أولمبياد لندن

لندن هي مكان انعقاد الأولمبياد الصيفي للعام 2012 ، وهي المدينة الأولى في التاريخ التي تستضيف الدورة الأولمبية الصيفية ثلاث مرات. ولندن مدينة لها مكانة خاصة في التاريخ الرياضي الكوري ، حيث أن أول مشاركة كورية في دورة ألعاب أولمبية كانت في لندن عام 1948.

وفي بداية الدورات الأولمبية ، كانت كوريا عادة ما تركّز على مبدأ المشاركة لا على عدد الميداليات التي يمكن إحرازها ، غير أن الأمر تغير الآن بعد أن صارت كوريا قوة رياضية عالمية ضاربة ، وبعد أن صار لها وجود فاعل ومؤثر في مختلف الدورات الأولمبية.وتماما كما يقول الشعار " من لندن إلى لندن" ، فقد كان الفريق الكوري على أهبة الاستعداد لإعادة كتابة التاريخ وبنفس التصميم والعزيمة التي تحلى بها أسلافهم قبل 64 عاما،عندما تم تنظيم دورة الألعاب الأولمبية ال14 في مدينة لندن في يوم ال29 من يوليو عام 1948. كانت تلك هي الدورة الأولمبية الأولى التي تشارك فيها كوريا كدولة مستقلة وليست كمستعمرة يابانية. شاركت كوريا يومها بفريق يتكون من سبعين رياضيا في مختلف الألعاب مما أوضح للعالم بأجله أن كوريا صارت دولة مستقلة قادرة على الوقوف على ساقيها.ورغم أنف كل الصعاب التي واجهها الفريق ، فقد تمكن أفراده من قهر الصعاب وحملوا العلم الكوري وهو يرفرف عاليا في سموات لندن. احتل الربّاع الكوري كيم سنغ جيب المركز الثالث في مسابقة حمل الأثقال وحقق لكوريا ميدالية فضية كانت هي الأولى للدولة الحديثة الاستقلال، لكن كوريا لم تتمكن بعد ذلك من الحصول على أي ميدالية ذهبية على مدى 28 عاما متتاليا ، رغم حصولها على خمس ميداليات فضية وسبع برونزيات خلال تلك المدة. لهذا ظلت كوريا في حالة تطلع وعزم على نيل الذهب. وكان يانغ جنغ مو هو من نجح في تحقيق ذلك الأمل بفوزه بأول ميدالية ذهبية لكوريا في مسابقة المصارعة عام 1976 في أولمبياد مونتريال. لكن في الواقع فقد كانت أول ميدالية أولمبية يفوز بها كوري هي في دورة برلين في العام 1936 حيث استحقها بطل كوري كان يلعب تحت اسم الدولة المحتلة اليابان إذ كانت كوريا ما تزال وقتها مستعمرة يابانية.

وبعد العام 1976 صارت كوريا على موعد مستمر مع الذهب الأولمبي على مدى ست دورات أولمبية عالمية متوالية وخلال 32 عاما متتاليا.ولم ينقطع ذلك المسلسل الذهبي إلا في بكين في الدورة الأولمبية التي انعقدت في عام 2008 . لكن كوريا مصممة وقادرة على استرجاع ذلك السيل الذهبي الذي انقطع انسيابه في بكين ، وذلك في العديد من الألعاب التي تتميز فيها كوريا مثل لعبة التايكوندو التي سبق وأن فازت بتسع ميداليات ذهبية فيها منذ دورة لوس أنجلس.

عدد الجوائز الذهبية التي حصلت عليها كوريا في كل من الأولمبياد الصيفي والأولمبياد الشتوي تبلغ 91 ميدالية منذ مونتريال 1976 وحتى فانكوفر 2010. في حالة تمكن كوريا من الحصول على 10 ميداليات ذهبية في لندن فسوف تكسر حاجز المائة ميدالية وتدخل التاريخ.

ومنذ اعتماد لعبة الرماية كرياضة أولمبية في أولمبياد لوس أنجلس ، فقد صارت من المجالات التي لم تتوانى كوريا أبدا في إحراز ميدالية ذهبية فيها. التميز الكوري في هذا المجال ما زال مستمرا حتى اليوم ، 1 .

حقق الفريق الكوري الجنوبي لكرة القدم ما يشبه المعجزة عندما وصل إلى الدور قبل النهائي في منافسات كأس العالم لكرة القدم في كوريا/اليابان عام 2002. لكن رغم تأهل الفريق الكوري للأولمبياد سبع مرات متتالية إلا أن الفريق للأسف لم يحصل على ميدالية من أي نوع ، والمأمول أن ينجح الفريق الكوري لكرة القدم على الأقل في تحقيق ما كان حققه في عام 2002 بالوصول لربع أو نصف النهائي.

ومن لندن إلى لندن يطوي التاريخ 64 عاما ومأمول أن تتكرر المعجزات وأن تتوالى النجاحات. صافرة البداية لأولمبياد لندن على وشك انطلاق، والفريق الأولمبي الكوري على أهبة الاستعداد لحصد أكبر كمية ممكنة من الذهب الأولمبي، ولأن يحوز على ما لا يقل عن عشر ميداليات ذهبية ويتأهل ضمن الفرق العالمية العشر الأوائل للمرة الثالثة على التوالي.

من لندن إلى لندن. لندن هي نقطة بداية التاريخ الرياضي الكوري العالمي، ولندن التي يصلها الفريق الأولمبي الكوري بعد 64 عاما يصلها هذه المرة أيضا وهو عازم على جعلها نقطة تحول أخرى في التاريخ الكوري الرياضي.