الأخبار

شبه الجزيرة الكورية من الألف إلى الياء

من داخل كوريا الشمالية

السكك الحديدية في كوريا الشمالية

2021-10-21

ⓒ KBS

في إعلان بيونغ يانغ المشترك الصادر في ختام القمة بين الكوريتين في سبتمبر 2018، تعهدت الكوريتان بإعادة ربط وتجديد السكك الحديدية والطرق بينهما. ولكن للأسف، فشل الجانبان في تنفيذ تلك الخطة بسبب تعثر العلاقات الثنائية. 

 مدير المعهد الكوري للتعاون الاقتصادي "آن بيونغ مين ":

في كوريا الشمالية، تعد خطوط السكك الحديدية أحد أهم أربعة عناصر للاقتصاد، إلى جانب الفحم والمعادن والكهرباء. لقد وصف الزعيم الأسبق "كيم إيل سونغ" السكك الحديدية بأنها مثل الدورة الدموية في الجسم، وقال إن التشغيل السلس للسكك الحديدية سيضمن التنمية الصناعية والزراعية. بشكل عام تعتبر السكك الحديدية وسيلة مواصلات مثلها مثل الطرق والخدمات الجوية والشحن، لكنها تتمتع في الشمال بمكانة خاصة عالية، حيث توصف بأنها مكاسب نبيلة للثورة تم تحقيقها من خلال النضال.


يعتمد النقل في كوريا الشمالية بشكل أساسي على السكك الحديدية، بينما تلعب وسائل النقل البري والنهري والبحري دورا فرعيا. ووفقا لهيئة الإحصاءات في كوريا الجنوبية، بلغ إجمالي طول خطوط السكك الحديدية في كوريا الشمالية 5300 كيلومتر في عام 2019. وتمثل السكك الحديدية في الشمال نسبة 90% من نقل البضائع، و60% من نقل الركاب.  

 مدير المعهد الكوري للتعاون الاقتصادي "آن بيونغ مين ":

تعتبر السكك الحديدية هي وسيلة النقل الرئيسية في كوريا الشمالية لأنها تعمل بانتظام، وهي آمنة واقتصادية، كما أنها تنقل الأشياء بسرعة نسبية ولا تتكلف كثيرا. تظهر بيانات كوريا الشمالية أن تكلفة النقل بالسكك الحديدية لا تتجاوز 34% من النقل البري، و53% من النقل البحري. في الشمال، تنقل القاطرات الكهربائية عادة 1300 طن من البضائع في المرة الواحدة، أي 1.3 مرة أكثر من النقل البحري، كما أن قطارات الشحن تقطع مسافة 160 كيلومترا في المتوسط ، أي 15 مرة أكثر من المركبات و1.7 مرة أكثر من السفن.

وتقول بعض التقارير إن الزعيم الأسبق "كيم إيل سونغ" كان مهتما بشدة بربط السكك الحديدية مع كوريا الجنوبية لأسباب اقتصادية. 

 مدير المعهد الكوري للتعاون الاقتصادي "آن بيونغ مين ":

توفي "كيم إيل سونغ" يوم 8 يوليو 1994. وقبل ثمانية أيام من وفاته، قال إن كوريا الشمالية يمكنها كسب المال طالما أنها تربط خطوط السكك الحديدية العابرة للحدود مع كوريا الجنوبية. على سبيل المثال، إذا استلمت كوريا الشمالية سلعا صينية في مدينة "شين ويجو" الحدودية وسلمتها إلى سيول عبر خط سكك حديد "كيونغ أوي 경의" الغربي، فقد تكسب 400 مليون دولار سنويا. وبنفس الطريقة، فإن تجديد خط "دونغ هيه 동해" الشرقي سيسمح لكوريا الشمالية بكسب مليار دولار سنويا عن طريق نقل البضائع إلى كوريا الجنوبية من الصين أو روسيا. هذا يعني أن كوريا الشمالية يمكن أن تكسب بسهولة حوالي مليار ونصف مليار دولار كل عام. هذا ما قاله "كيم إيل سونغ". لقد كان يدرك جيدا أن خطوط السكك الحديدية في كوريا الشمالية مهمة للنقل الداخلي بالطبع، لكنها مربحة للغاية أيضا إذا قدمت خدمات دولية.


