الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الاقتصاد

المؤتمر العالمي للاتصالات الجوالة في برشلونة

#قضية اقتصادية l 2019-03-04

© KT

تم تنظيم الدورة الثالثة والثلاثين من المؤتمر العالمي للاتصالات الجوالة في مدينة برشلونة في إسبانيا خلال الفترة من 25 إلى 28 من فبراير. وكانت تلك الدورة هي الأكبر منذ بدء انعقاد ذلك المؤتمر، حيث تم عرض أحدث ما وصلت إليه تقنيات المعلومات والاتصالات، خاصة تقنية الجيل الخامس. عن هذا الموضوع يتحدث إلينا اليوم البروفسور "كيم يون هاك" من كلية التكنولوجيا في جامعة "صو كانغ".


انعقد المؤتمر تحت شعار "الترابط الذكي". يجب التركيز هنا على كلمة "ذكي"، فبينما كان الاهتمام في الماضي ينصب عادة على توفير وتوصيل المعلومة بشكل بسيط، صار التركيز الآن أكثر على توفيرها ونقلها وتوصيلها بشكل ذكي، وهو ما يوفر لها المزيد من القيمة. شبكات الجيل الخامس من الاتصالات تمثل بنية تحتية رئيسية لانطلاق الثورة الصناعية الرابعة، والترابط والتوصيل الذكي سيكون من بين الأشياء الأوسع انتشارا في عامنا هذا. 


وخلال هذا المؤتمر، لقيت الشركات الكورية المتخصصة في هذا المجال، والتي عرفت بجهودها لتطوير وتسويق الجيل الخامس من الاتصالات الجوالة، اهتماما واضحا.


البروفسور "كيم" :

ظلت كوريا مؤخرا محور ومحط أنظار المهتمين بصناعة الاتصالات والمعلومات في العالم. ففي الأول من ديسمبر من العام الماضي نجحت ثلاث من شركات الاتصالات الكورية في إرسال إشارات خاصة بالجيل الخامس من خلال استعمال أجهزتها الخاصة للمرة الأولى في العالم. واعتبر الاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية ذلك بمثابة أول تسويق لخدمات الجيل الخامس للموبايل في العالم. وتبنت الشركات الكورية ذات الصلة معايير غير مستقلة خاصة بالجيل الخامس تسمح لها بإصدار مبدئي لشبكة الجيل الخامس مرتبط بالتطور طويل المدى للجيل الرابع الموجود أصلا. وما زالت شركات تشغيل الموبايل في بقية أنحاء العالم تتلمس طريقها لتحقيق النجاح والربحية اللازمة في عصر الجيل الخامس من الاتصالات.


تسعى الولايات المتحدة واليابان لتسويق خدمات الاتصالات من الجيل الخامس خلال صيف العام الجاري، بينما تهدف الصين إلى تحقيق ذلك في غضون عام 2020. وهكذا يبدو واضحا أن كوريا تتقدم على نظيراتها في هذا المجال.


البروفسور "كيم" :

كشفت شركة "إس كي" التي تعد أكبر شركة للاتصالات في كوريا، عن برنامج متطور يعمل بتقنية الجيل الخامس ويتيح للمستعمل تجريب عالم جديد من الواقع الافتراضي. فمن خلال استعمال أداة استشعار في يده، يصبح ممكنا للمستعمل تغيير الديكور الداخلي لمنزله أو التحول الفوري إلى الفندق أو المكتب أو قاعة الاحتفالات مثل ما يحدث في أفلام الخيال العلمي. شركة اتصالات أخرى مثل "كيه تي" خصصت منطقة تجريبية لعرض طائرات الدرون في شكل سفن فضائية يتم التحكم فيها عن بعد. وقد تمكن زوار المعرض في برشلونة من مشاهدة مناظر طبيعية جميلة لشواطئ مدينة بوسان الكورية بشكل حقيقي وواقعي تماما بواسطة كاميرات مثبتة على السفينة الجوية المحلقة فوق الميناء والتي يتم التحكم في طيرانها بسهولة من جناح الشركة داخل المعرض.


