الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

زهور المائة يوم

2018-06-29


زهور التوري هي زهورقانية الحمرة بديعة الجمال طويلة العمر، وتعرف في اللغة الكورية باسم "بيك إيل هونغ 백일홍” بمعنى الزهور الحمراء التي تعيش مائة يوم. واليوم، سنعرف القصة التي أكسبت تلك الزهور البديعة اسمها.

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش شاب وشابة في قرية صيادين صغيرة بعيدة، كانا نشيطين يعملان بجد، وكان كل منهما يكن حبا عميقا للآخر. وكانت ينتظران اليوم الذي حدد لزواجهما بفارغ الصبر.

لكن القرية التي كانا يعيشان فيها كانت تتبع تقليدا شنيعا كل عام، فكانت تقدم عذراء كقربان بشري لوحش بحري ذي ثلاث رؤوس، وكانت القرية مهددة بالخراب والدمار إن هي تقاعست عن هذا الفعل البشع. ولا شك أن هذا الأمر جعل أهالي الفتيات والشابات في قلق دائم ورعب لا ينقطع.

وفي عام من الأعوام، وقع الاختيار على الشابة المذكورة لتكون القربان المنتظر. كانت صدمتها وصدمة خطيبها عظيمة للغاية، ظلا يبكيان طوال الليل، وفكرا جديا في الهروب من القرية. لكنهما تراجعا عن الفكرة خوفا من أن يتسبب هروبهما في خراب القرية بالكامل، فقرر الشاب الشجاع أن يحارب الوحش دفاعا عن حبيبته وعن أهل قريته في الآن ذاته. علم أهل القرية بما ينتويه الشاب ووافقوه، وانضم إليه بعض الشباب من الشجعان واتفقوا على خوض معركة حاسمة مع الوحش، وفي اليوم الموعود اجتمع الشباب مبكرا استعدادا للمغادرة وملاقاة الوحش، وودعهم أهل القرية متمنين لهم النجاح والتوفيق. كانت فتاتنا ضمن المودعين، وظلت تبكي وتذرف الدموع الحارة دون أن تتمكن من التوقف. فربت خطيبها على كتفها وقال:"أي حبيبتي، لا تقلقي، سأفعل ما بوسعي لتدمير هذا الوحش البشع. إن نجحت سأعلق علما أبيض اللون على السفينة، أما إذا وجدت علما أحمر يرفرف عليها، فاعلمي أنني فشلت. وداعا." وهكذا ودعها، وصعد على متن السفينة مع رفاقه.

ظلت الفتاة تذهب إلى الشاطئ لاستطلاع أمر السفينة، وكان الصيادين يصطادون في المياه آمنين لا يخشون شيئا. ظلت الفتاة تذهب إلى الشاطئ وتنتظر ساعات طويلة كل يوم دون جدوى، ولم تكن تبالي بالحر أو المطر، وبعد مرور مائة يوم بالتمام والكمال، رأت السفينة قادمة من بعيد. خفق قلبها بسرعة وراحت ترتجف كورقة في مهب الريح. كانت تحاول أن تجد العلم، أن تعرف لونه، وفجأة، وقعت عيناها على العلم، وكان لونه أحمر، قاني الحمرة. وما إن رأت المسكينة العلم الأحمر، وأدركت ما يعينه ذلك حتى انهار جسدها على الرمال. كان إنهاك الانتظار الطويل والتوتر الشديد المستمر مع الإحباط المفجع وانكسار القلب الذين اجتمعوا عليها فجأة أكثر من قدرة جسدها على الاحتمال، ففارقت الحياة هناك على الرمال قبل أن تصل السفينة إلى الشاطئ.

لكن السفينة ما إن وصلت إلى الشاطئ، حتى قفز منها خطيب الفتاة سليما معافى، راح يركض كالمجنون باحثا عنها، وهاله أن يرى جسدها الذي فارقته روحها إلى الأبد الذي كان لا يزال دافئا، سأل في جزع عما حدث، فأخبره أهل القرية أنها لم تحتمل الصدمة حين رأت العلم الأحمر. بدت عليه إمارات الدهشة وهو يلتفت إلى العلم الأبيض الذي كان قد علقه، ولاحظ حينها فقط أنه قد تلطخ بدماء الوحش الذي صرعه فبدا أحمر الاون من بعيد، ولم يكن قد لاحظ ذلك من قبل لحرصه على الوصول بسرعة إلى قريته ليبشر أهلها ويبشر حبيبته بالخبر السعيد.. راح يضرب صدره ويتأوه في جزع، لكنه كان قد تأخر كثيرا بالفعل.

دفنها أهل القرية في مكان مشمس يطل على الشاطئ، وبعد فترة، نبتت زهور حمراء غريبة على قبرها. ظلت الزهور متفتحة لمدة مائة يوم قبل أن تذبل وتذوي، واعتقد الناس أنها روح الفتاة المسكينة التي انتظرت حبيبها مائة يوم ثم ماتت. ومنذ ذلك اليوم وهي تدعى بزهور بيك إيل هونغ، أو الزهور الحمراء التي تستمر لمدة مائة يوم.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;