ⓒYONHAP News

عقد يوم الثلاثاء الماضي احتفالٌ بمناسبة الذكرى الحادية والأربعين على اندلاع انتفاضة "كوانغ جو" المطالبة بالديمقراطية يوم الثامن عشر من مايو من عام 1980، وذلك في مقبرة الثامن عشر من مايو الديمقراطية الوطنية في مدينة كوانغ جو".

وحضر الاحتفال 99 شخصا فقط بسبب وباء كورونا، بمن فيهم رئيس الوزراء "كيم بو كيوم"، ومسؤولو المنظمات ذات الصلة بالانتفاضة، ورؤساء الأحزاب السياسية، بالإضافة إلى أعضاء أسر الضحايا الذين قتلوا خلال الانتفاضة.

وفي كلمة ألقاها في الاحتفال، قدم رئيس الوزراء "كيم" اعتذارا عما حدث في مدينة كوانغ جو قبل 41 عاما، مؤكدا عزم الحكومة تقصى الحقائق المتعلقة بالانتفاضة.

ومن جانبه، قال الرئيس الكوري "مون جيه إين" في تصريح أدلى به يوم الثلاثاء الماضي على حسابه الخاص في مواقع التواصل الاجتماعي إن شهر مايو هو شهر الأمل في تقصى الحقائق ذات الصلة بما حدث خلال انتفاضة كوانغ جو الديمقراطية، وإعادة الاعتبار لضحاياها.

كما أعرب الرئيس "مون" عن تعاطفه مع مواطني ميانمار، قائلا إن كوريا الجنوبية ترى أحداث كوانغ جو الماضية في أحداث ميانمار الحالية، متمنيا أن تكون روح انتفاضة كوانغ جو أملا للشعب في ميانمار.

وقد سبق وأن حضر الرئيس "مون" مراسم الاحتفال بذكرى انتفاضة كوانغ جو ثلاث مرات منذ تنصيبه، في عام 2017 وعام 2019 والعام الماضي.

ويذكر أن انتفاضة كوانغ جو هي انتفاضة شعبية اندلعت يوم الثامن عشر من شهر مايو من عام 1980 في مدينة كوانغ جو الواقعة جنوب غرب البلاد، مطالبة بالديمقراطية، مما أسفر عن مصرع عدد كبير من المواطنين الأبرياء المشاركين فيها. 

وكان الرئيس الكوري الأسبق "بارك جونغ هي" الذي سعى للبقاء في السلطة إلى الأبد، قد تم اغتياله يوم السادس والعشرين من شهر أكتوبر من عام 1979، وهو ما أدى إلى زيادة التوقعات لدى المواطنين الكوريين آنذاك بتحقيق الديمقراطية في البلاد.

لكن الجيش الكوري قام في اليوم التالي بتوسيع آفاق الحكم العرفي ليشمل جميع أنحاء البلاد، وأصدر حظرا على ممارسة جميع الأنشطة السياسية واعتقل عددا من القادة السياسيين، بمن فيهم القائد المعارض "كيم ديه جونغ" الذي أصبح لاحقا رئيسا للبلاد.

كما قام جيش الحكم العرفي بنشر جنود في الجامعات والمواقع الرئيسية في مختلف مدن البلاد لقمع المظاهرات التي شارك فيها عدد من المواطنين وطلبة الجامعات، مما تسبب في مواجهات متصاعدة بين الطلبة المتظاهرين والجنود في مدينة كوانغ جو، الأمر الذي أدى إلى اندلاع انتفاضة كوانغ جو الديمقراطية.

وأطلق الجيش النار على المتظاهرين واعتدى عليهم بالضرب، وهو ما جعل مدينة كوانغ جو تدخل في حالة فوضى تشبه الحرب الأهلية. وانتهت الانتفاضة بهزيمة المنتفضين يوم السابع والعشرين من مايو، أي بعد 10 أيام من اندلاعها. 

ورغم تلك الهزيمة، أدت روح كوانغ جو الديمقراطية إلى اندلاع "انتفاضة يونيو" في عام 1987، التي أصبحت قاعدة أساسية لازدهار الديمقراطية في كوريا الجنوبية في وقتنا الحالي.