الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

شجار بسبب كعك الأرز

2018-06-01


كان يا مكان، في قديم الزمان، عاش زوجان متحابان، كانت علاقتهما علاقة حب وصداقة وطيدة، فكانا يتقاسمان كل شيء بينهما، وكان كل منهما يهتم لأمر الآخر كثيرًا. كانت علاقتهما رائعة ومشاعرهما تجاه بعضهما البعض دافئة وصادقة حتى أن جميع من في الحي كان يغار منهما. لكنهما لم يكونا كاملين كما تخيل الناس، فقد كان يعيبهما الحماقة والشراهة الشديدة.

وفي يومٍ من الأيام، أهداهما أحد الجيران طبقًا من كعك الأرز الذي كان قد أعده ضمن الطعام الخاص بمراسم تبجيل الأجداد في بيت عائلته. وكان من المعتاد في ذلك الزمن مشاركة طعام مائدة مراسم تبجيل الأجداد مع الجيران فور انتهاء الطقوس. سر الزوجان بهدية جارهما كثيرًا، فكلاهما كان يحب كعك الأرز كثيرًا. جلسا متقابلين يفصل بينهما طبق كعك الأرز اللذيذ، وبدآ في تناوله. وفي لمح البصر، كانت قطع كعك الأرز قد اختفت كلها عدا واحدة. وبالطبع، أراد كلٌ منهما أن يحصل على القطعة الأخيرة، لكن لم يمدّ أي منهما يده وراحا يحاولان قراءة ما يفكر فيه الآخر. كان الزوج يتوقع من زوجته أن تقدم له القطعة الأخيرة، بينما كانت الزوجة تفكر في أنه من المفترض أن يقدم لها زوجها القطعة الأخيرة. خيم الصمت الثقيل غير المريح بينهما لفترة، قبل أن يبتسم الزوج ويقول "حسنًا! من يبقى فترة أطول دون أن يتكلم سيحصل على القطعة الأخيرة." وافقت الزوجة على الاقتراح، وتبع ذلك ساعات طويلة بقي فيها الاثنان في الغرفة دون حراك.

وعندما حلّ الليل، قرر لصٌ ما أن يقتحم منزلهما في تلك الليلة العجيبة بالذات. لكن الزوجين لم يتفوها بكلمة، وكل منهما لا يريد أن يخسر بعد الساعات الطويلة التي قضاها صامتًا. في البداية، صُدم اللص لرؤية الزوجين في الغرفة وهمّ بالفرار، لكنه سرعان ما أدرك أنه ثمة خطب ما. فلم يكلف أي الزوجين نفسه حتى مجرد الالتفات لرؤية المتطفل الذي اقتحم البيت. ظن اللص أنهما أصمان أبكمان، وراح يتجول في البيت كما يحلو له يسرق ما طاب له من متاع من هنا وهناك. ورغم علمهما التام بما يحدث، إلا أن كل تركيزهما كان موجهًا على الفوز بكعكة الأرز الأخيرة، ولهذا، لم يحرك أيهما ساكنًا. ازدادت ثقة اللص فتجرأ على دخول الحجرة الرئيسية التي كانا يجلسان فيها، وراح يجمع كل مقتنياتهما الثمينة، لكن الأحمقين العنيدين لم يحركا ساكنًا حتى في ذلك الموقف أيضًا.

ظن اللص أن أوان الرحيل قد حان، لكن قبل أن يرحل، طاب له أن يجول في البيت مرة أخرى ليتفقده، لعله فوّت شيئًا ثمينًا هنا أو هناك، ثم ثبت عينيه على المرأة وقال لنفسه "إنهما أصمان أبكمان، فمن يهتم إن أخذتها معي؟" فتوجه من فوره إليها، وحملها معها ليأخذها. وهنا وجهت الزوجة عينين متوسلتين إلى زوجها وكأنها تطلب النجدة، لكن عيني الزوج لم تتحركا من على كعكة الأرز. لم تستطع الزوجة أن تتحمل أكثر، فانفجرت صائحة في زوجها "ماذا تفعل؟ قل لي بربك ماذا تفعل؟ ألا ترى ما يحدث هنا؟"

أفزع صياح المرأة المفاجئ اللص، فقد ظنها بكماء، وقد كان فزعه شديدًا حتى أنه نسي كل ما جمعه وفر هاربًا من المنزل. ماذا إذن حدث للزوجين يا ترى؟ نعم، تمامًا! ما إن فتحت الزوجة فمها حتى صاح "آها! لقد فُزت! والكعكة من نصيبي!" ثم لم يتمهل ليتنفس حتى قبل أن يدس كعكة الأرز الأخيرة في فمه.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;