ⓒGetty Images Bank

أصبحت علامات الحيوية في قطاع الصناعات التحويلية واضحة في كوريا الجنوبية، مع زيادة حجم مبيعات الطاقة الكهربائية الصناعية، وتسجيل أعلى مستوى في معدل تشغيل المجمعات الصناعية الوطنية منذ 4 أعوام. وبهذا، تزداد التوقعات بخروج الصناعات التحويلية الكورية من مأزق وباء كورونا، لكن بعض الخبراء الاقتصاديين يؤكدون على ضرورة مراقبة التغيرات التي ستحدث في الوضع الاقتصادي خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر القادمة.

ويمكن تحديد علامات الحيوية في قطاع الصناعات التحويلية من خلال ثلاثة عوامل رئيسية، هي: معدل تشغيل المجمعات الصناعية الوطنية، وحجم مبيعات الطاقة الكهربائية، وحجم إنتاج الحديد الخام.

ويرجع السبب في ارتفاع معدل تشغيل المصانع إلى زيادة الطلب على المنتجات، ويرجع السبب في زيادة حجم مبيعات الطاقة الكهربائية إلى زيادة معدل تشغيل المصانع، أما الحديد الخام فيعتبر مادة أساسية في إنتاج مختلف المنتجات.

وفي الآونة الأخيرة تم رصد بوادر تشير إلى التعافي في شتى المجالات الصناعية متغلبة على تداعيات أزمة كورونا، من خلال مختلف المؤشرات الاقتصادية، بما في ذلك مؤشر ثقة الشركات، ومؤشر حركة النشاط الصناعي.

وطبقا لتقرير صادر عن شركة الكهرباء الكورية يوم الأربعاء الماضي، بلغ حجم مبيعات الطاقة الكهربائية في شهر مارس الماضي 43 ألفا و74 غيغا واط في الساعة، بزيادة نسبتها 0.5% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وقد شهد حجم مبيعات الكهرباء انخفاضا متتاليا منذ تفشي فيروس كورونا في كوريا وحتى شهر أكتوبر من العام الماضي، ثم بدأ يشهد زيادة منذ شهر نوفمبر من العام الماضي، ولمدة خمسة أشهر متتالية.

يشار إلى أن أكثر من نصف حجم مبيعات الطاقة الكهربائية يتم استهلاكه في الأغراض الصناعية، وهو ما يعنى أن السبب في زيادة حجم مبيعات الكهرباء يرجع إلى زيادة الطلب علي الطاقة الكهربائية الصناعية.

وفي الواقع، سجل حجم مبيعات الطاقة الكهربائية الصناعية زيادة منذ ديسمبر من العام الماضي وحتى شهر مارس الماضي باستثناء فبراير.

ويدل هذا على أن حجم استهلاك الطاقة الكهربائية الصناعية شهد ارتفاعا بسبب زيادة الأنشطة الإنتاجية للصناعات الرئيسية في البلاد نتيجة لتعافي الصادرات والانتعاش الاقتصادي. 

وسجل حجم الصادرات في مارس الماضي زيادة بنسبة 16.6% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، فيما بلغ معدل تشغيل المجمعات الصناعية الوطنية 82.1% على أساس شهر مارس الماضي، مسجلا بذلك أعلى مستوياته منذ أربعة أعوام.

إلى جانب هذا، بلغ حجم إنتاج الصلب الخام في مارس 6 ملايين و62 ألف طن، بزيادة نسبتها 4.8% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مسجلا بذلك أعلى مستوياته منذ شهر مايو من عام 2019.