عرض الرئيس الكوري الجنوبي "يون صوك يول" اقتراحا جريئا على كوريا الشمالية، ليتم من خلاله تحسين الاقتصاد ومعيشة الشعب فيها بشرط أن توقف بيونغ يانغ تطوير البرامج النووية وتنزع سلاحها النووي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس "يون" في الاحتفال بالذكرى السابعة والسبعين على عيد الاستقلال، الذي أقيم اليوم الاثنين في الميدان أمام مكتب الرئاسة، حيث أكد أن نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية يعد أمرا ضروريا ليس فقط لتحقيق السلام المستدام في شبه الجزيرة الكورية، بل وأيضا في شمال شرق آسيا والعالم أجمع.
وقال الرئيس "يون" إن الاقتراح يشمل تقديم إمدادات غذائية ضخمة، وبناء بنية تحتية لتوليد الطاقة الكهربائية وتوزيعها، وتقديم الدعم التكنولوجي لرفع الإنتاجية الزراعية، وتحديث البنية التحتية للمستشفيات والرعاية الصحية، إلى جانب دعم الاستثمارات الدولية والمصرفية.
وبهذا أوضح الرئيس "يون" موقفه الداعي إلى تقديم مساعدات اقتصادية ضخمة لكوريا الشمالية إذا اتخذت قرارا بنزع أسلحتها النووية، مؤكدا على أهمية نزع السلاح النووي لتحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية وشمال شرق آسيا والعالم أجمع.
وأضاف أن الحرية هي روح حركة الاستقلال اللكورية، وهي تخلق السلام، كما أن السلام يحمي الحرية، مشددا على أن السلام في شبه الجزيرة الكورية وشمال شرق آسيا يعتبر شرطا مسبقا مهما للسلام العالمي، وأنه سيكون قاعدة أساسية لحماية وتوسيع الحرية للشعب الكوري وشعوب العالم.
ودعا الرئيس "يون" اليابان إلى المشاركة في تطوير علاقات مع كوريا تكون موجهة نحو المستقبل، بناء على روح إعلان عام 1998 بين الرئيس الكوري "كيم ديه جونغ" ورئيس الوزراء الياباني "كيزو أوبوشي" آنذاك.
وأضاف أن اليابان كانت الدولة التي يجب أن تتحرر كوريا من هيمنتها السياسية من أجل استعادة الحرية وحمايتها، وقد أصبحت الآن دولة جارة تتعاون مع كوريا الجنوبية في مواجهة التحديات التي تهدد حرية شعوب العالم.
وأعرب الرئيس "يون" عن اعتقاده بأن توجيه العلاقات بين كوريا الجنوبية واليابان قدما نحو المستقبل بناء على القيم العالمية، سيسهم في حل القضايا التاريخية العالقة بينهما. 
وأكد على ضرورة أن يلعب البلدان دورا في تحقيق السلام والازدهار للمجتمع الدولي من خلال الاحترام المتبادل بين الحكومتين والشعبين الكوري والياباني، والتعاون الواسع بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والثقافية.
وتعهد الرئيس "يون" بانتهاج سياسات لصالح الطبقة الضعيفة اجتماعيا والمواطنين ذوي الدخل المحدود، مشيرا إلى أن حكومته ستقدم دعما لهم باستخدام القدرة المالية المضمونة من خلال التقشف وإعادة الهيكلة في القطاع العام.
وقال الرئيس "يون" إنه يجب علينا أن نتذكر كل أولئك الذين ضحوا وكرسوا أنفسهم من أحل حرية واستقلال كوريا، مشددا على أن احترام ذكراهم سيكون انطلاقة جديدة للبلاد لتحقيق الازدهار في المستقبل.