الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية

استكشاف مواهب جديدة في مجالات السينما والمسرح والمسلسلات

#تطورات شبه الجزيرة الكورية l 2022-09-14

تطورات شبه الجزيرة الكورية

ⓒ YONHAP News

في تحول كبير عن الماضي، بدأت كوريا الشمالية هذا العام في استكشاف مواهب جديدة في مجالات السينما والمسرح والمسلسلات. ويرى البعض أن هذا الاتجاه قد يؤدي إلى تغيير شامل في سياسة الدولة الرئيسية تجاه قطاع الثقافة والفن، بعدما ظل راكدا.


تحتفل كوريا الشمالية بالذكرى السنوية لتوقيع اتفاقية هدنة الحرب الكورية في يوم 27 يوليو 1953، باعتباره "يوم النصر". وفي احتفال هذا العام، أقامت حدثا تذكاريا في العاصمة بيونغ يانغ.

 

ظهرت "كيم ريو كيونغ" كطالبة في فيديو دعائي نشرته وسائل التواصل الاجتماعي في كوريا الشمالية العام الماضي، للترويج لمعهد "كيم وان كيون" المرموق في بيونغ يانغ. وباستثناء "كيم "، لا شيء معروف عن المطربات الأخريات اللاتي جذبن الانتباه بملابسهن الرائعة ومكياجهن، بالإضافة إلى تسريحات الشعر غير العادية التي ميزتهم بوضوح عن المطربين الحاليين. اليوم سنلقي الضوء على الوجوه الجديدة التي تظهر في الأفلام والعروض العامة في كوريا الشمالية ومعرفة السبب في استخدام الدولة الشيوعية للفنانين الجدد.

الدكتورة "لي جي سون 이지순" من المعهد الكوري للتوحيد الوطني:

انبهر الجمهور بالأداء الرائع للمغنيين الشباب الذين سيطروا على المسرح. في كوريا الشمالية، تعتبر تسريحات الشعر الحديثة نادرة جدا. أيضا، معظم النساء الكوريات الشماليات لديهن حواجب كثيفة ومقوسة. لكن المطربات الجدد كان لديهن حواجب مستقيمة رفيعة وهو أسلوب اعتمدته العديد من النساء الكوريات الجنوبيات. حتى سنوات قليلة ماضية، كان الحاجبان المستقيمان على الطريقة الكورية الجنوبية عرضة لحملات قمع في الشمال. لكن اليوم، يبدو أن هذا الأسلوب في المكياج صار مقبولا بسهولة. عند الحديث عن أزياء المسرح، نجد أن فناني الأداء الكوري الشمالي أظهروا أسلوبا غير تقليدي تماما لكشف الجزء العلوي من أجسادهم. وبالفعل، بعثت المطربات الجديدات حيوية جديدة على المسرح. ومع العقوبات الدولية وإغلاق الحدود الناجم عن جائحة كورونا، وهو ما أدى إلى تفاقم الصعوبات الاقتصادية، عقدت كوريا الشمالية العرض الأخير في محاولة واضحة لتبديد عدم الثقة العامة في الحكومة وتحويل انتباه الناس إلى شيء آخر.


كشفت كوريا الشمالية عن فيلم جديد بعنوان "يوم واحد، ليلة واحدة"، في شهر أبريل الماضي، وكان أول فيلم فني لديها منذ ست سنوات، وهو يحكي قصة امرأة حقيقية تدعى "را ميونغ هي"، المحاربة القديمة والممرضة في الجيش، والتي تكشف عن مؤامرة من قبل مسؤول كبير لخيانة البلاد. وبعد العرض الأول للفيلم، قام التلفزيون المركزي الذي تديره الدولة في كوريا الشمالية، ببث المقطع الدعائي الخاص به بالتزامن مع أسبوع عرض الفيلم الذي صادف يوم 15 أبريل، وهو الذكرى السنوية لميلاد مؤسس النظام الكوري الشمالي "كيم إيل سونغ". ولكن في كوريا الشمالية، من غير المعتاد رؤية مثل هذا الضجيج الإعلامي الكبير لفيلم.


