تضافرت جهود بلدية سيول ومؤسسة "كوريا ياكولت" مرة أخرى من أجل المناسبة الخاصة المقامة هذا العام تحت اسم " مهرجان تقاسم الحب مع الكيمشي". سيتم التبرع بالعائد من كل الكيمشي الذي يتم صنعه خلال المهرجان والذي يقدر حجمه بمائتيّ طن من أجل المحتاجين.



يتم في كل عام ، وقبيل مقدم الشتاء، تحضير كميات هائلة من الكيمشي مئونة لفصل الشتاء البارد. هذه تقاليد كورية فريدة وراسخة وتعرف في كوريا باسم "كيمجامغ" وقد تم تخصيصها بواسطة منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي في العام الماضي. كيمجانغ كممارسة وتقليد هو ما مكّن الكوريين من الاستمتاع بتناول الكيمشي الشهي طوال مواسم الشتاء خلال سنوات لا حصر لها وعبر جيل بعد جيل.تتداول محطات ووسائل الإعلام في مطلع شهر نوفمبر من كل عام الأنباء والمناسبات والأنشطة الخاصة بموسم صناعة الكيمشي في كوريا " كيمجانغ" من أسعار خاصة لمكونات الكيمشي الرئيسية وأنواع الكيمشي حسب المناطق والأقاليم والأوقات المناسبة لصنع الكيمشي في كل منطقة وإقليم. كل هذه الأنشطة والممارسات والمتعلقة بهذه المناسبة تم تضمينها في المقترح الذي كان قد تقديمه للجنة المختصة بالتراث العالمي في منظمة اليونسكو. حيث تم توضيح . إن أبسط وجبة كورية تتكون من أرز وكيمشي على الأقل. لكن أي وجبة أو وليمة مهما كانت عامرة أو باذخة لا تكتمل إلا بوجود الكيمشي و إن السلطات الرسمية المختصة في الدولة تنشر في كل خريف وقبل وقت كاف من حلول موسم الشتاء في كافة وسائل الإعلام كل المعلومات المتعلقة بأسعار مكونات كيمجانغ بما يشابه مؤشرات البورصة وأسعار الأسهم والسندات. قلت إن كل ذلك يوضح إن كيمجانغ جزء هام من حياة الكوريين اليومية.وفي الماضي كانوا بعض العاملين يطلبون إجازات خاصة للتفرغ لعمل كيمجانغ وكانت بعض الشركات والمؤسسات تخصص حوافز محددة للعاملين لديها لمساعدتهم في تحمل التكاليف الناجمة عن تجهيز كيمجانغ.



كل هذه الأشياء توضح مدى أهمية كيمجانغ بالنسبة لحياة الكوريين. وفي حين يبدو للكثيرين إن الكوريين صاروا يشترون الكيمشي الجاهز هذه الأيام وبكميات قليلة حسب الحاجة اليومية أو الأسبوعية، إلا أن الكثيرين يفضلون الكيمشي المصنوع منزليا من ناحية جودة ونوعية. أول السجلات المتعلقة بالكيمشي تعود للقرن العاشر إبان عصر مملكة كوريو مما يعني إن الكيمشي وكيمجانغ كثقافة وتراث هو أمر ذو جذور تاريخية ضاربة في القدم تتوارثها كل بنت عن أمهما أو أم زوجها التي توارثتها عن أمها وهلم جرا. ثقافة كيمجانغ قادتها نساء من مواليد عشرينات وثلاثينات وأربعينات القرن الماضي. لكن من المشجع ومما يدعو للفخر إنها ما عادت ثقافة نسائية محصورة في فئات اجتماعية بعينها وإنما تيار ثقافي اجتماعي شامل وجامع للرجال والنساء ولكل الأعمار شيبة وشبابا. أنا على إيمان بأن مثل هذا الإرث الثقافي العظيم ينبغي المحافظة عليه وتطويره ونقله من جيل إلى جيل حتى يبقى حيا لا يموت.





[Photos supplied by]
1,2,16 Namdo Food Master, Chun Su-bong
3,4,8,17 Terra Madre
5,6,7,14,15 Han Bok-sun Food Culture Institute
9 Korea Yakult
10,11,12,13 Keimyung University Young-mentor