أسخن قضايا هذا الأسبوع تتعلق بتقارير وردت حول إعراب كوريا الشمالية عن قبولها لفكرة تفكيك برامجها النووية بشكل يتسق مع طرح الولايات المتحدة الأمريكية والتي ظلت تطالب بشكل مستمر بتفكيك كامل ومؤكد وغير قابل للتراجع لكافة البرامج النووية الكورية الشمالية. نقلا عن مصادر مطلعة ذكرت جريدة " أساهي شيمون" اليابانية اليومية إن بيونغ يونغ تقبل كذلك فكرة الخضوع لتفتيش نووي دولي وتفكيك برامجها الصاروخية الباليستية كذلك. كان مسئولون أمريكيون من كل من هيئة الصادرات النووية ووكالة الاستخبارات المركزية قد قاموا بزيارة لكوريا الشمالية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي حسب تقارير مؤكدة. وكان الزعيم الكوري الشمالي قد عبّر قبل ذلك خلال لقاء القمة الأخير الذي جمع بينه وبين الرئيس الكوري الجنوبي عن استعداد بلاده لوقف أنشطتها النووية بشكل كامل ومحقق في حال التوصل لاتفاق مرضٍ حول ذلك. كان وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو قد تعهد مؤخرا وخلال مراسم أدائه للقسم بالسعي لتفكيك البرنامج الكوري الشمالية دون أي تأخير، وإن بلاده لن تقبل بأي خيار منقوص في هذا الصدد، ولن تكرر أخطاء الماضي، ولن تصل إلا إلى اتفاق نهائي وشامل ونهائي بخصوص كافة برامج الدمار الشامل الكورية الشمالية بشكل فوري. وصف التعاطي الدبلوماسي الراهن الآن مع كوريا الشمالية بأنه يوفر فرصة حقيقية غير مسبوقة لتغيير المسار التاريخي في شبه الجزيرة الكورية. لوحظ أن وزير الخارجية الأمريكي يستعمل مصطلحات مغايرة لما كان يستعمل في الماضي حيث استبدل كلمة " شامل" بكلمة "نهائي ودائم" ومصطلح " تفكيك" بديلا لمصطلح " نزع" وهو ما يعكس تغيير في التوجه والرؤية الأمريكية، ويعطي المزيد من التوضيح للمطالب والأهداف الأمريكية. كانت كوريا الشمالية في الماضي وأثناء انعقاد المحادثات السداسية قد قدمت تقريرا حول منشآتها النووية وكمية ما تمتلك من بلوتينيوم لكنها ظلت ترفض قبول أي عمليات تفتيش وتحقق قائم على أسس علمية. لكن يبدو إن كوريا الشمالية تقبل هذه المرة مبدأ لتفتيش وهو ما قد يساعد في حدوث تقدم حقيقي. كذلك هنالك تقارير تشير إلى أن معلومات توافرت لدى أجهزة المخابرات في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية حول بدء كوريا الشمالية لخطوات في اتجاه إغلاق مواقع الاختبارات التابعة لمفاعل "بنغيري" وذلك من خلال رصد مؤشرات ومظاهر جديدة من تحركات ونزع أسلحة وكوابل داخل النفق الثالث، وهو النفق المجهز للقيام بأي تجارب نووي تريدها كوريا الشمالية في أي وقت. رغم كل ذلك إلا أن عملية التفكيك قد تكون طويلة وشاقة فالشيطان يكمن في التفاصيل كما يقال، وحتى لو رضخت بيونغ يانغ لتفكيك صواريخها الباليستية العابرة للقارات، فإن الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، ستظل مصدر تهديد لكوريا الجنوبية واليابان وهو ما يمثل عقبة أخرى. تريد الولايات المتحدة الفراغ من عملية التخلي الكوري الشمالي عن كافة البرامج النووية خلال الولاية الحالية للرئيس ترمب، بينما تطالب كوريا الشمالية بضمانات مؤكدة وعلاقات دبلوماسية طبيعية مع واشنطن، ورفع شامل للعقوبات المفروضة عليها