"لي جي سون 이지순":

مونتاج المقطع الدعائي أنيق للغاية ودقيق. في البداية، يصور الفيلم شخصيات بارزة من الذكور والإناث في حالة ثابتة باستخدام تقنية "تقسيم الوقت". تمكن هذه التقنية العديد من الكاميرات الثابتة من التقاط الهدف في وقت واحد من زوايا مختلفة وإنتاج لقطات متحركة باستخدام الكمبيوتر لتوصيل الصور. كما أن استخدام مفهومين متناقضين، مثل السكون والحركة، والضوء والظلام، وموسيقى الخلفية المبهجة والمؤثرات الصوتية المشوقة، يثير فضول المشاهدين.


تثني وسائل الإعلام الكورية الشمالية بشدة على هذا الفيلم، قائلة إن موضوعه وشكله وتفاصيله قد اكتملت تماما لإنشاء تحفة فنية، وأن الفيلم تمكن من تحقيق ابتكار في كل من الشكل والمضمون.

لم تظهر وجوه جديدة فقط في الأفلام والفنون المسرحية في كوريا الشمالية، ولكن ظهرت أيضا في المسلسلات التلفزيونية.

فهناك دراما تلفزيونية عُرضت مؤخرا بعنوان "آخر أحادي القرن" تصور حياة نجمة تنس الطاولة الكورية الشمالية "باك يونغ سون"، التي فازت ببطولة العالم لتنس الطاولة لعام 1975 في الهند. وقد لعبت دور البطلة أيضا ممثلة جديدة.

في مجال السينما في كوريا الشمالية، حيث تحظى مهنة التمثيل وسنوات الخبرة بتقدير كبير، من النادر جدا أن تقوم ممثلة جديدة بدور البطولة.


"لي جي سون 이지순":

في ذلك المسلسل التلفزيوني، قامت بدور "بارك يونغ سون 박영순" كل من: لاعبة تنس الطاولة البالغة من العمر 14 عاما "جانغ وي كيونغ 장의경" والممثلة "ري هيو شيم 리효심" البالغة من العمر 22 عاما. تدرس "جانغ" في مدرسة رياضية في بيونغ يانغ و"ري" طالبة في جامعة بيونغ يانغ للفنون المسرحية والسينمائية. لم تكن "ري" جيدة في تنس الطاولة، لذلك تلقت تدريبا في نادٍ رياضي محترف. كانت "باك" تتمتع بمهارات فائقة كلاعبة عسراء. وقد بذلت "ري" التي تلعب باليد اليمنى جهدا شاقا لإتقان مهارات اليد اليسرى. وفي المسلسل التلفزيوني، حققت "بارك" البالغة من العمر 19 عاما مفاجأة في ربع نهائي بطولة العالم لتنس الطاولة وحصلت على الميدالية الذهبية أخيرا. لا يمكن لأي من الممثلات المتمرسات أن يلعبن دور رياضية تبلغ من العمر 19 عاما. كانت هناك حاجة لممثلة جديدة لوصف هذه القصة المؤثرة للرياضية الشابة التي فازت ببطولة العالم. لهذا السبب اختار فريق الإنتاج ممثلة جديدة مليئة بالطموح والحماس، وعلى استعداد لتلقي تدريب شاق.

يشهد قطاع السينما في كوريا الشمالية ممثلات بارزات كل فترة. وإحدى هؤلاء الممثلات هي "مون ييه بونغ".

