ⓒ YONHAP News

اليوم، هو يوم حار آخر تحت شمس الصيف الساطعة. وفي مثل هذا الوقت من كل عام، يستمتع الكثير من الناس بالفعل في كوريا الجنوبية بعطلاتهم الصيفية، بينما يخطط آخرون لقضاء عطلاتهم في بعض الأماكن الطبيعية. وفي هذا الصيف تحديدا يستمتع الناس هنا كثيرا بهذه العطلة الصيفية التي تأتي للمرة الأولى منذ ثلاثة أعوام، في ظل عدم وجود تدابير مشددة للتباعد الاجتماعي. إذن، كيف يستمتع الناس في كوريا الشمالية بعطلاتهم الصيفية؟ 

البروفسورة "جونغ أون تشان 정은찬" من المعهد الوطني لتعليم التوحيد:

يختار العديد من الكوريين الجنوبيين قضاء عطلاتهم الصيفية في الخارج. هذا ليس هو الحال مع الكوريين الشماليين. في أثناء وجودي في كوريا الشمالية، ذهبت إلى بعض الجداول أو الشواطئ القريبة مع أصدقائي خلال فصل الصيف وأكلنا بعض اللحوم المشوية هناك. لم تترسخ ثقافة الذهاب في إجازة مع العائلة في جميع المناطق في كوريا الشمالية. فقط بعض الأثرياء هم من يستطيعون القيام بذلك.

يتطلع الموظفون في كوريا الجنوبية حقا إلى إجازاتهم الصيفية. أما في الشمال، فيضمن قانون العمل الاشتراكي الحصول على إجازة. فبموجب القانون، يحصل العمال وموظفو المكاتب بشكل عام على 14 يوما إجازة كل سنة، بالإضافة إلى ما بين 7 و21 يوما من الإجازات التكميلية، حسب المهنة. لكن في الواقع، لا يستطيع الكوريون الشماليون استخدام إجازتهم المدفوعة بشكل صحيح.

لكن هذا لا يعني أن الكوريين الشماليين لا يقضون عطلاتهم على الإطلاق. فغالبا ما تتحدث وسائل الإعلام المحلية عن ازدحام حمامات السباحة والشواطئ في جميع أنحاء البلاد في موسم العطلات الصيفية في يوليو وأغسطس. وتعتبر شواطئ البحر هي الوجهات الصيفية الأكثر شعبية.

منتجع شاطئ "ما جون 마전" في منطقة "هونغ نام" بمقاطعة جنوب "هام كيونغ"، هو أحد أشهر الشواطئ في كوريا الشمالية، فهو يقع على طول الساحل الشرقي، ومجهز جيدا بأماكن الإقامة ووسائل الراحة. وتقدمه وسائل الإعلام الكورية الشمالية باعتباره شاطئا شهيرا يزوره عشرات الآلاف من الناس يوميا في موسم الصيف. أيضا بالحديث عن الشواطئ الشهيرة في الشمال، يوجد شاطئ "ميونغ سا شيب ري 명사십리" في مدينة "وان سان". ويشتهر ذلك الشاطئ الجميل الذي يبلغ طوله أربعة كيلومترات، برماله البيضاء الناعمة.

ويمكن لزوار تلك المدينة الساحلية الاستمتاع بأنواع مختلفة من المأكولات البحرية. وهناك شاطئ آخر مشهور في منطقة "وان سان"، وهو شاطئ "سونغ دو وان 송도원".

في كوريا الشمالية، غالبا ما يزور الناس الشواطئ الموجودة في المناطق القريبة منهم في رحلة ليوم واحد. فنادرا ما يذهب الناس إلى شواطئ في مناطق بعيدة. ويصل المصطافون إلى الشواطئ في الصباح الباكر للعثور على مكان لطيف والاستمتاع بوقتهم هناك طوال اليوم، ثم العودة إلى بيوتهم في وقت متأخر من المساء. 

بالإضافة إلى تلك الشواطئ على طول الساحل الشرقي، هناك أيضا العديد من الشواطئ الشهيرة على طول الساحل الغربي، حيث يذهب السكان هناك إلى تلك الشواطئ أو إلى الأنهار أو الوديان القريبة لصيد الأسماك ومشاركة الطعام وأخذ بعض الراحة، والابتعاد عن روتينهم اليومي لفترة من الوقت.

"جونغ أون تشان 정은찬":

يستمتع العديد من الكوريين الجنوبيين بالتخييم في المعسكرات المجهزة بوسائل الراحة. نادرا ما يوجد مثل هذا المشهد في كوريا الشمالية. بدلا من ذلك، يجلب الكوريون الشماليون كل ما يحتاجون إليه، بما في ذلك الوقود والأطباق، عندما يذهبون في نزهاتهم. ومع تطور الأسواق هذه الأيام، يبدو أن السماسرة يقرضون المصطافين ما يحتاجون إليه. بالطبع، هذا اتجاه جديد لم يكن موجودا من قبل. في بيونغ يانغ، يمكن للأثرياء الاستمتاع بإجازتهم الصيفية في مرافق فاخرة، حيث يمكنهم شراء أي شيء طالما كان لديهم المال.