من خلال تلك البرامج والتقنيات التي تتيح عرض عالم افتراضي شديد الشبه بالعالم الحقيقي تمكنت شركة "كيه تي" الكورية بشكل حقيقي من تجاوز الزمان والمكان من خلال تقنيات الجيل الخامس، وتمكين المستخدم من الاستمتاع بمشاهدة حقيقية وواقعية لميناء بوسان في كوريا وهو داخل غرفة في مدينة برشلونة الإسبانية تقع على بعد أكثر من 10 آلاف كيلومتر. أما شركة "إل جي" فقد عرضت هي الأخرى مشغلات موبايل مجهزة بتقنيات الجيل الخامس، حيث قدمت عروضا حية لاحتفالات موسيقية راقصة متنوعة للبوب الكوري. وخلال المؤتمر العالمي للاتصالات المتحركة في برشلونة، عرضت عدة شركات من مختلف أنحاء العالم تطبيقات واعدة تعمل بتقنيات الجيل الخامس في مجالات متعددة، منها الأمني والطبي والإعلامي. كما كان المؤتمر أيضا فرصة لتوضيح التنافس المبهر في منتجات الجيل الخامس من الهواتف الذكية القابلة للطي.


البروفسور "كيم" :

كما كان متوقعا، فتحت كل من شركة سام سونغ الكورية وهواوي الصينية فصلا جديدا في عالم الهواتف القابلة للطي عبر معركة تنافسية ساخنة. كانت شركة سام سونغ قد كشفت عن هاتفها الذكي القابل للطي في سان فرانسسكو الشهر الماضي بواسطة رئيس الشركة نفسه. وتمكن الجمهور في معرض برشلونة من مشاهدة المنتج الجديد عن كثب وبوضوح شديد رغم أن هذا الهاتف لم يكتمل بعد بنسبة 100%. أيضا نجحت الشركة الصينية في عرض هاتفها بشكل جلي. ففي حين وضعت شركة سام سونغ شاشة هاتفها القابلة للثني داخل الجهاز بحيث يصبح ممكنا تصفح الهاتف ككتاب، جعلت الشركة الصينية الشاشة خارج الجهاز، وهي أكبر وأرفع من الشاشة الكورية. لم يتم تشغيل الهاتف الصيني خلال العرض بل كان مجرد صورة مما أعطى الهاتف الكوري فرصة للتميز.


شركة سام سونغ الكورية تعتبر أكبر شركة عالمية في مجال الهواتف الذكية المتحركة، وقد قامت بعرض منتجها "غالاكسي فولد" خلال المؤتمر العالمي للاتصالات الجوالة لعام 2019، وكان الجناح الخاص بالشركة مكتظا بالجمهور طوال فترة المؤتمر. من المتوقع أن يشعل عرض  الهاتفين الجديدين الكوري والصيني من خلال ذلك المؤتمر، فتيل المنافسة الحادة في عالم الموبايل وفي الأسواق العالمية التي لم تشهد تجديدا وابتكارا يذكر خلال الأعوام القليلة الماضية. ومن خلال التقنيات المتطورة والمبهرة التي عرضتها الشركات الكورية المتخصصة، تمكنت كوريا من  إثبات نفسها مجددا كلاعب عالمي رئيسي ومؤثر في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات رغم اشتداد المنافسة بينها وبين الصين.


البروفسور "كيم" :

 من الواضح أن الشركات الكورية الثلاث التي عرضت تقنيات الجيل الخامس تتفوق على بقية الشركات العالمية المنافسة، خاصة في مجال الخدمات. لكن الأمر لا يقتصر على الخدمات فقط، حيث لا بد أن نأخذ في الاعتبار النواحي المتعلقة بالأجهزة والمحطات. الشركة الصينية هواوي تقود السوق فعليا الآن في مجال صناعة الجيل الخامس. الشركات الكورية تواجه تحديا في مجال صناعة الأجهزة حتى تقف ندا قويا للشركة الصينية. فيما يخص المحطات والمعدات الطرفية، تبدو الشركات الكورية متقدمة على الشركة الصينية، غير أن منتجات الشركة الصينية صارت تمضي في طريق التفوق على منافساتها الكورية بشكل متسارع. شركة آبل الأمريكية التي هي أكثر تطورا من الناحية التقنية لم تطرح هاتفا قابلا للطي بعد، ولكن لا يستبعد الكثيرون أن يحدث ذلك بشكل مفاجئ وفعال وحاسم في أي وقت، وعلى كوريا أن تتهيأ وتتوقع كل الاحتمالات.


هكذا يبدو أن المنافسة منحصرة حاليا بين شركة سام سونغ الكورية ونظيرتها الصينية هواوي في مجال الا تصالات الجوالة من الجيل الخامس، ويتوجب على الشركات الكورية أن تشحذ كل أسلحتها للفوز في هذه المنافسة الصعبة والشرسة. 

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;