هربت "مون" إلى كوريا الشمالية بعد تحرير شبه الجزيرة الكورية من الحكم الاستعماري الياباني. وظهرت في عدة أفلام، بما في ذلك أول فيلم روائي كوري شمالي، لتلعب دورا مهما في إرساء الأسس لصناعة السينما المحلية. وقد وجدت ممثلة أخرى هي "أوه مي ران" حظوة لدى الزعيم السابق "كيم جونغ إيل"، بفضل قدرتها على التعبير عن المشاعر بطريقة دقيقة. كما تمتعت بشعبية كبيرة بين الجمهور وفازت بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان بيونغ يانغ السينمائي الدولي الأول في عام 1987.

ظهر العديد من الممثلات الجدد في قطاع السينما في كوريا الشمالية، بعدما ظل يهيمن عليه في السابق نجوم السينما الكبار من ذوي الخبرة. وقد اكتسبت الممثلة "بيك صول مي" شعبية كبيرة، بعد أن لعبت دور البطولة في فيلم "قصة بيتنا" في عام 2016.

استنادا إلى قصة حقيقية، يدور الفيلم حول فتاة ترعى إخوتها الأيتام مباشرة بعد تخرجها من المدرسة الإعدادية. يُقال إن مخرج الفيلم قد بذل جهدا كبيرا في اختيار الممثلة الرئيسية.


"لي جي سون 이지순":

لفتت "بيك صول مي 백설미" الكثير من الانتباه حتى قبل إطلاق الفيلم. من أجل تمثيل أفضل، عاشت بالفعل مع أطفال في منزل استعدادا للأداء في ذلك الفيلم الذي حصل على جائزة أفضل فيلم في مهرجان بيونغ يانغ السينمائي الدولي الخامس عشر في عام 2016، كما حصلت" بيك" على جائزة أفضل ممثلة. وقد تم إدخال الفيلم لاحقا في مهرجان موسكو السينمائي الدولي، وتم عرضه حتى في كوريا الجنوبية في عام 2018. وتمكنت "بيك" من التعريف بنفسها للجماهير العالمية خلال فترة زمنية قصيرة جدا.


إذن، لماذا ظهر فنانون جدد واحدا بعد الآخر في قطاع الثقافة والفنون في كوريا الشمالية، بعدما كان من الصعب العثور على مواهب جديدة لبعض الوقت؟ في الواقع، تسيطر كوريا الشمالية بشكل صارم على عملية عرض مقاطع الفيديو الأجنبية، بما في ذلك مقاطع الفيديو من كوريا الجنوبية. وبالتالي يبدو أنها تحاول إرواء تعطش الناس للمحتويات الثقافية. أيضا، ربما تعتقد كوريا الشمالية أن استخدام فنانين جدد سيكون أمرا فعالا في إرضاء الشباب الذين هم بالفعل على دراية بالثقافة الخارجية.


"لي جي سون 이지순":

قد يصبح المشاهير الجدد رمزا للابتكار الذي يُظهر شكلا ومحتوى جديدين. الاستثمار في التكنولوجيا والمعدات يتكلف الكثير. لكن باستخدام فنانين جدد، يمكن لكوريا الشمالية تحويل انتباه الجمهور بتكاليف منخفضة نسبيا، وتنشيط صناعة الثقافة والفن. ولكن يبقى أن نرى ما إذا كانت الوجوه الجديدة ستؤدي بالفعل إلى تغيير ملموس في ثقافة كوريا الشمالية وسياستها الفنية. إذا كرروا نفس الممارسات القديمة، فسينتهي بهم الأمر ببساطة إلى استبدالهم بوجوه جديدة وسيكون التغيير مجرد ظاهرة مؤقتة. ولكن إذا كانوا يسعون إلى شيء جديد أو إحداث تغيير حقيقي، فسوف يكون ذلك بمثابة عامل إصلاح للسياسة الثقافية لكوريا الشمالية.

علينا أن نراقب عن كثب ما إذا كانت رياح التجديد الأخيرة في المجالات الثقافية والفنية في كوريا الشمالية ستؤدي إلى حدوث تغيير فعلي أم لا في المستقبل. 

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;