الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية

كوريا الشمالية تعقد اجتماعا رئيسيا للحزب الحاكم

2021-06-24

تطورات شبه الجزيرة الكورية

ⓒ KBS

عقدت كوريا الشمالية جلسة كاملة لحزب العمال الحاكم في الفترة من 15 إلى 18 يونيو. وقبيل اختتام الاجتماع، تعهد الزعيم الشمالي "كيم جونغ أون" بالتغلب على الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها بلاده. 


كبير الباحثين في المعهد الكوري للتوحيد الوطني"جو هان بوم": 

عقدت كوريا الشمالية الجلستين العامتين الأولى والثانية للجنة المركزية الثامنة للحزب في يناير وفبراير على التوالي، وتلتها الجلسة الثالثة هذا الشهر. لم تَعقد بيونغ يانغ من قبل تلك الجلسة في ثلاث مناسبات مختلفة في مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة. أيضا عقدت اجتماعا للجنة العسكرية المركزية للحزب مرتين في الأشهر الستة الماضية. وهذا يعكس خطورة الوضع داخل كوريا الشمالية. وقد ركزت موضوعات المناقشة في تلك الاجتماعات على المشاكل الاقتصادية وجهود مكافحة جائحة كورونا. وكان جدول الأعمال الرئيسي للجلسة العامة الأخيرة هو التحديات الاقتصادية ونقص الغذاء.

كشف اجتماع الحزب الأسبوع الماضي عن الظروف المعيشية لمسؤولي الحزب في النصف الأول من العام وأشار إلى مشاكلهم بالتفصيل. ويبدو أن كوريا الشمالية حاولت تشديد الانضباط الأيديولوجي لمسؤولي الحزب. وكان أحد أكثر الأجزاء التي استحوذت على الانتباه في ذلك الاجتماع هو من سيشغل منصب "الأمين الأول" للحزب. وتعتبر "كيم يو جونغ" أخت الزعيم القوية، مرشحا قويا لهذا المنصب الجديد.  

كبير الباحثين في المعهد الكوري للتوحيد الوطني"جو هان بوم": 

منصب الأمين الأول هو في الواقع المنصب رقم 2 خلف القائد الأعلى مباشرة. في حالة الطوارئ، مثل وفاة القائد، يتولى الأمين الأول دور الأمين العام ويمارس السلطة الحقيقية. لم توافق كوريا الشمالية رسميا مطلقا على نائب ثانٍ في القيادة، لذا فإن التعيين في منصب الأمين الأول قد يضع عبئا سياسيا على البلاد. لقد تم إنشاء المنصب الجديد في يناير عندما قامت كوريا الشمالية بمراجعة قواعد الحزب في مؤتمر الحزب. كان بإمكان كوريا الشمالية تعيين الأمين الأول في ذلك الوقت أو في أثناء الجلسة العامة الثانية في فبراير. تسمية الأمين الأول لم يكن حقا الغرض من الاجتماع الأخير للحزب، ويبدو أن المنصب لا يزال شاغرا.

في اليوم الأول من جلسة الحزب الأخيرة، أدلى الزعيم الشماليُّ باعتراف نادر بشأن نقص الغذاء، حيث قال إن الوضع الغذائي لبلاده أصبح صعبا. وفي اليوم الثالث من الاجتماع أصدر أمرا خاصا يدعو إلى استقرار سبل عيش الناس. ومن الواضح أن تحسين سبل العيش العامة والتغلب على الصعوبات الاقتصادية، كان أبرز بنود جدول أعمال الاجتماع.

كبير الباحثين في المعهد الكوري للتوحيد الوطني"جو هان بوم": 

يبدو أن كوريا الشمالية تواجه نقصا حادا في الغذاء، وهو ما اعترف به كيم رسميا لأول مرة على الإطلاق. في الشمال، كان سعر الأرز عادة أقل من 4000 وون للكيلوغرام، والذرة بسعر أقل من 2000 وون للكيلوغرام الواحد. ولكن اعتبارا من 15 يونيو، قفزت أسعار الأرز والذرة للكيلوغرام الواحد إلى 7000 وون و5300 وون على التوالي، لتسجل أعلى مستوى في ظل حكم "كيم جونغ أون" لمدة عشر سنوات.ا يُفْتَرَض أن الوضع الغذائي في كوريا الشمالية خطير للغاية لدرجة أن البلاد لا تستطيع حل هذه المشكلة بمفردها. نشرتْ وسائل الإعلام المحلية صورة للزعيم وهو يحمل أمرا خاصا وقع عليه بنفسه. أتخيل أن الأمر الخاص قد يعني بعض إجراءات الطوارئ، مثل تزويد المواطنين بإمدادات غذائية في زمن الحرب يتم تخزينها في "المستودع رقم 2". 

