ⓒ Getty Images Bank

مر ما يقرب من عامين ونصف منذ أن سمحت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية لأول مرة للجنود باستخدام هواتفهم المحمولة في الثكنات. ومنذ يوليو من العام الماضي، تسمح الوزارة للجنود بشكل تام باستخدام هواتفهم المحمولة بعد الخدمة. وكان في السابق قد تم حظر استخدام الهاتف المحمول لمنسوبي الجيش داخل المخيمات لأسباب أمنية. ولكن في الآونة الأخيرة، يتوسع نطاق استخدام الهواتف المحمولة تدريجيا، من خلال السماح للجنود باستخدام هواتفهم المحمولة في أثناء ساعات الخدمة. وتنقسم آراء الناس حول هذه الخطوة التي اتخذتها وزارة الدفاع الوطني إلى إيجابية وسلبية. فمثلا، يرى بعض الناس أن السماح للجنود باستخدام الهواتف المحمولة ساعد في خلق ثقافة ثكنات متقدمة من خلال الكشف عن العبثية في الجيش. بينما يرى آخرون أنه أدى إلى زيادة حادة في عدد الجرائم الإلكترونية بين الجنود. لذلك يقولون إننا بحاجة إلى معالجة الآثار الجانبية مثل زيادة الجرائم الإلكترونية بما فيها الجرائم الجنسية والمقامرة غير المشروعة باستخدام الهواتف المحمولة.

في الواقع، بعد السماح للجنود باستخدام الهواتف المحمولة، نرى أحيانا مقالات تكشف عن العبثية في الجيش، مثل مشاكل الخدمة الغذائية السيئة، وعدم كفاية المرافق، وحالات الاعتداء على الضُباط وغيرها. ومن خلال الإبلاغ عن سخافات الجيش المختلفة، يحقق الجنود نتائج إيجابية، مثل تلقي وعود من وزارة الدفاع والجيش والقوات الجوية والبحرية للتخفيف من عبثية الجيش. على سبيل المثال، إذا لم ينشر الجنود صورا لخدمة الوجبات السيئة على الإنترنت، فقد تظل مشكلة سوء الخدمة الغذائية غير معروفة. كما أن حالات الاعتداء في الجيش كان من الممكن أن تترك المزيد من الضحايا غير المعروفين. من ناحية أخرى، هناك أيضا بيانات تُظهر أن السماح باستخدام الهاتف المحمول في الجيش زاد بشكل كبير من عدد الجرائم الإلكترونية بين الجنود. فوفقا للبيانات التي تم إصدارها مؤخرا حول عدد الجرائم الإلكترونية في الجيش التي تلقتها الشرطة العسكرية، وقع ما مجموعه 115 جريمة إلكترونية في عام 2019 عندما سُمح للجنود باستخدام الهاتف المحمول، وفي عام 2020، تم الإبلاغ عما مجموعه 285 حالة، أي أكثر من الضعف في عام واحد. وينطبق الشيء نفسه على القوات الجوية والبحرية. ومع ذلك، فيما يتعلق بالقضايا المختلفة المتعلقة بالسماح باستخدام الهاتف المحمول في الجيش، فقد اتخذت وزارة الدفاع الوطني موقفا مفاده أن هناك العديد من الجوانب الإيجابية. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الوطني، إن "استخدام الهاتف المحمول في الجيش لا يخفف من الشعور بالانفصال عن المجتمع فحسب، بل يساهم أيضا في تحسين القوة القتالية للوحدة وتفعيل التواصل بين أفرادها".