Home > مقدمة عن دوكدو

البيئة الطبيعية

Author : Kim Jong-gwon

تقع جزر دوكدو أقصى شمال جمهورية كوريا، ومناخها محيطي دافئ عالي الرطوبة، لكن تغير الفصول فيها واضح، كما تتميز بتعاقب التيارات الدافئة والباردة، مما يجعلها تتمتع بطبيعة أكثر تميزًا وتنوعًا من أي مكان آخر في كوريا.

البيئة النباتية

< Lonicera insularis >< Lonicera insularis >

< Camellia >< Camellia >

تتمتع جزر دوكدو بمناخ دافئ نسبيًا مقارنة بالمناطق الأخرى التي تماثلها في الموقع على نفس دائرة العرض. تكثر الأيام ذات الضباب البحري في جزر دوكدو، مما يجعل مناخها رطبًا، ولذلك فهي ذات طبيعة نباتية مشابهة للمناطق شبه الاستوائية. لا تعتبر بيئة "دوكدو" مناسبة لنمو النباتات، لأن الجزيرة تكونت من الصخور البركانية. كما أن درجة ميل الجزيرة كبيرة، ولا تسمح لمياه المطر بالتراكم، مما يجعل التربة جافة. ونسبة الملح العالية وقلة المياه العذبة، وغيرها من العوامل جعلت من الطبيعة في جزر دوكدو غير مناسبة للنباتات. ولذلك فأغلب النباتات التي تنمو على جزر دوكدو نباتات عشبية صغيرة الحجم قصيرة الجذور (يكون الجذر رقيقًا وطريًا، وتحتوي القشور على الكلوروفيل. وغالبًا لا تعيش أكثر من عام أو عامين). لكن على الرغم من هذه الظروف الطبيعية، أثبتت الأبحاث أن عدد أنواع النباتات التي تنمو على جزر دوكدو حاليًا يتراوح بين 50 و 60 نوعًا. أما النباتات الخشبية التي تنمو في جزر دوكدو (حيث تكون الجذور قوية وصلبة، وتعيش عدة سنوات)، فمنها شجر لونيسيرا إنسولاريس، وشجرة المضاض، وشجر الزيزفون، والعنيبية الكورية، والكروم، وشجر الكاميليا. ويعد شجر اللونيسيرا إنسولاريس من النباتات النادرة، وينمو فقط على جزيرتي "أوللُنغ" و"دوكدو"، يبلغ طوله 1.5 إلى 2 متر، وقطره 20 سم، وتتجمع الأشجار مكونة غابة. النباتات التي تنمو على جزر دوكدو قصيرة، ولذلك تستطيع تحمل الرياح البحرية القوية، وتتميز أوراق الأشجار بأنها متلاصقة ومغطاه بالشعيرات الصغيرة، مما يجعلها تتحمل الجفاف والبرد. أجريت العديد من الدراسات والأبحاث عن الحياة النباتية في جزر دوكدو على ثلاثين مرحلة، وتختلف الأنواع محل الدراسة حسب جهة البحث، حيث تتراوح أعدادها بين 34 و75 نوعًا.

 

 

الطيور

< Black-tailed gulls >< Black-tailed gulls >

< Fork-tailed petrels >< Fork-tailed petrels >

يمكن تصنيف الحيوانات البرية التي تعيش على جزر دوكدو إلى الأنواع التالية: الطيور، والحشرات، والثدييات. ولم يكتشف حتى الآن أي حيوانات برمائية أو زواحف على الجزيرة. ومن الطيور التي تعيش على جزر دوكدو: طائر النورس أسود الذيل، وطائر النوء، والبجع، وبط هارلكين، والشرشور الجبلي، والبونتينغ أصفر العنق، والذعرة البيضاء، والصعو أصفر العرف، والشنقب، والعاسوق، والشيروتر، والسمان، وغيرها. وأكثر هذه الطيور عددًا على الجزيرة بالترتيب هي النورس أسود الذيل، وطائر النوء، والشيروتر. أما الأنواع المهددة بالانقراض على الجزيرة فهي ثمانية، منها: الصقور، وطيور البيرن، والحدأة، وبط المورليت، والبوم، والعقاب النسارية، والبجع، وطائر الكركي المقلنس. وتجتمع طيور الشيروتر والنوء والنورس الأسود الذيل التي يمكن رؤيتها في شمال شرق آسيا فقط لتعيش معًا على الجزيرة. وبينما تتناقص أعداد طيور الشيروتر والنوء، تقدر أعداد النورس أسود الذيل بـ 2000 إلى 3000 طائر. و تعيش طيور النورس أسود الذيل في منطقة نام سا ميون بالجزيرة الغربية لـ"دوكدو"، وغرب منطقة دونغ نيب مون باوي بالجزيرة الشرقية حيث ينمو النجيل ونبات حشيشة القمح الزاحفة المعمر.

