ⓒ YONHAP News

تتغير ثقافة نقابات العمال الكورية بالتوازي مع زيادة عدد الموظفين الشباب في فئتي العشرينيات والثلاثينيات من العمر في الشركات الكورية. وأكبر خصائص للعمل الجماعي لهؤلاء الموظفين الشباب هو أنهم يهتمون كثيرا بالعدالة الفردية والنزاهة الإجرائية، خلافا لجيل الذين ولدوا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي واهتموا اهتماما كبيرا بمسألة العدالة الاجتماعية. وإذا نظموا مظاهرات، يركزون على شأن معين ولا يريدون مناقشة أي شؤون أخرى بما في ذلك رفع الحد الأدنى من الأجور أو الاعتراض على المناورات العسكرية المشتركة الكورية الأمريكية. وعدد منهم يرفضون ثقافة نقابات العمال القائمة.

ووفقا لنتيجة مسح أجراه الاتحاد الكوري لرجال الأعمال مؤخرا على جيل الشباب حول أكثر الكلمات التي تتبادر إلى أذهانهم في العلاقات بين العمال وأصحاب العمل، اختار أربعون بالمائة منهم الإضراب عن العمل، بينما اختار سبعة عشر بالمائة منهم الكفاح. في هذا السياق، يقول البروفيسور كيم دونغ وان في قسم الإدارة بجامعة كوريا إن مفهوم "العمل في شركة واحدة طوال الحياة" قد اختفى الآن، ولهذا فإن جيل الشباب لا ينوون تغيير المجتمع بواسطة الحركة العمالية ويعتقدون أن نقابات العمال القائمة تعتمد كثيرا على الكفاح فقط. وأوضح أنهم يقومون بالعمل الجماعي تركيزا على حالة عدم العدالة التي عايشوها فقط، وإذا حلت المشكلة، يعودون إلى حياتهم الطبيعية مباشرة. يذكر أن الظروف الحالية التي يمكن فيها تعميم شؤون معينة باستخدام مختلف المجتمعات المجهولة عبر الإنترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي وجمع الأموال بسهولة باستخدام منصات التحويلات المالية البسيطة، تساهم كثيرا في إرساء ثقافة جديدة لنقابات العمال في المجتمع الكوري. على سبيل المثال، نظم موظفون في شركة ستاربكس للقهوة عملا جماعيا لأول مرة منذ تأسيسها في كوريا قبل 22 عاما. وجرى عملهم الجماعي بشكل مختلف تماما عن نقابات العمال القائمة. وبعد أن قاموا بتعميم الشكاوى المتعلقة بوظائفهم في مجتمع مجهول للموظفين عبر الإنترنت، جمعوا ثلاثة ملايين وثلاثمائة ألف وون أي ما يعادل حوالي ألفين وسبعمائة وخمسين دولارا بعد مرور ثلاث ساعات فقط على بدئه بواسطة تطبيق التحويلات البسيطة "توس 토스". وبعد حصولهم على استشارة قانونية، طرحوا رسالة تحمل مطالبهم بتحسين ظروف العمل عبر شاشة مُركبة في شاحنة استأجروها من قبل شركة متخصصة في تنظيم الأحداث. وبواسطة هذه الشاحنة التي تجولت في وسط العاصمة نجحوا في التعريف بقضيتهم. وبعد انتهاء المظاهرة، وعدت شركة ستاربكس بتوظيف حوالي ألف وستمائة موظف جديد حتى نهاية العام الحالي وتحسين نظام الأجور. وقد أوضحت مظاهرات موظفي الشركة ثقافة جديدة لنقابات العمال بين جيل الشباب، تتلخص في انعدام المنظومات والأيديولوجيات والتستر على الأسماء الحقيقية. ويقول البروفيسور جو جون مو 조준모 في قسم الاقتصاد في جامعة صونغ كيون كوان 성균관 إن الجيل الرقمي الذي يعطي أولية للنزاهة الإجرائية يتواصلون على نحو أفقي عبر الإنترنت ويهتمون كثيرا بالسيادة الفردية والتنوع ليصنعوا ثقافة جديدة بين أصحاب العمل والعمال.