وخلال الاجتماع الأخير للحزب، أرسل الزعيم الكوري الشمالي أول رسالة مباشرة منه إلى حكومة "جو بايدن"، حيث قال إنه يجب على بلاده أن تستعد للحوار والمواجهة، وخاصة الاستعداد الكامل للمواجهة مع الولايات المتحدة، لحماية كرامة الدولة ومصالحها من أجل التنمية المستقلة وضمان بيئة سلمية وتأمين الدولة بشكل موثوق. كما شدد على ضرورة التركيز على الإدارة المستقرة للوضع في شبه الجزيرة الكورية.

كبير الباحثين في المعهد الكوري للتوحيد الوطني"جو هان بوم": 

وفقا لتقارير وسائل الإعلام الكورية الشمالية، قام "كيم" بتحليل سياسة إدارة بايدن الجديدة تجاه كوريا الشمالية. لم يتم الكشف عن التفاصيل، لكن كيم استخدم كلمتي "حوار" و"مواجهة"، وقال أيضا إن بلاده ستدير الوضع في شبه الجزيرة الكورية بطريقة مستقرة. تعتبر هذه الرسالة أكثر اعتدالا مما كان متوقعا، حيث تدل على أن بيونغ يانغ تستجيب بشكل إيجابي لسياسة واشنطن تجاهها، والتي تركز على الدبلوماسية والحوار. عبارة "الإدارة المستقرة لشبه الجزيرة الكورية" تعني أن كوريا الشمالية ستمتنع عن الاستفزازات. هذا رد غير متوقع. فقد دعت قمة مجموعة الدول السبع الأخيرة كوريا الشمالية إلى التخلي عن أسلحة الدمار الشامل بشكل يمكن التحقق منه ولا رجعة فيه، كما حثت كوريا الشمالية على احترام حقوق الإنسان. وأيضا تم ذكر قضية حقوق الإنسان في كوريا الشمالية في قمة مايو بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة. كان من المعتقد على نطاق واسع أن هذه الموضوعات من شأنها أن تزعج كوريا الشمالية وتثير رد فعل غاضب من جانبها. ولكن على عكس تلك التوقعات، ذكر "كيم جونغ أون" "الحوار" و"المواجهة"، مما يعني أن بلاده ملتزمة بالفعل بالحوار. من غير المعتاد أن تستخدم كوريا الشمالية على وجه الخصوص عبارة "الإدارة المستقرة لشبه الجزيرة الكورية". أعتقد أن كوريا الشمالية أبدت موقفا يستشرف المستقبل.

في غضون ذلك، كرر "سونغ كيم" الممثل الأمريكي الخاص لكوريا الشمالية عرض واشنطن للقاء مع بيونغ يانغ دون شروط مسبقة. وخلال زيارته إلى سيول مؤخرا، قال إنه يتطلع إلى رد إيجابي من قبل كوريا الشمالية. لكن "كيم يو جونغ"، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، ردت بشكل سلبي، رافضة اقتراح واشنطن بإجراء محادثات غير مشروطة.  

كبير الباحثين في المعهد الكوري للتوحيد الوطني"جو هان بوم": 

أولا، لا تريد كل من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية تفاقم الوضع. لكن الولايات المتحدة تسعى إلى حوار غير مشروط، بينما تريد كوريا الشمالية وضع بعض الشروط المسبقة. انخرطت كوريا الشمالية في محادثات غير مشروطة مع إدارة "دونالد ترامب" السابقة، لكنها فشلت في التوصل إلى أي اتفاق. كوريا الشمالية تعتقد أن الولايات المتحدة استغلت ذلك، وتعتقد أنها لن تشارك في الحوار من أجل الحوار. أي أن كوريا الشمالية تريد العودة إلى المحادثات فقط عندما يمكنها تأكيد ما ستكسبه، لكن الولايات المتحدة لا تقول ما يمكنها تقديمه في الوقت الحالي. ومع شن الجانبين حرب أعصاب، فإن كوريا الجنوبية في وضع يمكنها من خلاله تنسيق وجهات نظرهما. هناك احتمالان. أولا، المأزق الحالي في المفاوضات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة قد يستمر. ثانيا، قد يستأنف البلدان الاتصال على مستوى العمل قريبا. في الوقت الحاضر، تواجه كوريا الشمالية نقصا حادا في الغذاء. حتى لو تم حل مشكلة الغذاء بطريقة ما، فسوف يكون من الصعب عليها معالجة القضايا الأخرى ما لم يتم رفع العقوبات الدولية. بالنسبة لكوريا الشمالية، الحل الوحيد هو إيجاد اختراق في علاقاتها مع الولايات المتحدة. حكومة "مون جيه إين" في كوريا الجنوبية، من جانبها، ملتزمة تماما بمبادرتها للسلام. لذلك أقول إن الدبلوماسية الإقليمية دخلت مرحلة الحوار.

على الرغم من التصريح السلبي من قبل "كيم يو جونغ"، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "نيد برايس" إن وجهة نظر واشنطن بشأن الدبلوماسية لم تتغير. وبالتالي علينا الانتظار لنرى كيف سيتم إجراء الاتصال بين واشنطن وبيونغ يانغ.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;