الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية

معركة السرعة

#تطورات شبه الجزيرة الكورية l 2022-08-17

تطورات شبه الجزيرة الكورية

ⓒ YONHAP News

تشير عبارة "معركة السرعة" إلى حملة للتعبئة الجماهيرية تنفرد بها كوريا الشمالية، والغرض منها هو الحصول على أفضل نتيجة، من حيث الجودة والكمية، في أقصر فترة زمنية ممكنة. 

الدكتورة "جونغ أون مي 정은미" الباحثة في المعهد الكوري للتوحيد الوطني: 

معركة السرعة هي حملة اقتصادية تهدف إلى التعبئة الكاملة للعمالة والتكنولوجيا والموارد لتحقيق نتائج سريعة في المشروعات المهمة.


تزعم كوريا الشمالية أنها تمكنت من حل مشكلة النقص الحاد في المساكن من خلال معارك السرعة في الخمسينيات. فبعد انتهاء الحرب الأهلية الكورية التي تركت بيونغ يانغ في حالة خراب، ظهر شعار دعائي جديد وهو "سرعة بيونغ يانغ" لإعادة بناء العاصمة بسرعة.

 

في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، أطلقت كوريا الشمالية حركة "تشولليما" المألوفة لدى الكوريين الجنوبيين، حيث تشير كلمة "تشولليما" إلى حصان أسطوري يركض بسرعة كبيرة.

 يُعتقد أن حركات السرعة هذه ساهمت في الواقع في تعزيز النمو الصناعي وإنتاج الغذاء في كوريا الشمالية.

شعار آخر لمعركة السرعة هو "سرعة هيتشون"، والتي تم جرت في أثناء بناء محطة هيتشون لتوليد الكهرباء.


وضعت كوريا الشمالية حجر الأساس لمحطة الطاقة الجديدة في عام 2001، ولكن تم تعليق البناء في الواقع لأسباب اقتصادية. بعد ذلك استؤنف البناء في مارس 2009، عندما زار الزعيم آنذاك "كيم جونغ إيل" موقع البناء، حيث أصدر تعليماته للمسؤولين بإكمال البناء حتى عام 2012، وهو العام المعين لتحقيق هدف أن تصبح البلاد دولة قوية ومزدهرة. بشكل عام، يستغرق بناء السدود ومحطات الطاقة عشر سنوات. ولكن بموجب أمر الحاكم المطلق لإكمال المشروع في غضون ثلاثة أعوام فقط، ركزت كوريا الشمالية جميع مواردها على بناء محطة الطاقة.


في هذه العملية، صاغت كوريا الشمالية مصطلحات جديدة، مثل: "سرعة هيتشون" و"زمن هيتشون"، حتى إنه تم تأليف أغنية جديدة لدعم عملية البناء.


أشادت وسائل الإعلام الحكومية في الشمال بالتقدم المحرز في مشروع بناء المحطة يوميا تقريبا. وتمكنت كوريا الشمالية من استكمال محطة الطاقة في عام 2012، تماما حسبما أمر الزعيم.

الدكتورة "جونغ أون مي 정은미": 

كثيرا ما قالت كوريا الشمالية إن "الأرز هو اشتراكية" و"الكهرباء اشتراكية". إنه يعكس أن الكهرباء، إلى جانب الأرز، تشكل الصناعة الرئيسية في البلاد. في الواقع، تجد كوريا الشمالية صعوبة في تطوير الاقتصاد بسبب النقص المزمن في الطاقة. لقد احتاجت كوريا الشمالية إلى المزيد من محطات الطاقة، ولهذا السبب قامت ببناء محطة "هيتشون 희천" لكي تقوم بتوليد كمية كبيرة من الكهرباء، حتى إنها قامت بحملة سرعة حشدت لها الشباب والجنود. مصطلح "سرعة هيتشون" يشير إلى أن الدولة يمكن أن تحقق هدفا اقتصاديا في فترة قصيرة من الزمن على الرغم من البيئة الصعبة.


كما شجع الزعيم الحالي "كيم جونغ أون" حملات السرعة. ففي خطابه بمناسبة العام الجديد في عام 2013، شدد على روح "الدفعة الواحدة". ومنذ ذلك الحين، تم استخدام عبارة "الدفعة الواحدة" كشعار لمعارك السرعة، في حين أن أغنية تم تأليفها حديثا تحمل نفس العنوان وتؤديها فرقة "موران بونغ" ظل يتردد صداها في جميع أنحاء البلاد.

