الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية

كوريا الشمالية والصين تحتفلان بالذكرى الستين على معاهدة الصداقة بينهما

2021-07-15

تطورات شبه الجزيرة الكورية

ⓒ Getty Images Bank

 أون" والرئيس الصيني "شي جين بينغ" رسائل للتعبير عن التزامهما بتعزيز العلاقات بين البلدين. اليوم معنا المعلق السياسي "لي جونغ هون" ليشرح لنا أهمية الذكرى الستين لهذه المعاهدة.


المعلق السياسي "لي جونغ هون ": 

نحن بحاجة إلى النظر في الوضع الدبلوماسي الحالي. الصراع يتصاعد بين الولايات المتحدة والصين، بينما تبذل كوريا الشمالية جهودا كبيرة لكسب اليد العليا في المفاوضات المستقبلية مع الولايات المتحدة. بالتزامن مع ذكرى إبرام معاهدة الصداقة بين بيونغ يانغ وبكين، تسلط كل من كوريا الشمالية والصين الضوء على صداقتهما في محاولة واضحة لاستخدام بعضهما البعض لتعزيز الوضع في مفاوضاتهما مع الولايات المتحدة. ويمكن فهم الأحداث الأخيرة وتبادل الرسائل بين "كيم" و"شي" في هذا السياق.


نشرت وكالة الأنباء المركزية في كوريا الشمالية النص الكامل للرسائل المتبادلة بين "كيم" و"شي جين بينغ". وتظهر تلك الرسائل أن البلدين متفقان على ضرورة تعزيز التعاون. ولكن بإلقاء نظرة فاحصة، يمكننا أن نرى أن البلدين لديهما وجهات نظر مختلفة بشأن السياسات الخارجية، فقد استخدمت رسالة كوريا الشمالية تعبيرات قوية إلى حد ما، بينما ركزت الرسالة الصينية بشكل أكبر على العلاقات البراغماتية.


المعلق السياسي "لي جونغ هون ": 

يشترك البلدان في الرأي القائل بضرورة تطوير صداقتهما والاستجابة لبيئة التعاون المتغيرة. من الواضح أن كلا الجانبين يعتبران الولايات المتحدة تهديدا مشتركا، لكنهما يختلفان في الطريقة التي ينبغي أن يتعاملا بها مع الولايات المتحدة. تؤكد كوريا الشمالية على الاشتراكية والعلاقة الأيديولوجية الحميمة مع الصين، بينما تعرب عن استيائها الشديد من الولايات المتحدة، من ناحية أخرى، تمتنع الصين عن انتقاد موقف الولايات المتحدة بشكل مباشر، وهو أمر مفهوم، لأنها اصطدمت بالفعل معها في العديد من المجالات. على سبيل المثال، كان مضيق تايوان في حالة توتر قصوى وسط الأنشطة العسكرية من قبل الولايات المتحدة والصين. تتنافس القوتان العظميان بشراسة على التفوق الاقتصادي، كما أن هناك لعبة إلقاء اللوم بشأن جائحة كورونا. ومع ذلك، لا يمكن للصين التخلي عن التجارة مع الولايات المتحدة. وفي هذا الموقف الصعب، يبدو أن الصين تعتقد أنه ليس من المناسب توسيع الصراع مع الولايات المتحدة دون داعٍ بشأن قضية كوريا الشمالية. ومن جانبها، كوريا الشمالية بحاجة إلى زيادة قوتها التفاوضية بقدر الإمكان قبل المحادثات النووية مع الولايات المتحدة. يبدو أن كوريا الشمالية تستخدم الذكرى السنوية للمعاهدة كوسيلة للضغط على الولايات المتحدة، ضمن تكتيك سياسة حافة الهاوية النموذجي.


منذ توقيع معاهدة الصداقة المتبادلة في عام 1961، تطورت العلاقات بين كوريا الشمالية والصين، وأحيانا تدهورت، متأثرة بالسياسات العالمية. فمثلا، واجهت علاقاتهما أزمة في أغسطس 1992 عندما أقامت الصين علاقات دبلوماسية مع كوريا الجنوبية. كما نتج عن وفاة الزعيم الكوري الشمالي "كيم إيل سونغ" في عام 1994 تدهورٌ في الصداقة بين قادة البلدين. 

