'بكيت مجددًا حين أتاني راكضًا. لم أدرِ لِمَ لم أستطع أن أتوقفَ عن البكاء. قاد السيارة وهو يضع يدًا على المقود والأخرى تربت على كتفي لتهدئتي. راح الكلب يئن أثناء فحص الطبيب البيطري له. غطيت أذني وبكيت بين ذراعي الرجل. كان هذا تصرفًا لا يمكن قبوله حتى من وجهة نظري أنا، ولكنني لم أستطع أن أوقف سيل الدموع الحلو. قال الطبيب إنه رأى الكثير من الأطفال يبكون تأثرًا بمرض حيوانهم الأليف، ولكنه لم يرَ جدةً تبكي لذلك السبب من قبل. ثم أراني شوكة السمك التي أخرجها من حلق الكلب'.

'بدا أن ابنتي تظن أن قوة الحب الأعمى التي منعتني عن رؤية الرجال الآخرين في ذلك الوقت كانت الشغف. وما الفرق بين الحب والرغبة؟ هذا ما كان ينقص علاقتي بالبروفيسور جو. فبينما كان شعوري الرومانسي هو نفس الشعور الذي شعرت به حين كنت شابة، لم أكن أشعر بتلك الرغبة. كانت العلاقة الرومانسية الأفلاطونية بيننا أقرب إلى مجرد مسرحية، ربما. ولأن الرغبة لم تكن تعميني، استطعت أن أرى بوضوح. لم أستطع إلا أن أرى آثار التقدم في السن مهما بدوت في حالٍ جيدة'.

# من شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو-يونغ"

اختارت بطلةُ القصةِ الانفصال عن الرجل لسببين. فقد رأت أن العلاقات الرومانسية لا تضم المشاعر فقط بل العلاقة الجسدية أيضًا، كما لم ترد أن تدخل في علاقة تدفعها إليها ابنتها وزوجة ابن الرجل بغرض تحقيق منفعة شخصية لأنفسهما. باختصار، لم ترد أن تلوث حبهما، واختارت أن تنهي علاقتها معه كي تعيش حياة أكثر استقلالًا. وتعد «بارك» كاتبة مهمة في مجال الروايات عن كبار السن، لأنها استمرت في الكتابة عن أولئك الأشخاص من جيلها حتى مرحلة متأخرة جدًّا من حياتها. وقد كتبت «الزهرة الذابلة» حين كانت في الخامسة والستين من عمرها، ولذلك تضم القصة المشاعر والحكمة ووجهة النظر التي يعتنقها المرء في سنواته المتقدمة.

'في اليوم الذي ذهبت فيه كي أقابله للمرة الأخيرة، أخبرته أنني سأذهب إلى الولايات المتحدة قريبًا، وأنني سأبقى هناك لفترة طويلة. وضعت يدي فوق بنصره وقلت له إنني لا أريد الدخول في علاقة قد تتركني أرملة للمرة الثانية. كنت أحاول أن أكون لطيفة، ترى أكنت أقسى من اللازم؟ حاولت أن أقرأ ملامحه ولكنني لم أستطع رؤية أي شيء'.

---

الكاتبة «باك وان-صو 박완서»

- وُلدت في مقاطعة كيونغي في 20 أكتوبر عام 1931، وتوفيت في 22 يناير عام 2011.

- أول أعمالها: قصة بعنوان «الشجرة العارية» في عام 1970.