاصل بين الكوريتين مباشرة. وكانت الحيوانات أحيانًا تعبر تلك الحدود وتذهب إلى الشمال. وكان الكوريون الشماليون يذبحون تلك الحيوانات ويأكلونها لسدِّ جوعهم، رغم أنهم يعرفون أنها ليست ملكًا لهم لأنها أتت من الجنوب. وقد خطط الشباب في قرية "تشانغ-سو" أن يذبحوا بقرة أتت من جهة الشمال على سبيل الانتقام. فهي فترة من القلقلة والفوضى العنيفة.

'"لا، لا يمكنكم أن تفعلوا ذلك! يجب أن تعيدوا البقرة. إذا أردتم أن تذبحوا بقرة ولا بد، فاقتلوا بقرتي وكلوها". هكذا صاح تشانغ-سو وهو يركض باتجاه منزله في القرية. لكنه حين ذهب إلى حظيرته كي يعطيهم بقرته، وجد الحظيرة فارغة. لم تكن البقرة هناك، لم تكن داخل المنزل أو خارجه. عندما دخل حجرته، وجد ورقة على الأرض كتب عليها بخط غريب: "سآخذ بقرتي. لا تبحث عني". بُهت تشانغ-سو، ووقف مذهولًا وسط الغرفة. بعد فترة، أخرج بعض المال من صندوقه وأعطى جانغ-سون ما يكفي من المال كي يشتري بقرة، ثم أخذ بعض المال لنفسه. وبعدها غادر القرية بعدما تحدث مع والدة جانغ-سون. ولم ير أي شخصٍ هونغ تشانغ-سو في القرية بعد ذلك أبدًا'.

---

الكاتب "جون يونغ-تيك 전영택"

- وُلد في بيونغ يانغ في 18 يناير 1894، وتوفي في 16 يناير 1968.

- أول أعماله: قصة بعنوان "موت هييه-سون"، وقد نشرت عام 1919.