المعلق السياسي "لي جونغ هون ": 

أدى انهيار الاتحاد السوفييتي إلى تعطيل الكتلة الاشتراكية بشكل عام، كما نفذت الصين سياسة الإصلاح والانفتاح بجدية. جعل هذا الوضع كوريا الشمالية متوترة، لأنها لا تزال تحافظ على النظام الاشتراكي. بعد وفاة "كيم إيل سونغ"، اختار خليفته" كيم جونغ إيل" تطوير أسلحة نووية، حيث اعتقد أنها ستضمن بقاء نظامه الحاكم. لكن الصين لم تكن تريد أن تمتلك كوريا الشمالية أسلحة نووية، وشعرت بضرورة الضغط على بيونغ يانغ بالتعاون مع القوى الأخرى. نتيجة لذلك، دخلت العلاقات بين البلدين مرحلة توتر وصراع. لم تكن المساعداتة من الصين كافية، واختارت كوريا الشمالية "الاعتماد على الذات"، الأمر الذي أدى إلى صعوبات اقتصادية شديدة عُرفت في كوريا الشمالية باسم "المسيرة الشاقة". وابتداء من العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأت العلاقات بين كوريا الشمالية والصين في التعافي ببطء. فقد اعتقد "كيم جونغ إيل" أنه سيكون من الضروري الحصول على اعتراف الصين حتى يتمكن خليفته من حكم البلاد بطريقة أكثر استقرارا.


بعد أن تولى الزعيم الحالي "كيم جونغ أون" السلطة، ساءت العلاقات بين كوريا الشمالية والصين، ووصلت إلى أقل مستوى. فقد مضت كوريا الشمالية قدما في تجربتها النووية الثالثة في عام 2013، عندما بدأت قيادة "شي جين بينغ" في الصين. وأعدمت كوريا الشمالية "جانغ سونغ تيك"، الذي كان يُعتبر مؤيدا للصين. وفي المقابل، وافقت الصين على سلسلة من قرارات الأمم المتحدة التي تدعو إلى فرض عقوبات شديدة على كوريا الشمالية. وخالف الرئيس الصيني "شي جين بينغ" التقاليد من خلال زيارة كوريا الجنوبية أولا قبل زيارة الحليف الشيوعي كوريا الشمالية. ثم بدأت العلاقات بين كوريا الشمالية والصين في التحسن مرة أخرى في عام 2017.

المعلق السياسي "لي جونغ هون ": 

في عام 2017، أعلنت كوريا الشمالية أنها استكملت قوتها النووية. وسواء كان ذلك صحيحا أم لا، فقد أدركت الصين التزام كوريا الشمالية القوي والثابت بتطوير الأسلحة النووية وبدأت في إدارة حليفها الشيوعي. قام "كيم جونغ أون" بأول زيارة له إلى الصين في مارس 2018، بعد سبع سنوات من توليه السلطة. بعد ذلك، زار الصين ثلاث مرات أخرى حتى يناير 2019. كما قام "شي جين بينغ" برحلة إلى كوريا الشمالية في يونيو 2019، وهي أول زيارة لكوريا الشمالية يقوم بها زعيم صيني منذ 14 عاما. على الرغم من أن الصين لم تكن راضية تماما عن كوريا الشمالية، إلا أنها احتاجت إلى الحفاظ على علاقات وثيقة مع حليفتها لأنها يمكن أن تستخدم كوريا الشمالية كوسيلة ضغط في المفاوضات مع الولايات المتحدة. وعندما بدا أن كوريا الشمالية تقترب من كوريا الجنوبية أو الولايات المتحدة، فإن الصين كانت تتدخل في خطوة استراتيجية لدق إسفين بين الكوريتين أو بين بيونغ يانغ وواشنطن.


تسعى الصين إلى احتضان كوريا الشمالية، التي تتمتع بقيمة إستراتيجية أعلى حاليا، بينما تسعى كوريا الشمالية لاستخدام الصين عند رسم استراتيجية للمفاوضات مع الولايات المتحدة. لذلك فإن المصالح الاستراتيجية تشكل الآن أساسا أكثر أهمية في العلاقات بينهما.

المعلق السياسي "لي جونغ هون ": 

يتعين على كل من كوريا الشمالية والصين التفاوض مع القوة العظمى في العالم، أي الولايات المتحدة. والولايات المتحدة هي عدوهما المشترك وشريكتهما في الحوار أيضا. لهذا السبب يجد البلدان أنه من الضروري رفع قوتهما التفاوضية ضد واشنطن إلى أقصى حد. في هذه العملية، يمكن لبيونغ يانغ وبكين دعم بعضهما البعض واستخدام بعضهما البعض كوسيلة ضغط. ولهذا السبب، من المرجح أن يحافظا على علاقات جيدة. لكن الارتباط الوثيق بين كوريا الشمالية والصين يعني أنه يتعين على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية النظر في المزيد من العوامل وبالتالي الدخول في مفاوضات أكثر تعقيدا.  


العلاقات بين كوريا الشمالية والصين ليست مجرد مسألة تخص البلدين ولكن يتعين فهمها في سياق السياسات الدولية المعقدة. فعلاقاتهما لها تأثير مباشر على الدبلوماسية المحيطة بشبه الجزيرة الكورية، ولذلك تحتاج كوريا الجنوبية إلى التوصل إلى استراتيجية مخططة بعناية للتعامل مع هذا العنصر المهم في الدبلوماسية الإقليمية.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;