 

في كوريا الجنوبية يستعد الشباب مبكرا جدا لقضاء إجازاتهم الصيفية. فهم أولا يقررون إلى أين سيذهبون، وكيف سيذهبون، ويختارون مكان الإقامة. ويتبع البعض نظاما غذائيا للظهور بجسم مثالي في أثناء السباحة، ويعمل البعض على تطوير عضلاتهم، بينما يركز الكثير منهم على اختيار ملابس البحر. فماذا عن الكوريين الشماليين؟ 

"جونغ أون تشان 정은찬":

لا يختلف الكوريون الشماليون كثيرا عن الكوريين الجنوبيين. لكن قلة قليلة من النساء الكوريات الشماليات يتبعن خطة وجبات صارمة لعدة أشهر لارتداء البيكيني، كما تفعل نظيراتهن الكوريات الجنوبيات. يفضل الكوريون الشماليون ملابس السباحة المحافظة التي تغطي أجزاء أكبر من الجسم بدلا من ملابس السباحة الكاشفة مثل البيكيني. تصميمات ملابس السباحة في الشمال ليست متنوعة كما هو الحال في كوريا الجنوبية. يعتبر ارتداء ملابس السباحة التي تظهر الكثير من أجزاء الجسم سلوكا غير لائق وغير اشتراكي. المايوه الكوري الشمالي يتجنب تعرية الكثير من أجزاء الجسم.

تحت حكم الزعيم الحالي "كيم جونغ أون"، قامت كوريا الشمالية ببناء أو إعادة فتح العديد من المتنزهات الترفيهية والمتنزهات المائية، وأشهرها منتزه "مون سو 문수" المائي في وسط مدينة بيونغ يانغ.

يقع هذا المنتزه المائي على مساحة 125 ألف متر مربع، ويحتوي على مسابح داخلية وخارجية، وملعب داخلي للكرة الطائرة، وجدار لتسلق الصخور، و27 منزلقا مائيا. ووفقا لوسائل الإعلام الكورية الشمالية، يستمتع العديد من الشباب بإجازة الصيف هناك، حيث ينزلون بشجاعة من المنحدرات المائية شبه العمودية.

ويستوعب منتزه "مون سو" المائي ما يصل إلى 20 ألف شخص يوميا. ورغم ان أسعار التذاكر باهظة، إلا أن الإقبال على زيارته مستمر. وفي كل صيف، تبث وسائل الإعلام الكورية الشمالية تقارير عن هذا المنتزه المائي الأشهر في العاصمة.

"جونغ أون تشان 정은찬":

تم تجهيز هذا المنتزه الكبير بمرافق حديثة تتميز بأحدث التقنيات والأفكار التي تروق لجيل الشباب. باستخدام كمية كبيرة من المياه، يتعين تنظيف مياه المنتزه بانتظام وبشكل صحيح. لكن يبدو أن المياه لا تدار بشكل مناسب، ويُقال إن بعض الزوار اشتكوا منها. في الواقع بناء منتزه مائي جميل وحديث أمر مختلف تماما عن إدارته. ومن خلال مثل تلك المرافق الترفيهية تسعى كوريا الشمالية إلى كسب العملات الأجنبية المتداولة بين الجمهور وأيضا من السياح الأجانب. ولذلك تظهر تلك المنتزهات المائية بشكل متكرر في وسائل الإعلام الكورية الشمالية.

قالت وسائل الإعلام الكورية الشمالية إن العلماء الذين شاركوا في تطوير الصاروخ البالستي "هوا صونغ 14" وقدامى المحاربين في الحرب الكورية، قد قضوا وقتا رائعا في أحد المنتزهات المائية. 

ويقول المحللون إن التقارير حول المصطافين الذين يستمتعون بوقتهم في المتنزهات المائية أو المتنزهات الترفيهية قد ازدادت بشكل ملحوظ منذ وصول "كيم جونغ أون " إلى السلطة. وهذا التغيير يتماشى مع أسلوب "كيم" في الحكم.

ففي سنواته الأولى في منصبه، تعهد "كيم جونغ أون" ببناء دولة اشتراكية متحضرة، وأكد منذ ذلك الحين على أن بلاده ستركز على تحسين الحياة الثقافية للشعب.

ومع ذلك، وفقا للهاربين الكوريين الشماليين، فإن العديد من الكوريين الشماليين ينخرطون في أنشطة اقتصادية، مثل البيع في الأسواق الخاصة المعروفة باسم "جانغ مادانغ"، بدلا من الاستمتاع بعطلاتهم الصيفية. ولذلك يبدو أنه لا يمكن لجميع الكوريين الشماليين أخذ إجازات صيفية على الرغم من أن وسائل الإعلام الشمالية تنشر تقارير عن استمتاع الناس بعطلاتهم الصيفية في هذا الوقت من العام.

"جونغ أون تشان 정은찬":

في السابق، كنت أعتقد أنه ليس من الضروري أن أذهب في إجازة، خاصة خلال موسم الذروة عندما تكون وجهات العطلات مكتظة بالناس وكل شيء باهظ الثمن. وبينما كنت أستمتع بإجازتي لعدة أيام في جزيرة جيجو أو غيرها في الموسم المنخفض، أدركت أن الناس، بمن فيهم أنا، بحاجة إلى أخذ راحة جيدة. الآن، أدرك تماما أهمية قضاء عطلة بكل معنى الكلمة. في كوريا الشمالية، يمكن للأثرياء الاستمتاع بالكامل بعطلاتهم الصيفية. لكنني أقول إن غالبية الكوريين الشماليين، بما يصل إلى حوالي 80%، ما زالوا يكافحون لكسب عيشهم والاعتماد على أنفسهم.

الاستمتاع بالإجازة هو بمعنى ما ابتعاد عن الحياة اليومية العادية، وكذلك إعادة لشحن طاقة الروح والعقل والجسم. ونأمل أن يتمكن سكان كوريا الشمالية من الاستمتاع الكامل بإجازاتهم كفترة راحة حقيقية، وأن يتمكن الكوريون الجنوبيون قريبا من قضاء إجازاتهم الصيفية في المناطق ذات الجو الألطف في كوريا الشمالية.