الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

رحلة البحث عن السعادة

2018-10-26

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش رجل يُدعى "غوبوك" مع والدته، واسم "غوبوك" كان يعني: الباحث عن السعادة أو عن البركة. كان الرجل نشيطًا يعمل بكل جد كل يوم، فكان يعمل بنشاط كل يوم في الحقل حتى تحت أشعة الشمس الحارقة طوال النهار، ويجمع أعواد الخيزران ليصنع منها الأحذية طوال الليل. لكن رغم كل الجهد الذي كان يبذله في العمل، لم تكن حياته تتحسن. بل كان يجد هو ووالدته صعوبة كبيرة في أن يحصلا على احتياجاتهما الأساسية من الطعام وخلافه. وكان "غوبوك" يشعر أنه لن يتزوج أبدًا بسبب فقره المدقع. وفي يوم من الأيام، أخبر "غوبوك" والدته أنه سيذهب إلى الهند ليصلي إلى بوذا ويطلب بركاته. اندهشت أمه من قراره المفاجئ، وحاولت أن تقنعه بالعدول عن قراره، لكنه كان قد قرر وانتهى الأمر. وغادر في الصباح الباكر ليبدأ رحلته الطويلة بحثًا عن السعادة.

وعندما حل الظلام، شعر بالتعب والجوع. طرق على أول باب رآه، وسأل ساكنه إن كان يستطيع أن يؤيه لليلة واحدة. كانت مالكة البيت امرأة بارعة الجمال، وقد سمحت له بالبقاء لليلة، وقدمت له طعامًا طيبًا شهيًا. كان يبدو عليها الفضول الشديد لمعرفة أخبار هذا المسافر الغريب. فقص عليها قصته، وأنه ذاهب إلى الهند طلبًا للسعادة والبركة.

وهنا، قصت عليه المرأة الجميلة قصتها أيضًا، فقالت:"أوه يا سيدي! أفهمك تمامًا. أنا أرملة، وكلما تزوجت مات عني زوجي. ولا أفهم أبدًا السبب في ذلك. هل يمكنني أن أطلب منك طلبًا؟ إذا وصلت إلى الهند، اسأل لي بوذا عن سبب ذلك البلاء، واطلب منه أن يخبرني بطريقة أتجنب بها تكرار هذه المصيبة". شعر "غوبوك" بالأسف من أجلها، ووعدها بأن ينفذ لها ما طلبت. ثم خلد إلى النوم، وغادر في الصباح الباكر.

وبينما هو يسير، طلب المأوى في بيت آخر عندما حل عليه الليل. شعر صاحب البيت بالفضول حيال هذا المسافر الغريب فسمح له بالبقاء لليلة. وعندما سأله صاحب البيت عن قصته، أجابه "غوبوك" الإجابة نفسها، فتنهد صاحب البيت بعمق وقال له:"أوه يا سيدي! أفهمك تمامًا. شجرة الكمثرى في حديقة منزلي لا تُثمر أبدًا، وهذا الأمر يسبب لي إزعاجًا وإحباطًا كبيرًا. عندما تذهب إلى الهند، هلا سألت لي بوذا عن السبب في ذلك وعن كيفية إصلاح هذه المشكلة؟" وعده "غوبوك" بأن يفعل، وانطلق مكملًا رحلته.

وبينما هو يسير، قابله نهر عريض، كان عليه عبور النهر لكن لم يكن هناك أي قارب في مرمى البصر. وبينما هو يتساءل عن كيفية تخطي تلك العقبة، خرجت له أفعى ضخمة من النهر وسألته "لم تريد عبور النهر؟" أجابها غوبوك إجابته المعتادة، بأنه ذاهب إلى الهند كي يصلي من أجل أن يكون سعيدًا. قالت الأفعى:"أوه، يا سيدي! أفهمك تمامًا. عندما تصل إلى الهند، اسأل لي بوذا عن سبب عدم قدرتي على التحول إلى تنين نبيل كي أرتقي إلى السماء". وعدها "غوبوك" بأن يفعل، فحملته على ظهرها وعبرت به النهر.

عندما وصل "غوبوك" إلى الهند أخيرًا، سأل بوذا عن سبب تعاسته هو ووالدته، فابتسم بوذا وقال له إن حياة الشقاء شارفت على الانتهاء، وإنه سيكون أسرة سعيدة قريبًا. ولم ينس "غوبوك" الأرملة الجميلة، وصاحب شجرة الكمثرى التي لا تُثمر، والأفعى التي تتمنى أن تتحول إلى تنين. فأجابه بوذا:"أما الأرملة، فيجب أن تتزوج رجل يملك (يو إي جو) أو لؤلؤة تنين سحرية، وإلا ستظل أرملة طوال حياتها. أما شجرة الكمثرى، فهناك كنوز من الذهب والفضة مدفونة تحتها. وهذا يمنعها من أن تُثمر. أما الأفعى، فهي تحمل لؤلؤتي تنين سحريتين، وهي لا تحتاج إلا إلى واحدة كي تتحول إلى تنين".

ثم بدأ "غوبوك" رحلة العودة إلى المنزل. وعندما قابل الأفعى عند النهر ثانية، أخبرها عن سر التحول إلى تنين. وما إن سمعت بهذا حتى أعطته الأفعى إحدى اللؤلؤتين السحريتين. وعندما وصل إلى بيت صاحب شجرة الكمثرى، أخبره عن السر، فشرع من فوره يحفر الأرض ويستخرج الكنز، واقتسم بعضه مع "غوبوك" تعبيرًا عن شكره وامتنانه. ثم زار الأرملة الجميلة وأخبرها بما سمع من بوذا. وبما أن "غوبوك" كان يملك الآن لؤلؤة تنين سحرية، قررا أن يتزوجا. فغادرت منزلها وذهبت معه إلى منزله حيث تزوجا، وعاش الثلاثة، غوبوك وزوجته ووالدته، حياة رائعة سعيدة راضية.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;