ⓒ YONHAP News

مؤخرا، توفي نجمان كبيران في الدوائر الثقافية الكورية مما أثار مشاعر الحزن والأسى لدى الكوريين. ففي يوم السابع من هذا الشهر توفيت الممثلة الكورية البارزة "كانغ سو يون" وهي في الخامسة والخمسين من العمر نتيجة لنوبة قلبية مفاجئة مما أدهش وأوقع الدائرة السينمائية الكورية في حزن عميق. وتعتبر كانغ من أبرز الممثلات في تاريخ السينما الكورية، حيث فازت من خلال لعب دور البطولة في الفيلم الكوري"أم بديلة" بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي المرموق، لعام ألف وتسعمائة وسبعة وثمانين. كما فازت بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان موسكو السينمائي الدولي لعام ألف وتسعمائة وتسعة وثمانين، عن دورها في فيلم "آجيه آجيه بارا آجيه 아제아제바라아제".

علاوة على ذلك، فازت بالعديد من الجوائز القيمة في مختلف المهرجانات السينمائية المحلية والأجنبية لتصبح نجمة كبيرة في صناعة السينما الكورية. وقد زار العديد من زملائها من الممثلين والمخرجين، بمن فيهم المخرج "إيم كوان تيك 임권택"، المبنى المخصص للعزاء، من أجل مواساة أسرتها. وعندما بدأ الحداد في الساعة العاشرة من صباح الثامن من مايو تدفق الكثير من السينمائيين، بمن فيهم المخرج "بونغ جون هو 봉준호" لتقديم العزاء في الفقيدة. وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، تم نشر منشورات للترحم عليها والتذكير بها. ومن ناحية أخرى، توفي الشاعر الكوري "كيم جي ها" يوم الثامن من هذا الشهر في عمر يبلغ واحدا وثمانين عاما، والذي لديه العديد من الدواوين الشعرية، مثل "العطش الشديد" و"خمسة سرقة". واسم الفقيد الحقيقي هو "كيم يونغ إيل"، أما اسمه المستعار الذي استخدمه ككاتب فهو "كيم جي ها"، ويعني "النشاط تحت الأرض". ومثلما يتضح في هذا الاسم المستعار، فإنه كان مفكرا يقاوم السلطات الاستبدادية بشدة. وولد الشاعر "كيم" في مدينة "موك بو" في مقاطعة جنوب جولا، في عام ألف وتسعمائة وواحد وأربعين. وبعد أن التحق بقسم علم الجمال في جامعة سيول الوطنية في عام 1959، شارك في ثورة التاسع عشر من أبريل التي اندلعت في العام التالي. وظل يعمل ممثلا للطلاب الكوريين في اتحاد الطلاب لتوحيد الكوريتين. وفي عام ألف وتسعمائة وأربعة وستين عمل في اتحاد الطلاب لجامعة سيول الذي اعترض على مباحثات التسوية الكورية الجنوبية اليابانية، واُعتقل وسُجن لمدة أربعة أشهر. وكان كيم بمثابة شاعر مشارك وشاعر شعب. وبدأ عمله الأدبي في عام ألف وتسعمائة وتسعة وستين من خلال نشر قصيدتين بعنوان "طريق الطين" و"المطر" . كما نشر قصيدة "خمسة لصوص" في المجلة الشهرية "ساسانغ كيه 사상계"، أي "عالم الفكر"، في عام ألف وتسعمائة وسبعين مما عرّضه للاعتقال.

يُشار إلى أن تلك القصيدة عبارة عن هجاء مكون من حوالي ثلاثمائة بيت، ووصف فيها الأغنياء ونواب البرلمان وموظفي الخدمة المدنية رفيعي المستوى والجنرالات والوزراء الذين راكموا ثرواتهم بشكل غير قانوني في العهد الديكتاتوري، بأنهم "خمسة لصوص" باعوا الوطن للاستعمار الياباني. وتعرض الفقيد ورئيس المجلة ومحررها للاعتقال بتهمة انتهاك قانون مكافحة الشيوعية. وفي عام ألف وتسعمائة وأربعة وسبعين تعرض الشاعر الراحل للاعتقال مرة أخرى بتهمة التآمر مع النظام الكوري الشمالي وحُكم عليه بالإعدام، إلا أنه تم تخفيف الحكم إلى السجن المؤبد. وفي عام ألف وتسعمائة وثمانين تم إطلاق سراحه مع وقف تنفيذ الحكم. وبعد تحقيق الديمقراطية في البلاد تمت تبرئته في إعادة المحاكمة في القضية في عام 2013. وفي عام 2014 صدر حكم قضائي بتقديم مليار ونصف مليار وون، أي ما يعادل مليونا ومائتين وخمسين ألف دولار، إليه كتعويض حكومي، لأنه سُجن ظلما. وقال الرئيس السابق للجنة الفنية الكورية "لي كُن بيه 이근배" إن الشاعر الفقيد لم يخف من كتابة الأشعار في عهد لم يستطع فيه أي شاعر أو ناقد كتابة كلمات تنتقد القوة العسكرية في سبعينيات القرن الماضي. وأضاف أن الفقيد الذي نشر قصيدة "خمسة لصوص" عندما كان الرئيس الأسبق "بارك جونغ هي" في ذروة سلطته، كان في قمة الذكاء والموهبة الشعرية الحقيقية.