ⓒYONHAP News

خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" إلى كوريا الجنوبية، تم توقيع ٢٦ اتفاقية بين البلدين حول الاستثمار بقيمة حوالي ٣٠ مليار دولار.

وبالرغم من قصر مدتها التي استغرقت ٢٠ ساعة فقط، حققت زيارة ولي العهد السعودي "بن سلمان" لكوريا نتائج بارزة بشأن تعزيز التعاون بين سيول والرياض من خلال محادثات القمة الكورية السعودية واللقاء الذي جرى بين "بن سلمان" وعدد من كبار رجال الأعمال الكوريين.

وقد وصل الأمير "بن سلمان" إلى سيول في الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف ليل من يوم السابع عشر من ديسمبر، وغادرها في الساعة الثامنة والنصف من مساء نفس اليوم.

واستقبل الرئيس الكوري "يون صوك يول" ولي العهد السعودي "بن سلمان" في مقر إقامته الجديد في منطقة "هان نام دونغ"، حيث عقد معه محادثات القمة وأقام مأدبة عشاء تكريما له. وبهذا، كان "بن سلمان" أول ضيف رسمي يستضيفه الرئيس "يون" في مقر إقامته.

وفي محادثات القمة الكورية السعودية، اتفق القائدان الكوري والسعودي على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والصناعات الدفاعية والبنية التحتية والإنشاءات، وتشكيل لجنة للشراكة الاستراتيجية، وتنفيذ مشروعات التعاون بين البلدين على نحو منهجي وعملي.

وكان رئيس الوزراء الكوري "هان دوك سو" في استقبال "بن سلمان" في المطار عند وصوله إلى  سيول، كما ودّعه وزير الأراضي والبنية التحتية والنقل "وان هي ريونغ" عند مغادرته سيول، وهو ما يشير إلى مدى الضيافة التي قدمتها الحكومة الكورية للأمير "بن سلمان".

وفي أثناء إقامته في سيول، أجرى ولي العهد السعودي "بن سلمان" لقاء مع عدد من كبار رجال الأعمال الكوريين، بمن فيهم "لي جيه يونغ" رئيس شركة "سام سونغ" للإلكترونيات، و"تشيه تيه وان" رئيس مجموعة شركات "إس كيه"، و"جونغ أوي سون" رئيس مجموعة شركات "هيونداي" للسيارات.

وفي اللقاء الذي استغرق أكثر من ساعة ونصف، بحث المشاركون القضايا المتعلقة بسبل تنمية التعاون بين كوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية، خاصة في مشروع بناء مدينة "نيوم" الذكية في السعودية، والذي تبلغ قيمته حوالي ٥٠٠ مليار دولار.

وبموجب مشروع "نيوم"، سيتم بناء مدينة "ذا لاين" على مساحة عرضها ٢٠٠ متر بارتفاع ٥٠٠ متر فوق مستوى سطح البحر في المنطقة الواقعة عند ساحل البحر الأحمر، وسيبلغ طول المدينة ١٧٠ كيلومترا.

كما سيتم بموجبه بناء مدينة "أكساجون" الصناعية العائمة، ووجهة عالمية للسياحة الجبلية باسم "تروجينا".

ويتطلب تنفيذ هذا المشروع الضخم التقنيات الحديثة عالية المستوى، خاصة في مجالات البنية التحتية للمدينة الجديدة، والمعلومات والاتصالات والطاقة، مما سيتيح للشركات العالمية فرصا عديدة للحصول على صفقات لتنفيذ مختلف المشاريع.

ومن المتوقع أن تتمكن الشركات الكورية من الحصول على أجزاء كبيرة من مشروع مدينة "نيوم" الذكية، نتيجة للخبرات والثقة التي اكتسبتها الشركات الكورية من خلال تنفيذ مشروعات الإنشاءات في الشرق الأوسط.

وإلى جانب هذا، تم خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" لكوريا الجنوبية توقيع ٢٦ اتفاقية ومذكرة تفاهم، ويقدر إجمالي قيمتها حوالي ٣٠ مليار دولار.

وقد تبين أن المملكة العربية السعودية ترغب في زيادة التعاون مع كوريا الجنوبية في مجالات توليد الطاقة النووية والصناعات الدفاعية.

وفي هذا الصدد، شدد الرئيس الكوري "يون صوك يول" على أهمية أن تستغل كوريا الجنوبية خطط الدول العربية لتنفيذ مشروعات ضخمة لتجعلها فرصة لإيجاد طفرة جديدة لنمو الاقتصاد الكوري الذي يعانى الآن من صعوبات كبيرة.