ⓒ LG Electronics

هذه الأيام نشهد زيادة كبيرة وسريعة في عدد أجهزة تقنية المعلومات في المطاعم والمقاهي وسط المدن. ومنها أشكاك الطلب الآلية ذات الشاشات التي تعمل باللمس، وأجهزة الكمبيوتر اللوحية لطلب الطعام، والروبوتات التي تحضر الطعام إلى موائد العملاء، والأنظمة التي تستدعي العملاء المنتظرين باستخدام تطبيقات الهاتف الذكي. ويرى الخبراء أن النقص الحاد في العمالة الذي نشأ بعد تفشي جائحة كورونا، قد عجل بهذا التغيير. على سبيل المثال، وضع السيد "هو" الذي يدير بار في منطقة "كوان آك" في سيول، جهاز كمبيوتر لوحيا على كل مائدة من بين السبع عشرة مائدة في المحل في شهر ديسمبر من العام الماضي. وإذا قرأ العملاء قائمة الطعام عبرها وضغطوا على الشاشات، يتم نقل طلباتهم مباشرة إلى الطباخ، ومن ثم يقوم العمال بنقل الأطعمة فقط. ويستأجر صاحب المحل تلك الأجهزة من شركة متخصصة مقابل حوالي ثلاثمائة ألف وون شهريا، أي ما يساوي حوالي مائتين وأربعين دولارا فقط. ويقول إنه يوظف حاليا ما بين أربعة وخمسة عاملين مؤقتين يبلغ راتبهم الشهري حوالي مليون وون أي ما يساوي ثمانمائة دولار، موضحا أنه وجد فعالية أجهزة الكمبيوتر للطلب حتى يتمكن من تقليل عامل أو عاملين مؤقتين. ويمكن ملاحظة هذه الظاهرة في أربع مناطق مزدهرة في سيول بما في ذلك منطقة "كانغ نام" التي يقع فيها أربع وتسعون مقهى ومطعما. منها أربعون مكانا يتم تشغيلها باستخدام أجهزة تقنيات المعلومات مثل الأكشاك والروبوتات لنقل الأطعمة. ويتوقع بعض الخبراء أن يجري هذا التغيير بوتيرة أسرع في المستقبل. أما السيد بارك الذي يدير مطعما خاصا لحساء لحم البقر في منطقة "يونغ دُنغ بو" في سيول فقد ظل يستخدم ثلاثة روبوتات لنقل الأطعمة منذ ثلاثة أشهر. ويقول إن بعض العاملين لا يعملون أحيانا وبدون إشعار مسبق، وأن تكلفة الأجور مرتفعة هذه الأيام، بينما الروبوتات ليست كذلك على الإطلاق. وأوضح أن الأطعمة ساخنة وثقيلة لذلك هناك خطر وقوع حوادث ولكن بعد استخدام روبوتات النقل يشعر بالاطمئنان، كما أن روبوتا واحدا يحل محل ثلاثة عاملين. هكذا يزداد عدد المحلات التي يتم فيها بيع المنتجات دون بشر في مختلف أرجاء سيول. وحتى قبل سنة أو سنتين كان معظم هذا النوع من المحلات عبارة عن محلات للآيس كريم أو البقالات الصغيرة. لكننا الآن نرى هذه المحلات في مختلف الصناعات مثل المقاهي والمغاسل ومقاهي الطباعة التي يمكن للعملاء الطباعة والنسخ بأنفسهم. ويلعب أصحاب المشروعات الصغيرة من الشباب الذي يتعودون نسبيا على استخدام أجهزة الكمبيوتر دورا كبيرا في هذا التغيير خاصة في الشوارع المزدحمة بالشباب. ويشير هؤلاء إلى أن تقليل الصراعات مع البشر بما في ذلك الضغوط النفسية الناتجة عن البحث عن العاملين إلى جانب انخفاض تكلفة الأجور هي من أهم مزايا استخدام الروبوتات وأجهزة تقنية المعلومات. ولكن في الجانب الأخر فأن هذا التغيير ليس له أشياء إيجابية فقط، فالكثير من كبار السن الذين لم يتعودوا نسبيا على أجهزة تقنية المعلومات يشكون من انتشار هذا النوع من المحلات.