الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

ابن شجرة القرفة

2018-09-21

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاشت شجرة قرفة ضخمة فوق جبل عالٍ. ومن حين لآخر، كانت الكائنات الملائكية تأتي للاستظلال بشجرة القرفة الطيبة، كانت إحدى تلك الكائنات الأسطورية تهيم بالشجرة، فصارت عروسًا لروح الشجرة وأنجبت ابنًا في هيئة البشر تركته تحت الشجرة، ﻷنها عجزت عن حمله معها إلى السماء. وفي يوم من الأيام، اجتاحت العواصف الرعدية العنيفة العالم، وأغرق المطر كل شيء، وشعر الصبي الصغير، ابن شجرة القرفة، بالخوف والفزع. فطمأنه روح الشجرة قائلًا "أي بني، لا تخف. فقط تمسك بي جيدًا. وحتى إذا أسقطتني الرياح العنيفة، تمسك بي بكل قوتك وستكون بخير". ثم تذكر الأب الشجرة أن يقول لابنه شيئًا مهما للغاية "انتبه يا بني لما سأقول، إذا سقطت وغمرنا الفيضان تمسك بي جيدًا، وإذا راح التيار يجرفنا، مد يد المساعدة لأي كائن يحتاجها إن استطعت إلا الإنسان، لا تنس، لا تمد يد المساعدة لإنسان أبدًا". ازداد علو الماء باضطراد حتى غمر الشجرة، فتسلق الصبي أباه كما أخبره، وتمسك به جيدًا. اقتلعت الشجرة من جذورها وراحت تطوف مع الفيضان والصبي متمسك بها بكل قوة، وبينما هما وسط الأمواج، سمع الصبي أصوات استغاثة خافتة، فالتفت وإذا به يرى أفواجًا من النمل تصرخ في الماء، أخذته بها الرأفة والشفقة، فأنقذها مما هي فيه ورفعها على الشجرة فشكرته جزيل الشكر. وفي اليوم التالي، رأى مجموعة من البعوض تستغيث، فساعدها كما ساعد النمل من قبل، فقد صاح بها:"اصعدي على الشجرة بسرعة" فصعد البعوض بكل سعادة، وعبر عن عميق امتنانه للصبي بينما كان ينفض الماء عن أجنحته المبتلة. وبعد يومين، رأى صبيًا بشريًا يستغيث، وأراد أن ينقذه، لكنه تردد إذ تذكر تحذير والده، لكنه لم يستطع أن يحتمل رؤية الصبي وهو يكافح ليبقي رأسه فوق الماء كيلا يغرق، فحسم أمره، وأنقذه ورفعه معه على الشجرة. بكى الصبي في سعادة، وانحنى في احترام لمنقذه. وبعد عدة أيام على هذا الحال، وصلوا إلى جزيرة، تبين أنها قمة جبل محاطة بالماء الذي غمر كل شيء، وعلى قمة الجبل وجدوا بيتًا ريفيًا صغيرا تسكنه امرأة وابنتها. كان من الواضح أنهما آخر الناجين على وجه الأرض، وقد استضافا الصبيين بكل كرم في منزلهما. وبعد عدة أيام، قالت الأم للصبيين إنها تود تزويج ابنتها لأحدهما، كان الصبي الذي تم إنقاذ حياته من الغرق يتوقع هذا، فقال كاذبًا "ابن الشجرة ماهر في تقشير البذور وجمعها"، وكان الصبي الخبيث يريد بكذبته تلك أن يُحرج ابن شجرة القرفة فترفضه المرأة وتزوج ابنتها له هو. وهكذا قررت المرأة أن تختبر ابن الشجرة. فألقت بحفنة من الحبوب على الأرض وأمرته أن يقشرها ويعدها. ووجد ابن الشجرة نفسه في موقف لا يُحسَد عليه. لكنه فجأة وجد أمامه نملة صغيرة تنحني وتقول "مرحبًا، أنا نملة من النمل الذي أنقذته، ويسرني وأصدقائي أن نرد لك بعضًا من جميلك الذي لا يُنسى، سوف نقوم بتقشير الحبوب وإعدادها وترتيبها فلا تقلق". وبفضل مساعدة النمل، انتهى العمل في وقت قصير جدا، وسرت الأم سرورًا كبيرًا. لكن الصبي الآخر شعر بالغيرة ورفض أن يتزوج ابن الشجرة من الفتاة الشابة. وكانت الأم تحبهما كثيرًا ولم ترغب في التدخل في الشجار، فتركت القرار لهما. أخفت الأم ابنتها الشابة في غرفة من الغرفتين، ثم أخبرت كلًا منهما أن يختار غرفة. وهنا، أسرعت بعوضة من البعوض الذي كان قد أنقذه إلى أذنه وهمست "الغرفة الشرقية، لا بد أن تختار الغرفة الشرقية" وهكذا، فتح ابن الشجرة باب الغرفة الشرقية ليجد العروس تنتظره. وهكذا، تزوج ابن الشجرة من العروس الجميلة، وأنجبا الكثير من البنين والبنات، وامتلأت الأرض بالبشر من جديد.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;