 

وتعد جزر دوكدو مكانًا مهمًا للكثير من الطيور المهاجرة شمالًا وجنوبًا، حيث تستخدمها كمحطة للتوقف والراحة. ولهذا السبب أُطلق على جزر دوكدو اسم "دوكدو" أي "مرعى أو ملاذ الطيور البحرية" في 16 نوفمبر 1982، ثم حُددت ككنز طبيعي رقم 336 في ديسمبر 1999، وتغير اسمها لـ"دوكدو" المحمية الطبيعية".

 

الحشرات في "دوكدو"

< Dragonflies >< Dragonflies >

كشفت الدراسات أنه هناك حشرات متنوعة تعيش على جزر دوكدو من 9 رتب، و35 فصيلة، و53 نوع، ومنها اليعسوب، وأبو مقص، والجندب، والزيز، والخنفساء، والذباب، والفراشات وغيرها، غير أن الأعداد تختلف اختلافًا بسيطًا باختلاف الدراسة. يعتبر الجو دافئًا نسبيًا بسبب تأثير التيارات البحرية والرياح الموسمية، ولذلك فإن الحشرات الجنوبية (50.9%) أكثر من الحشرات الشمالية (39.7%)، ويُعتقد أن هذه الحشرات انتقلت مع تيار كورشيو وتيار ديما. وتبلغ النسبة المئوية لأنواع الحشرات الموجودة بشكل مشترك على جزر دوكدو وعلى البر الرئيسي أكثر من 90٪، وأنواع الحشرات الموجودة بشكل مشترك مع جزيرة أوللُنغ حوالي 70%، أما الأنواع التي لا توجد إلا على جزر دوكدو فهي ثلاثة أنواع، أي حوالي 8٪ من إجمالي الحشرات التي تعيش على الجزيرة. وهذا يُدل على العلاقة الوثيقة التي تربط جزيرة دوكدة بشبه الجزيرة الكورية، ويبدو أن الحشرات والنباتات قد انتقلت على هذا النحو من شبه الجزيرة الكورية، إلى جزيرة أوللُنغ، وأخيرًا إلى جزر دوكدو. وعلى جانب آخر، اكتُشفت بعض أنواع الحشرات غير المعروفة أو غير المسجلة في "دوكدو"، مثل حشرة ستينوديما كالكاراتا، وحشرة سومتانغبانغا، وحشرة أوريمودانغ، وفراشة أرهوبالا بازالوس، وغيرها، مما أثار الاهتمام في الأوساط العلمية.

الثدييات في "دوكدو"

< Sea lion >< Sea lion >

لا يوجد حاليًا أي ثدييات برية تعيش في جزر دوكدو، والثدييات الوحيدة الموجودة هي كلاب السابسال التي يربيها الحرس. قديمًا، كانت أسود البحر - وهي من الثدييات البحرية- تعيش بكثرة في المنطقة الصخرية المحيطة بالجزيرة، لكن مع بداية الاحتلال الياباني، تعرضت للصيد بأعداد كبيرة جدًا للحصول على الجلد والزيت، مما أدى إلى اختفائها من المنطقة. كما سبق أن أدخل الحراس عام 1973 عشرة أرانب إلى الجزيرة، لكنها تكاثرت بشكل كبير وسببت العديد من المشاكل مثل تدمير الكثير من النباتات، ولذلك أُزيلت جميع الأرانب من الجزيرة. ويجب التعامل بالكثير من الحذر مع إدخال أي نبات أو حيوان خارجي إلى الجزيرة، وذلك نظرًا لطبيعتها ونظامها الخاص.

