الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

البرامج الخاصة

برنامج خاص بمناسبة الذكرى الستين على اتفاقية هدنة الحرب الكورية - من هنغ نام إلى كو جيه

2013-07-26

هناك عدة قصص وروايات حدثت خلال الحرب الكورية هي أشبه بالمعجزات لأشخاص تمكنوا من النجاة عبر رحلة محفوفة بالمخاطر من هونغنام في الشمال بكل صقيعها وجليدها وحتى غوجي بمياهها الدافئة في الجنوب.اكتنز البعض تلك الحكايات المأسوية المؤلمة على مدى 63 عاما داخل أفئدتهم الحزينة المجروحة. لم يكن ذلك أمرا سهلا بسيطا لكن الأشياء والآثار والبيانات التي تم جمعها والتي تعبّر وتذكّر بتلك الحوادث تقف كلها شواهد ومشاهد على عمق تلك المأساة.بدأت الحرب الكورية في الخامس والعشرين من شهر يونيو من عام 1950 عندما قامت كوريا الشمالية بشن هجومها على الجنوب. وفي ال15 من سبتمبر من نفس العام قامت قوات الأمم المتحدة تحت قيادة الجنرال مكارثر بالانتصار في معركة إنشون عندما نجحت في دحر القوات الشمالية واستعادت مدينة سيول.




غير أن كوريا الشمالية تمكنت بعد ذلك من استعادة زمام المبادرة بفضل المساعدة التي تلقتها من القوات الصينية التي يبلغ قوامها مليون ونصف مقاتل مما أجبر القوات الدولية الأممية على التقهقر. كانت قوات الأمم المتحدة في موقف حرج بسبب تناثر الأعداد الهائلة من الجنود الصينيين و أعداد اللاجئين ممن يتبعون الجنود تتكاثر على مدار الساعة.



كانت المشاهد في هونغنام مليئة بالفوضى ومتكدسة بأعداد ضخمة من الجنود واللاجئين. كان الناس يأتون من مختلف الأماكن ومن شتى المناطق وهم يتبعون قوات الأمم المتحدة وقوات الجيش الكوري الجنوبي بحثا عن الحماية والتوجيه وهم يتراجعون في اتجاه هونغنام بحثا عن القوارب والسفن. كان المرسى متكدسا عن بكرة أبيه. مئتان سفينة أو يزيد حملت الناس والمؤن بينما شنت الطائرات الأمريكية هجوما على القوات الصينية. كانت المدافع منصوبة في اتجاه الشمال وهي تطلق الرصاص والقذائف في ذلك الاتجاه بلا توقف. كان هناك نحو مائة ألف لاجئ على الأقل وكان حلم كل واحد منهم هو الوصول بسلام إلى أقرب نقطة محتملة للسلامة في الجنوب. كانت القيادة تعرف جيدا أن الأولوية هي لنقل الجنود والمؤن العسكرية ولم يكن هناك مجال لتجاوز ذلك مهما كانت المهام الإنسانية الأخرى مؤثرة ،لكن رغم ذلك فقد تجاوز بعض القادة العسكريين القوانين وحملوا معهم بعض اللاجئين من ذوي الاحتياجات الإنسانية الطارئة. أحيانا كان يتم ترك بعض الأسلحة والمؤن لإعطاء الأولية لبعض اللاجئين من ذوي الحالات الصعبة .



المؤن والسلاح قد تكون بمثابة حياة أو موت بالنسبة للجنود ولكن طغيان المشاعر الإنسانية أحيانا كان يدعو لتناسي ذلك بكل شجاعة وتجرد. قصص وحكايات مؤثرها كابدها أبطالها حتى وصلت السفينة ميردياث فيكتوري التي غادرت ميناء بوسان الكوري الجنوبي في 19 ديسمبر 1950 وصلت أخيرا هونغنام. كان الأمر أشبه بمعجزة في يوم عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام.كان مدهشا كيف يمكن لسفينة صغيرة مثل هذه من حمل كل هذا العدد وكيف تمكنت من تجاوز كل تلك الأخطار دون أن تفقد شخصا واحدا ولكن ورغم كل ما السفينة من خوف وفوضى وزحام فقد كانت على موعد مع مولد 5 أطفال جدد. وأطلق الجنود الأمريكيون الذين كانوا على متن السفينة بعض الأسماء الكورية التي تعلموها ومنها كيمشي على المواليد الجدد. كان يوما فريدا من أعياد الميلاد المزدوجة ميلاد السيد المسيح وميلاد 5 أطفال على متن سفينة آيلة للغرق. وبعد موالد الطفل الخامس شقت السفينة طريقها في قلب البحر رغم البرد والثلوج والصقيع الشديد وزمهرير الرياح حتى وصلت جزيرة غوجي في الجنوب.قصص وحكايات مؤلمة ومؤثرة لكن ولأن لكل شيء نهاية فلا بد لاتفاقية الهدنة من نهاية لتتحول لنظام سلام دائم تمهيدا لتوحيد شبه جزيرة الأشقاء كما حدث في بقاع أخرى من العالم مثل ألمانيا حتى يتحول كل لا جئ فر من بلاده إلى بلاده من العيش بسلام وأمان في كل شبر من أرض بلاده.


موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;