ناقشت الكوريتان بالفعل إعادة ربط السكك الحديدية عبر الحدود. وفي ديسمبر 2007، أجرى الجانبان عملية تفتيش مشتركة للقسم الكوري الشمالي على خط "كيونغ أوي". وبعد 11 عاما، في عام 2018، أصدر قائدا الكوريتين إعلان "بان مون جوم"، الذي اتفقا فيه على إعادة ربط وتحديث السكك الحديدية والطرق على السواحل الغربية والشرقية.  

 مدير المعهد الكوري للتعاون الاقتصادي "آن بيونغ مين ":

بعد التفتيش الميداني المشترك بطول إجمالي يبلغ 1200 كيلومتر من خطي السكك الحديدية في كوريا الشمالية، كتبت كوريا الجنوبية تقريرا، تم نشره في صحيفة محلية. كان عنوان المقال "جسر من السنة الثالثة من حكم الملك سون جونغ ما زال باقيا". على ما يبدو، لا يزال الجسر القديم الذي تم بناؤه منذ أكثر من 100 عام مستخدما في كوريا الشمالية. يقال إن قطار التفتيش المشترك عبر الجسر ببطء شديد. من الصعب تصديق ذلك، لكن القطار كان يسير بسرعة 15 إلى 20 كيلومترا في الساعة في القسم بين كيسونغ وساريون، وبمعدل 30 كيلومترا في الساعة بين كيسونغ وبيونغ يانغ. وللمقارنة، فإن سرعة عداء الماراثون الكوري الجنوبي السابق "هوانغ يونغ جو" تبلغ حوالي 21 كيلومترا في الساعة. هذا يعني أن القطار الكوري الشمالي يسير أبطأ من "هوانغ". يجب أن تسير قطارات الشحن 1000 كيلومتر يوميا، أي أكثر من 40 كيلومترا في الساعة، على الأقل. لذلك فإن نظام السكك الحديدية في كوريا الشمالية غير ملائم للنقل التجاري.


تتكون شبكة السكك الحديدية في كوريا الشمالية من الخط الغربي والخط الشرقي والخط الشمالي وخط الاتصال بين الشرق والغرب. ولديها 10 خطوط رئيسية و90 خطا فرعيا. 

 مدير المعهد الكوري للتعاون الاقتصادي "آن بيونغ مين ":

هناك العديد من خطوط السكك الحديدية الدولية المرتبطة بكوريا الشمالية، بما في ذلك التي تربط بين بيونغ يانغ مع الصين وروسيا. بالنسبة للسياح الأجانب الذين يأملون في زيارة كوريا الشمالية، تعد خدمة السكك الحديدية الدولية أحد الخيارات الجيدة. لكن كوريا الشمالية أوقفت تشغيل كل هذه الخطوط، بسبب جائحة كورونا. انضمت كوريا الشمالية إلى منظمة التعاون في السكك الحديدية في عام 1956، عندما كان هناك 28 عضوا. على مدى العقود الستة الماضية، اكتسبت كوريا الشمالية خبرة متراكمة في نقل الركاب والبضائع باستخدام شبكة السكك الحديدية الدولية.


وتشير التقارير إلى إن عددا قليلا من القطارات، تعمل وفقا للجدول الزمني المحدد في كوريا الشمالية، بسبب النقص طويل الأمد في الكهرباء وعدم كفاءة القطارات القديمة.  

 مدير المعهد الكوري للتعاون الاقتصادي "آن بيونغ مين ":

تعمل القطارات ببطء شديد في المناطق الريفية في كوريا الشمالية. بمجرد عبورها الحدود إلى الصين أو روسيا، يمكنها العمل بسرعة عادية لأن إمدادات الكهرباء سلسة هناك والبنية التحتية العامة للسكك الحديدية، مثل روابط السكك الحديدية ونظام الإشارات، في حالة جيدة. نقص الطاقة في كوريا الشمالية هو المشكلة الرئيسية. إذا انقطعت الكهرباء بشكل مفاجئ، تتوقف القطارات. ولكن بالنسبة لخدمة السكك الحديدية الدولية، فإن أي تعطيل يؤدي إلى إلحاق ضرر بالدول الأخرى. ولمعالجة هذه المشكلة، تستخدم كوريا الشمالية تدابير تكميلية مثل استخدام قاطرات الديزل.

أحدث الأخبار