الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

الموهوبون الأربعة

2018-09-28

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش رجل له أربعة أبناء. وكلما تقدم الرجل في السن انتابه القلق على مستقبل أبنائه، فجمعهم ذات يوم وقال لهم "أي أبنائي، يجب أن يعتمد كل منكم على نفسه، ويجب أن تبنوا مستقبلًا ناجحًا. بدءًا من اليوم، يجب أن يعمل كل منكم على تطوير ذاته بحرفة أو موهبة يتقنها. ولتعلموا أنني سأحدد وريثي حسب النتيجة". غادر الشباب الأربع المنزل لتحقيق أمر والدهم. وبعد مرور عدة سنوات، عادوا إلى المنزل، واجتمعوا أمام والدهم ليستعرضوا مهاراتهم.

قال الأول "أنا ماهر في السرقة!" والثاني "أما أنا فلا أخطئ في تنبؤاتي بالمستقبل" أما الثالث فقال "وأنا تدربت على الرماية حتى صرت أمهر من يرمي سهمًا" وختم الرابع قائلًا "وأنا تعلمت الحياكة وصرت أمهر من أبرع حائك!" وراح يُري والده كيف أنه برع حتى في حياكة الحديد والمعادن، وليس الأقمشة فقط.

أراد الأب أن يختبر مهاراتهم. فسأل ابنه الثاني أولًا عن الشيء الموجود على قمة الجبل المجاور للبيت. فأغمض الابن عينه وقال بعد فترة صمت وجيزة أنه يرى ثلاث بيضات في عش على قمة شجرة. فالتفت الأب إلى الابن الأول وقال له "اذهب فاسرق البيضات الثلاثة دون أن تنتبه لك الأم" فأحضرهم الابن الأول في طرفة عين. ثم أمر الأب ابنه الثالث أن يكسر البيضات الثلاث بسهم واحد، فأطاع الابن أمر أبيه دون نقاش، وكان نجاحه مبهرًا. وهنا، التفت الأب إلى ابنه الرابع وأمره أن يحيك البيض ليصلحه كما كان، ففعل، حتى أن الناظر لم يكن لينتابه أي شك في أن البيض قد كُسر من قبل. سر الأب بمهارة أبنائه سرورًا عظيما، لكنه احتار فيمن يختار كوريث له، فأربعتهم كانوا يتحلون بمهارة كبيرة، فقرر أن يقسم تركته على أبنائه الأربعة بالتساوي.

وفي تلك الأثناء، اختطف وحش مفزع أميرة البلاد، وقد اغتم والدها الملك وحزن حزنا شديدا، ووعد بأن يزوج ابنته لأي شخص ينقذها. وسمع الإخوة الأربعة بالأمر وقرروا أن يحاولوا إنقاذ الأميرة المسكينة. فأغمض الابن الثاني عينه قليلًا ثم قال إن الأميرة محتجزة في جزيرة بعيدة، فركب الإخوة الأربعة من فورهم وتبعوا وصف الأخ الثاني إلى وصلوا إلى الجزيرة المذكورة. ثم ارتجل الأخ الأول واستطاع أن يجلب الأميرة من محبسها دون أن ينتبه له الوحش، فركبت معه المركب، وأسرع الخمسة يبحرون هربا من الجزيرة.

لكن الوحش المخيف اكتشف اختفاء الأميرة بعد فترة، فانتابه غضب شديد، وطار عاليًا في السماء إلى أن رآها في مركب الإخوة الأربعة، فاستعد لمهاجمتهم. هنا، استل الأخ الثالث سهمه فورًا وأطلقه على رأس الوحش مباشرة فخر صريعا في مركبهم. لكن الوحش كان ضخما للغاية، فحطم سقوطه المركب. وهنا، جاء دور الابن الرابع ليستغل مهاراته في الحياكة، فأصلح المركب في الحال. وهكذا، استطاع الخمسة أن يعودوا إلى ديارهم سالمين.

سر الملك سرورًا عظيمًا برؤية ابنته من جديد. لكنه عندما سمع القصة أصابته حيرة شديدة، فلم يكن يعرف من يجب أن يفوز بالأميرة. وبعد تفكير، قرر الملك أن يقسم مملكته إلى أربعة ويهدي كل من الإخوة الأربعة ربع المملكة بدلًا من الأميرة، وسر الأربعة بذلك، وعاش جميعهم في سعادة بالغة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;