ⓒYONHAP News

من المتوقع أن تواجه حكومة "يون صوك يول" الجديدة خيارات صعبة من بداية انطلاقها، وسط الوضع العالمي غير المستقر. ومن المتوقع أيضا أن تخضع العلاقات بين الكوريتين والسياسات الخارجية للبلاد لتغيير كبير.

ومن المتوقع أن تبقي الحكومة الجديدة باب الحوار مفتوحا أمام كوريا الشمالية، فيما تنفذ سياسات تجاهها بناء على المبادئ الأساسية. وسوف تقوم بتعزيز التحالف مع الولايات المتحدة وتحسين العلاقات مع اليابان، وانتهاج مرحلة جديدة من العلاقات مع الصين.

وفي أول مؤتمر صحفي عقده بعد انتخابه، قال "يون" إنه سيرد بصرامة على تصرفات كوريا الشمالية غير الشرعية وغير المعقولة وفقا للمبادئ، لكنه أضاف أنه سيجعل باب الحوار مفتوحا أمام كوريا الشمالية.

ويبدو أنه لن يكون من السهل على الرئيس المنتخب "يون" التعامل مع السياسات ذات الصلة بكوريا الشمالية، لأن جهود حكومة الرئيس "مون جيه إين" لتحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية من خلال الحوار لم تحقق ثمارا حتى الآن، كما أن بيونغ يانغ تظهر استعدادا لتجاوز الخط الأحمر باستفزازات مثل إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات وتجارب نووية، مستغلة فرصة الحرب في أوكرانيا.

وبالإضافة إلى ذلك، لم تعد قضية كوريا الشمالية في أولوية سياسات الولايات المتحدة، لأنها تركز سياساتها على التعامل مع روسيا والصين.

وفي هذا السياق، يتوقع بعض الخبراء استمرار حالة الجمود في العلاقات بين الكوريتين كما هو عليه الآن، أو ربما تتدهور أكثر، لأن التعهدات الانتخابية لـ"يون" تضم تعزيز التدريبات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة. وإذا تم تعزيز تلك التدريبات العسكرية في واقع الأمر، فمن المرجح أن ترد بيونغ يانغ على ذلك باستفزازات عسكرية.

ويمكن القول إن السياسات الخارجية للرئيس المنتخب "يون" تقوم على تعزيز التحالف بين سيول وواشنطن. 

لكن الشيء المثير للقلق هو أن العالم يشهد الآن صراعا بين الشرق والغرب نتيجة لزيادة الضغوط التجارية والاقتصادية الأمريكية المفروضة على الصين، والغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما يتطلب من الدول الحليفة للولايات المتحدة، بما في ذلك كوريا الجنوبية، الوقوف بقوة في الجانب الأمريكي.

وفي هذا الصدد، من المتوقع أن يتم تعزيز التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وأن تدرس كوريا الجنوبية الانضمام إلى التحالف الرباعي للحوار الأمني الذي يضم الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند.

وفيما يتعلق بالعلاقات مع اليابان، قال الرئيس المنتخب "يون" إنه سيتعامل مع العلاقات بين سيول وطوكيو مع الأخذ في حسبانه المصالح المشتركة بين البلدين وما الذي يجب أن يسعى إليه الجيل القادم من شباب البلدين.

ومن المتوقع أن تواجه حكومة "يون صوك يول" صعوبات في التعامل مع العلاقات مع الصين وسط الأوضاع العالمية المتقلبة، إذا انضمت كوريا فعلا لعضوية التحالف الرباعي الأمني.