ⓒ Getty Images Bank

الفيلم الكوري "كون هام دو" " The Battleship Island"، أي بمعنى "جزيرة البارجة الحربية". الذي تدور أحداثه خلال الحقبة الاستعمارية اليابانية وبالتحديد عام 1945، حيث ما يقرُب من 400 شخص كوري أجبروا على الذهاب إلى جزيرة حربية للعمل في التعدين من أجل استخراج الفحم. ونتيجة لاحتمال هزيمة القوات اليابانية في الحرب، ولإخْفاء جرائمها في الجزيرة، فإنها تقرر تَفْجِير الجزيرة وقتل جميع الكوريين هناك، فيقرر هؤلاء الكوريون الهروب من الجزيرة. ساهم هذا الفيلم في أن يتعرف عشاق الثقافة الكورية على التاريخ المأساوي للاحتلال الياباني الذي تحاول اليابان إخفاءه ضد الكوريين. 

بفضل ذلك، جاء خبر سعيد مؤخرا، فَمِنَ المعروف أنه تم إدراج هذه الجزيرة "كون هام دو" وجزيرة "هاشيما" بالاسم الياباني، ضمن التراث الثقافي العالمي من قِبَل منظمة اليونيسكو"، وكان ذلك في عام 2015. وآنذاك أكَّدَتْ اليابان بهذه المناسبة، على أن هذه الجزيرة والمنشآت الموجودة فيها قد لعبت دورا هاما في التاريخ الصناعي الياباني الحديث. لكنها لم تشر إلى الحقائق المخزية عن الحرب والاحتلال مثل إجبار الكوريين على الذَّهاب إلى الجزيرة والعمل فيها بصورة إجبارية بشكل واضح. وكان قد ذكر المندوب الياباني أن الكوريين قد أُجبروا على الشغل في هذه الجزيرة وبعض المنشآت الصناعية في أعوام 1940، ضد رغباتهم، مع نقل وَعْد الحكومة اليابانية بتصحيح الحقائق الخاطئة. لكن اليابان بعد ذلك، غيرت كلامها. حيث أكَّدَتْ على عدم وجود أي تمييز ضد الكوريين. لذلك، طالبت الحكومة الكورية بإيفاء اليابان بِتَعَهُّداتها.  

مؤخرا أصدرت منظمة اليونيسكو قرارا تعبر فيه عن أسفها الشديد حول عدم التزام اليابان بما وعدت بالكشف عنه من الحقائق التاريخية بصورة صحيحة عند وقت التقدم بطلب إدراج الجزيرة في قائمة التراث الثقافي العالمي. تشرح اليابان قيمة الجزيرة والمنشآت كتراث ثقافي عالمي حتى قبل عام 1910 بصورة دقيقة، لكنها لم تُوَضِّح تاريخ الجزيرة بعد ذلك العام أي بعد استعمارها لشبه الجزيرة الكورية. حيث أشارت منظمة اليونيسكو إلى نقص الإجراءات اليابانية الرامية إلى تعريف العالم بتاريخ إجبار الكوريين على الشغل في ذلك الحين. تريد الحكومة الكورية إلغاء تعيين هذه المنشآت كتراث ثقافي عالمي. لكن ذلك ربما يكون مستحيلا.