ⓒ Getty Images Bank

إذا زرتم كوريا وبعض المدن السياحية خاصة في جنوب البلاد مثل مدينة "تونغ يونغ" على سبيل المثال، يمكنكم تجربة العربة السِّلكية مثل التلفريك لتوصيلكم من الأرض إلى قمة الجبل. في هذه الأيام، تتسابق الهيئات الإقليمية في إنشاء هذه العربة السِّلكية للتشجيع على زيارة المعالم السياحية فيها، وذلك بعد تحقيق التلفريك المُجَهَّز في مدينة "تونغ يونغ" للنجاح الملحوظ. بعد تشغيله الأول في عام 2007، يبلغ عدد الركاب حتى الآن حوالي ألف وخمسمائة راكب. بفضل هذا التلفريك، استقطبت المدينة السياح المحليين والأجانب، وشهدت المدينة والأماكن السياحية فيها حيويةً ونشاطًا، مما أدى إلى زيادة الدخل في المدينة. ورغبةً في استثمار هذا النجاح، تتسارع حوالي 20 هيئة إقليمية على إنشاء العربة السلكية فيها. تشجع هذه الهيئات الإقليمية سكانها على تأييد هذا المشروع، نظرا لأن ذلك سيساهم في إنعاش الوضع الاقتصادي المنكمش في المدن. بينما ترتفع أصوات مُعارِضة لهذا الاتجاه، بسبب احتمال تَأَذِّي البيئة في المدن من هذا التلفريك، بالإضافة إلى مسألة السلامة. مثلما رأينا حادثة سقوط التلفريك في شمال إيطاليا التي أسفرت عن مقتل 14 شخصا في شهر مايو من هذا العام. 

يذكر أن من بين هذه الهيئات الإقليمية، تبرز مدينة "بوسان" الساحلية السياحية التي ترغب في إنشاء التلفريك. حيث أن مدينة بوسان في عام 2016، تقدَّمَتْ بمشروع إنشاء التلفريك فوق سطح البحر لمسافة تصل إلى 4.2 كيلومترا، حيث يُعتبر ذلك الأطول من نوعه في البلاد، لكنها رُفضت. وبعد مرور 5 سنوات، تحاول المدينة مرة أخرى. أما أكبر سبب للأصوات التي تعارض ذلك، فيرجع إلى مسالة احتمال تأثُّر البيئة والسلامة سلبًا. حيث تتوقع هذه الأصوات المعارضة أن ينخفض مستوى معيشة سكان المدن بعد إنشاء التلفريك بعكس توقعات الهيئات الإقليمية، وذلك نتيجة لتلوث البيئة. كما ستكون إدارة التلفريك تحت إشراف الشركات المدنية، معنى ذلك فإن المصلحة لن تعود لسكان المدن، بل ستربح الشركات المدنية فقط. كما توجد مسألة السلامة، حيث إن هذه المناطق البحرية والساحلية تواجه الرياح الشديدة أحيانًا.