منذ عام 2015، عندما احتفلت كوريا الشمالية بالذكرى السبعين على تأسيس حزب العمال، تم تنظيم حملات سرعة مكتملة، واتسعت تلك الحركات في جميع أنحاء البلاد في الفترة التي سبقت مؤتمر الحزب السابع في عام 2016. وقد تضمنت معارك السرعة مشروعات بناء واسعة النطاق بما في ذلك شارع "علماء المستقبل" في بيونغ يانغ، ومحطات الطاقة الشبابية لجبل بيكدو. ويُظهر فيلم وثائقي صدر في ذلك الوقت مدى حرص السلطات على مشروعات البناء في جميع أنحاء البلاد مدفوعة بمعارك السرعة.


في الفيلم الوثائقي، يحمل جنود يرتدون الزي العسكري حجارة ثقيلة ويبنون جدارا بدون أي معدات أمان، كما يظهر مشهد خطير للغاية لشخص يطرق مسمارا كبيرا يحمله شخص آخر. وكان أكثر ما يهم في هذه العملية هو "السرعة" بالطبع.


في مؤتمر الحزب السابع في عام 2016، ظهرت عبارة "سرعة مالليما"، كتطوير جديد لتشولليما. تشير كلمة "مالليما 만리마" إلى حصان أسرع بعشر مرات من الحصان "تشولليما". ولذلك، إن حركة "مالليما" تدفع باتجاه تحقيق نتائج اقتصادية أسرع بعشر مرات من حركة "تشولليما". وقد أعلن "كيم جونغ أن" عن فتح عصر "مالليما"، مع تجذر هذه الكلمة كشعار تمثيلي لمعارك السرعة في عهد "كيم جونغ أون".

 

ومن بين رموز حركة مالليما: شارع "ريو ميونغ" في بيونغ يانغ. فقد عاد الشعار القديم "سرعة بيونغ يانغ"، الذي تم تقديمه قبل 70 عاما، إلى الظهور مرة أخرى في مواقع بناء عشرة آلاف وحدة سكنية في بيونغ يانغ العام الماضي.

ترسل كوريا الشمالية منظمة تسمى "قوات الانقضاض" لتسريع المعارك في المنشآت الصناعية ومواقع البناء. وقد نظم الزعيم السابق "كيم جونغ إيل" وحدة عادية من هذا القبيل تُعرف باسم "قوات معركة السرعة الشبابية" في عام 1975، حيث تم تعيين أولئك الذين لم يلتحقوا بالجامعات أو الأشخاص الذين لم يخدموا في الجيش، في تلك المجموعة. ويقال إن بعض الأعضاء الذين يظهرون أداء متميزا يتم منحهم الفرصة للالتحاق بالحزب.


ومن المعروف أن قوات الانقضاض الشبابية لمعركة السرعة قد تم إرسالها إلى عدد من مواقع البناء بما في ذلك شارع "مان سو ديه" ومنطقة "وان سان كالما" السياحية الساحلية.


الدكتورة "جونغ أون مي 정은미": 

سيكون مثاليا إذا كانت قوات الانقضاض مكونة من عمال مهرة. لكن الواقع على العكس من ذلك تماما. فتلك المجموعة تفتقر إلى العمال ذوي المهارات الفنية. وبدلا من ذلك، يتم حشد أشخاص من خلفيات عائلية فقيرة وذوي مراكز متدنية في المجتمع أو متطوعين للانضمام إلى المجموعة. لهذا السبب، لا يمكن أن تنتج معارك السرعة باستخدام تلك القوة العاملة أقصى تأثير.


بينما تشيد كوريا الشمالية بالقوات الهجومية على أنهم أبطال اشتراكيون، فإنها لا تستطيع تجنب النقد الخارجي لاستغلال العمال.

الدكتورة "جونغ أون مي 정은미": 

معارك السرعة لا تنتهي في غضون أيام قليلة، حيث يتعين على المشاركين في معارك السرعة العمل لفترة طويلة، حتى يتم الانتهاء من المشروعات. وخلال فترة الحملة، عليهم وقف أنشطتهم الاقتصادية. المعيلون، على وجه الخصوص، لا يستطيعون إعالة أسرهم. من الواضح أن الدولة تستغل عملهم. لا تستطيع الدولة حشد العمالة إلى الأبد بهذه الطريقة. في هذه الأيام، يبدو أن كوريا الشمالية تشجع الناس على الانضمام إلى تلك الحملات من خلال منحهم تعويضات عملية، مثل حصص للإعاشة وأجور.


مضت سلطات كوريا الشمالية قدما في حملات سرعة كلما واجهت أزمة، واستعرضت نتائج تلك الحركات. ومع ذلك، فإن الصعوبة الاقتصادية المزمنة ومعارك السرعة التي لا نهاية لها تجعل الناس مرهقين للغاية. ومن الصعب أن نتوقع أن تستمر حملات السرعة ذات الطابع الكوري الشمالي، القائمة على عمل الناس وتضحياتهم، في تحقيق نتائج إيجابية.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;