وثاني قضايا هذا الأسبوع تتعلق بالتوجهات المزاجية المتسارعة نحو الوفاق والتصالح بين الكوريتين في أعقاب القمة الأخيرة التي جمعت بينهما. من مظاهر ذلك قيام كوريا الشمالية بتغيير مواقيتها الزمانية لتتماثل مع المواقيت الكورية الجنوبية ، وكذلك قيام كوريا الجنوبية بإبعاد مكبرات الصوت ووقف الحملات الدعائية المعادية، بجانب تقارير أكدت قيام كوريا الشمالية بتصرف مماثل، وهو ما يساعد في تهدئة وإزالة مظاهر التوتر القائمة على حدود البلدين. تجري الاستعدادات كذلك لاستئناف الاتصالات الخاصة بعدد من مشروعات التعاون المشترك بين البلدين. كان الإعلان المشترك الصادر عن القمة الأخيرة قد تضمن إشارة خاصة إلى أن البلدين وبدءا من الأول من مايو سيوقفان كل أشكال الأعمال العدائية بجوار الخط العسكري الفاصل، وإزالة كل المظاهر المتعلقة بذلك من حملات دعاية وتعبئة معادية وكل أشكال الحرب النفسية، ووقف حرب الميكرفونات والتي كانت قد بدأتها كوريا الشمالية عام 1962 ثم بدأت سيول في الرد عليها بعد عام من ذلك. كانت تلك الحملات الإعلامية المتبادلة عرضة للاستمرار والتوقف والرفع والخفض حسب تطور العلاقات بين الدولتين. لكوريا الجنوبية نحو اربعين مكبرا للصوت منها الثابت ومنها المتحرك، وهو ما ظل يسبب انزعاجا كبيرا لكوريا الشمالية. كان التوقيت الكوري الشمالي متخلفا بثلاثين دقيقة عن التوقيت الكوري الجنوبي، إلى أن قامت بيونغ يانغ بتغييره وتوحيده مع التوقيت الجنوبي حسب ما وعد زعيمها في القمة. تجدر الإشارة إلى أن كوريا الشمالية كانت قد قررت بشكل مفاجئ في ال15 من أغسطس 2015 تغيير توقيتها بإرجاع الساعة ثلاثين دقيقة إلى الوراء معتبرة إن ذلك أمر يرمز للاستقلال والسيادة. وقف الحملات الدعائية والعدائية وتوحيد الزمن اشياء ربما تبدو ذات طابع رمزي لكنها خطوات أولية عملية تساعد على تحسين وخلق المناخ الملائم لأي محادثات لاحقة حول مشروعات التعاون والتبادل القادمة والتي ستشمل العديد من الموضوعات الهامة ومن بينها رفع العقوبات الدولية المفروضة على الشمال، حيث تقول سيول إنها ستشرع في تنفيذ أي مشروعات لا تقع الآن تحت طائلة العقوبات الدولية، وهو هكذا لن يشمل في الوقت الراهن المشروع الرئيسي المهم وهو مجمع جيسونغ الصناعي. هكذا فإن طريق السلام والوفاق الكامل لا يزال في مرحلة البداية وهناك العديد من المحطات الرئيسية القادمة ومن بينها القمة الأمريكية الكورية الشمالية المرتقبة.