الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

البرامج الخاصة

المؤتمر العالمي للمحافظة على البيئة والطبيعة للعام 2012

2012-09-03



تتغير الأوضاع الجوية والمناخية في العالم اليوم ، وفي الفترة الأخيرة تحديدا، بشكل متسارع. وشبه الجزيرة الكورية بالذات شهدت موجات غير عادية من الحر القائظ أعقبها إعصار مرعب مخيف في الأسبوع المنصرم. خبراء وعلماء الأرصاد الجوي يؤكدون أن الأمر ليس مجرد ظاهرة عابرة، وإنما ستكون ظاهرة متكررة ومرتبطة بالاحتباس الحراري. كثيرا ما نتحدث هذه الأيام عن أهمية المحافظة على الطبيعة وصيانة البيئة غير أن الجهود التي نبذلها حول الأمر لا تتماثل وكبر حجم تأثير تلك الظاهرة الخطيرة. الأمر بالتأكيد بحاجة لجهد مكثف،ومن ضمن الجهود المبذولة المؤتمر العالمي للمحافظة على الطبيعة والبيئة للعام 2012 والذي ينعقد في جزيرة جيجو لمدة عشرة أيام بدءا من السادس من شهر سبتمبر الجاري بمشاركة نحو ألف شخص من الخبراء والمتخصصين والجماعات والمنظمات المعنية بالحفاظ على الطبيعة وحماية البيئة من حوالي 180 بلدا حول العالم. يجتمع كل هؤلاء تحت سماء الجزيرة الكورية الساحرة الجميلة "جيجو" للتباحث حول الأمر والبحث عن سبل لعلاج واحتواء المشكلة والنظر في طرق التعامل المستقبلي معها والسياسات والخطط والبرامج التي ينبغي تبنيها للتصدي للخطر المتوقع والقادم. ما هو سبب اختيار جزيرة جيجو لهذا الشرف الكبير. تكمن الإجابة في أن جزيرة جيجو تزخر ربيعا بكم هائل من الزهور الربيعية الصفراء البديعة، وتكتسب زرقة عميقة في الصيف وهي تستلقي في أحضان المحيط. أما في الخريف فإن الجزيرة تشتعل عمليا بالشُهب الذهبية المتناثرة عبر الحقول والساحات ، بينما تتغطى شتاءً بركام الثلوج البيضاء الناصعة التي تكسب مرتفعاتها جلالا ووقارا وشموخا لا تخطئه العين خاصة على هامة جبل هالا. هكذا نجد أن جزيرة جيجو هي جزيرة تتسربل بشكل جمالي مختلف في كل موسم وفي جميع الفصول المناخية وهو ما حدا بمنظمة مثل اليونسكو لأن تمنحها ثلاثة ألقاب مختلفة ككنز طبيعي تراثي عالمي وكمحمية طبيعية وكحديقة جيولوجية عالمية.تعتبر منظمة اليونسكو أن البيئة الفريدة من نوعها والتي تكونت نتيجة الأنشطة البركانية المختلفة في الجزيرة جعلت من بيئة وطبيعة الجزيرة طبيعة خاصة ينبغي المحافظة عليها بكل شكل ممكن. لم تعرف الجزيرة مظهرا للحياة البشرية على مدى زمان طويل ، لكن الحياة بدأت رويدا رويدا تأخذ أشكالا مختلفة في الجزيرة في شكل استكشافي في البداية ثم في شكل معيشي حياتي في وقت لاحق ، حيث بدأت تعرف العيد من أنواع البذور والنباتات والأزهار والأشجار. الكثير من الأساطير والخرافات المتداولة في عدد من بلدان المنطقة الآسيوية الأوربية تتحدث عن كائنات أو آلهة تنبعث من المياه أو من السماء حيث تقوم بالتزاوج والتناسل مع كائنات أرضية دنيوية. أما أساطير جزيرة جيجو فكثيرا ما تشير إلى كائنات أرضية وهو ما يعني أنها أساطير مرتبطة بالواقع الحياتي وبالأرض كأم وكمصدر للأمان والعطاء والمشاركة. لهذا فقد كانت جزيرة جيجو منذ الأزل مكان لالتقاء وانسجام الطبيعة والبشر في أمن وسلام. الزرع والضرع والماء والتراب والحجارة كلها أشياء وموارد ثمينة وضرورية للحياة ولهذا فأهالي جزيرة جيجو مؤمنون بشدة بأن أساس الإنسان من تراب. يؤمن أهالي الجزيرة بأن الله يعيش داخل كل شيء داخل البشر والشجر والحجر والحشائش..



كل الصخور هي عبارة عن حجارة بركانية قاسية مغطاة بالطحالب وهي بمثابة الرئتين بالنسبة للجزيرة. فالماء الذي يتخلل الصخور يكوّن احتياطيا ضخما من المياه الجوفية مما يجعل الهواء والحرارة تنساب بشكل حر بين الصخور. يجعل ذلك من الجو أكثر دفئا في الشتاء وأكثر برودة وإنعاشا في الصيف مما يجعل الجزيرة مناسبة لكل الفصول ويجعل منها جزيرة تتمازج فيها الأجواء الاستوائية الساخنة والقطبية المتجمدة. كل أهالي الجزيرة وسكانها يهتمون بصيانة البيئة والمحافظة على الطبيعة ويحملون لها قدرا مدهشا من الإجلال والاحترام. كان ذلك هو مجرد سبب من جملة أسباب تؤهل الجزيرة لاستضافة مناسبة عالمية هامة في أهمية المؤتمر العالمي للمحافظة على البيئة والطبيعة للعام 2012.


موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;