الأخبار

شبه الجزيرة الكورية من الألف إلى الياء

ما وراء الأخبار

قرار كوريا الشمالية بعدم المشاركة في أولمبياد طوكيو

قضايا ساخنة2021-04-10

ⓒYONHAP News

إزاء إعلان كوريا الشمالية عن عدم المشاركة في أولمبياد طوكيو بسبب جائحة كورونا، اختفت التوقعات باستئناف الحوار بين الكوريتين وتحسن الوضع في شبه الجزيرة الكورية، على هامش ذلك الحدث الرياضي الدولي.

وكانت الحكومة الكورية الجنوبية قد أعربت مرات عديدة عن أملها في أن تكون أولمبياد طوكيو نقطة تحول نحو إحراز تقدم في عملية السلام في شبه الجزيرة الكورية، فيما توقعت الحكومة اليابانية أن تلعب الأولمبياد دورا في استئناف الحوار بين الكوريتين وبين كوريا الشمالية وكل من اليابان والولايات المتحدة.

وأوضحت وزارة الثقافة والرياضة الكورية الشمالية يوم الثلاثاء الماضي على موقعها على الإنترنت أن اللجنة الأولمبية الكورية الشمالية اتخذت قرارا بعدم المشاركة في دورة طوكيو للألعاب الأولمبية الصيفية التي ستقام في شهر يوليو القادم، وذلك من أجل حماية الرياضيين الكوريين الشماليين من الأزمة الصحية العالمية المتمثلة في جائحة كورونا.

وقد عُقد اجتماع للجمعية العامة للجنة الأولمبية الكورية الشمالية يوم الخامس والعشرين من شهر فبراير الماضي في بيونغ يانغ عبر الفيديو، وأفادت وسائل إعلام كوريا الشمالية بانعقاد هذا الاجتماع في ذلك الحين، لكنها لم تذكر شيئا عن اتخاذ قرار بعدم المشاركة في الأولمبياد.

وقبل الإعلان عن قرار كوريا الشمالية، تداولت وسائل الإعلام عبارة "بيونغ تشانغ مرة أخرى"، وهي عبارة تشير إلى الأمل في أن تسهم مشاركة كوريا الشمالية في أولمبياد طوكيو في استئناف الحوار بين الكوريتين والولايات المتحدة واليابان، وإحداث تحول كبير في الوضع في شبه الجزيرة الكورية، مثلما حدث في أولمبياد بيونغ تشانغ الشتوية في عام 2018.

فقد أدت مشاركة كوريا الشمالية في أولمبياد بيونغ تشانغ بوفد يضم عددا من كبار مسؤوليها، بمن فيهم "كيم يو جونغ" شقيقة الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون"، إلى استئناف الحوار بين الكوريتين، وهو ما أدى بدوره إلى إجراء القمة التاريخية بين بيونغ يانغ وواشنطن في سنغافوره.

ومنذ ذلك الحين، تزايدت التوقعات بتحقيق الوفاق في شبه الجزيرة الكورية، لكن بسبب انتهاء قمة هانوي الثانية بين "دونالد ترامب" و"كيم جونغ أون" بالفشل، وعدم إحراز تقدم في المفاوضات النووية بين الجانبين، دخل الوضع في شبه الجزيرة الكورية مرة أخرى إلى مرحلة الجمود.

وفي هذا الصدد، كان من الطبيعي أن تجذب أولمبياد طوكيو اهتمام الأطراف المعنية، وفي مقدمتها كوريا الجنوبية التي تسعى لتحقيق تقدم في عملية السلام، واليابان التي تسعى لحل قضية المختطفين اليابانيين وتحسين العلاقات مع كوريا الشمالية، والولايات المتحدة التي تبحث عن انفراجة لحل القضية النووية.

وكان الرئيس الكوري "مون جيه إين" قد تعهد في خطابه الذي ألقاه بمناسبة ذكرى حركة الاستقلال في شهر مارس الماضي، بتقديم دعم لإنجاح إقامة أولمبياد طوكيو، مؤكدا أن تلك الأولمبياد ستكون فرصة للحوار بين كوريا الجنوبية واليابان وبين الكوريتين وبين كوريا الشمالية وكل من اليابان والولايات المتحدة.

وأرجعت كوريا الشمالية السبب في عدم المشاركة في الأولمبياد إلى جائحة كورونا، لكن المراقبين يرون أن السبب هو علاقاتها المتوترة مع اليابان، وسياسات الحكومة الأمريكية الجديدة تجاهها.

تجدر الإشارة إلى أن كوريا الشمالية كانت قد قد أطلقت صواريخ باليستية في اليوم الذي انطلقت فيه حملة تتابع الشعلة الأولمبية، ومن ثم وجهت الحكومة اليابانية انتقادات لتصرفات بيونغ يانغ هذه، مما شكل توترا بينهما.

أما إدارة الرئيس الأمريكي الجديد "جو بايدن" فلم تحدد حتى الآن سياساتها تجاه كوريا الشمالية، ولكن من الواضح أن سياسات الحكومة الأمريكية الجديدة ستختلف عما كانت عليه في عهد الرئيس السابق "ترامب".

بالإضافة إلى ذلك، لم يتبق سوى عام واحد على انتهاء فترة رئاسة الرئيس الكوري الجنوبي "مون جيه إين" الذي يسعى دائما إلى تحسين العلاقات مع كوريا الشمالية.

ولذلك كله يبدو أنه من الصعب أن تشهد العلاقات بين الكوريتين تغييرات ذات مغزى خلال الفترة المتبقية لحكومة الرئيس "مون".

أحدث الأخبار