النظام الإيكولوجي البحري

النظام الإيكولوجي البحري

هناك العديد من الموضوعات التي تثار دائمًا عند الحديث عن النظام الإيكولوجي البحري لجزر دوكدو، أولها المشكلة المتعلقة بأرض الجزيرة، ثم مميزات النظام الإيكولوجي البحري لجزر دوكدو، وإعادة تقييم قيمة الثروة السمكية للمياه المحيطة بالجزيرة. وقد أجريت العديد من الأبحاث العلمية على عدة مراحل فيما يتعلق بالحياة البحرية في المياه المحيطة بجزر دوكدو، لكن الأبحاث التي تعنى بالنظام الإيكولوجي في أعماق المياه بدأت فعليا عام 1977، وأُطلقت عدة وحدات بحثية متخصصة في أبحاث جزر دوكدو، وتجري هذه الوحدات أبحاثًا سنوية عن أعماق المياه، وقد جمعت الكثير من المواد الإيكولوجية الأساسية. تخضع "دوكدو" لتأثير التيار الدافئ الصاعد من تايوان، مثلها مثل جزيرة أوللُنغ، ولذلك يُشاهد فيها الكثير من الكائنات البحرية التي تعيش في المياه الدافئة. وفي فصل الشتاء تنخفض درجة حرارة المياه إلى أقل من 10 درجات مئوية، ولذلك نجد فيها أيضًا الكثير من الكائنات البحرية التي تعيش في المياه الباردة، وهذا يُظهر لنا ميزة تعاقب التيارات الدافئة والباردة على مياه المنطقة. ولذلك فجزر دوكدو ومياهها تعتبر شديدة الأهمية من وجهة النظر الإيكولوجية، لأنها تتمتع بمميزات إيكولوجية بحرية لا نراها في البحر الشرقي أو الجنوبي، أو حتى في جزيرة جيجو. وقد حددت الأبحاث التي أجريت في عمق البحر منذ عام 1977 خمس مناطق بحرية لتمثل المنطقة ، وتم تقسيمها طبقًا لتكوينها الجغرافي. وبعد تصنيف الكائنات الحية التي تعيش في المنطقة إلى ثلاثة أنواع: أعشاب بحرية، ولافقاريات، وأسماك، بدأت الأبحاث في تقدير توزيع وعدد وتكوين ونظام كل نوع، بالإضافة إلى معدل التكاثر. ووجدت هذه الأبحاث أن توزيع هذه الأنواع يختلف باختلاف موقعها من الساحل، وعمق المياه، والخصائص الجغرافية للمنطقة، وتغيير الفصول.

 

أنظمة إيكولوجية أخرى

أنظمة إيكولوجية أخرى

يبلغ عدد أنواع الأعشاب البحرية التي وجدت على سواحل "دوكدو" حتى الآن حوالي 160 نوعًا، منها الطحالب البنية الكبيرة، مثل أعشاب الراوند، و"إكلونيا كافا"، و"مي يوك" . أما اللافقاريات، فتظهر اختلافات طفيفة في أعدادها كلما اختلف توقيت الأبحاث التي تجرى عليها، لكن الأنواع التي وجدت حتى الآن هي 32 نوعًا من الديدان الحلقية كثيرة الأشواك، و6 أنواع من خيار البحر، و64 نوعًا من الرخويات، وهو أمر تتميز به الجزيرة، حيث تتعايش الأنواع التي تعيش في المناطق المعتدلة جنبًا إلى جنب مع تلك التي تعيش في المناطق الشمالية. وبالنسبة للأسماك التي تعيش في مياه "دوكدو"، فقد أكدت الأبحاث التي أجريت عام 1997 أنه هناك 58 نوعًا من الأسماك تعيش في مياه الجزيرة، ثم أضيف 19 نوعًا آخر أكدت وجودها الأبحاث التي أجريت بعد ذلك، ليصبح إجمالي عدد أنواع الأسماك المسجلة 77 نوعًا. وتشكل الأسماك الاستوائية 37.8% من إجمالي أنواع الأسماك التي تعيش في المياه المحيطة ب"دوكدو"، أما الأسماك شبه الاستوائية فتبلغ 22%، وأسماك المناطق المعتدلة 40.2%. ونجد أن أسماك المناطق المعتدلة في مياه "دوكدو" أكثر نسبيًا منها في البحر جنوب جزيرة جيجو، والسبب في ذلك هو تعاقب التيارات الدافئة والباردة على "دوكدو".