الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

الهراوة السحرية

2019-01-04

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش صبي صغير في قرية جبلية نائية. كانت أسرته فقيرة للغاية، وكان يجمع الحطب من الغابة كل يوم ليكسب قوت يومه. وفي يوم من الأيام بينما كان يعمل شعر بعطش شديد. ذهب إلى نبع ماء وشرب منه الماء. وبعد أن ارتوى، تذكر وجهي والديه. فقال لنفسه:"آه يا والدي الحبيبين. كم أتمنى أن أجني الكثير من المال كي أوفر لكما كل سبل الراحة، لكن كيف؟" وفي هذه اللحظة، أتى صوت غريب من النبع قائلًا:"أيها الصبي، تعال إلى قمة الجبل". فزع الفتى وراح ينظر حوله. كان ما رآه هو ضفدع صغير يقول:"لا تندهش. اصعد إلى قمة الجبل وستجد هناك وحشًا. الوحش الطيب سوف يجعلك ثريًا، وهذا سيجعل أسرتك تعيش حياة راحة ودعة". لم يصدق الفتى أذنيه، كان من الواضح أن الضفدع يتحدث إليه هو بالذات. انتابه شعور بالشك، لكنه فعل ما قاله له الضفدع على أي حال. وهناك وجد وحشًا ضخمًا سأله برفق عن سبب صعوده إلى القمة. فأجابه الفتى بكل صراحة بأنه صعد لأنه يريد أن يصير ثريا كي يعيل أسرته. أومأ الوحش رأسه في تفهم وأعطاه حمارًا. سر الصبي كثيرا وشعر أنه صار ثريا بالفعل وهو يقتاد الحمار إلى البيت. لكن الليل حل بظلامه الحالك قبل أن يصل الصبي إلى بيته، فاضطر أن يبيت ليلته في نزل على الطريق.

أعطى الصبي حماره لمدير النزل وقال:"سيدي، هذا الحمار عزيز جدا علي، أرجوك اعتني به وأعده إلي صباح الغد." لكن في الصباح، لم يجد الصبي حماره، واعتذر له صاحب النزل قائلًا:"أوه ياللأسف! لقد هرب الحمار في الليل! أنا آسف جدا". شك الصبي في صدق الرجل، لكنه كان يعلم أنه لا وسيلة يستعيد بها حماره من الرجل إن كان كذابا. شعر بالإحباط الناتج عن تحطم أحلامه بالثراء من خلال استغلال الحمار، فاستدار عائدًا إلى المنزل.

لكنه، رغم ذلك، لم يستطع أن يعود إلى المنزل صفر اليدين. فعاد إلى قمة الجبل مرة أخرى، وقص على الوحش ما حدث، فأومأ برأسه متفهما وقال:"لا تقلق يا فتى. سوف أعطيك شيئًا آخر. هذه المرة، سوف أعطيك لفافة قماشية، لكنها ليست لفافة عادية، فما إن تفكها وتتمنى شيئًا ما حتى تجده داخل اللفافة". أراد الفتى أن يختبر اللفافة السحرية، وكان يشعر بجوع شديد فصاح:"كعكة أرز!" وبمعجزة ما، تكونت أكواما كبيرة من كعك الأرز داخل اللفافة. شكر الصبي الوحش على اللفافة العجيبة واستدار عائدًا إلى المنزل.

كان يسير بسرعة، لكن الليل حل عليه مرة أخرى. كان عليه أن يذهب إلى نفس النزل الذي بات فيه الليلة السابقة إن لم يكن يريد أن يبيت ليلته في العراء. وهكذا، طلب من صاحب النزل الاعتناء بلفافته القماشية حتى الصباح، ووعده صاحب النزل أن يفعل. لكن في الصباح التالي، تصنع صاحب النزل الأسف والحزن وهو يقول لصاحبنا إنه فقد لفافته. بكى الصبي بدموع شديدة المرارة، لكن صاحب النزل لم يهتم بهذا أبدًا. عاد الصبي إلى الوحش، لكنه كان يشعر بالخجل الشديد ولم يقو على رفع رأسه. ولم يكد يفتح فمه حتى قال الوحش وكأنه يعرف كل شيء:"لا تقلق يا صغيري. هذه المرة سوف أعطيك هراوة، هراوة سحرية. إذا صحت فيها: اضربي سوف تعطيك ما تتمنى. خذها، ولا تنس أن تخبر صاحب النزل بأمرها كما فعلت من قبل".

لم يرد الصبي أن يرى وجه صاحب النزل ثانية، لكنه أراد أن يطيع أوامر الوحش كما هي. ذهب الصبي إلى الحانة مجددا، وأخبر صاحب النزل بأمرها قبل أن يتركها في رعايته كالعادة حتى الصباح التالي. وعندما اختلى صاحب النزل بالهراوة السحرية، راح يمني نفسه بالكنوز والأموال التي سيجنيها من ذلك الكنز الثمين، فأغلق بابه جيدًا وصاح:"اضربي"، لكن لدهشته، بدلًا من أن تغدق عليه الأموال والجواهر، أمطرته بوابل من الضربات العنيفة القوية. لم يستطع الرجل أن يفر من ضرباتها المتلاحقة، فصاح في ألم:"أرجوك، كفى، لقد أخطأت. سأعيد الحمار واللفافة القماشية إلى الصبي، توقفي أرجوك". لكن الهراوة السحرية لم تتوقف عن ضرب الرجل الطماع حتى أعاد الحمار واللفافة إلى الصبي بالفعل. وهكذا، استعاد بطلنا كنزه، وأصبح ثريًا، وصارت أسرته تعيش حياة راحة ودعة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;