الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

الأميرة باريديغي

2019-01-18

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، كان هناك ملك له ست بنات. لكن الملك وزوجته كانا يتحرقان شوقا لإنجاب ابن يرث العرش. انقطع الملك والملكة للصلاة من أجل إنجاب صبي، ولم يتركا بابا قيل إنه يساعد في ذلك الأمر لم يطرقاه، وبالفعل، رزقا بمولود جديد، لكنهما اكتشفا أنها أميرة أيضًا. اغتم الملك بالخبر، وشعر بغضب شديد يجتاحه. فقرر أن يتخلى عن الرضيعة المسكينة، فوضعها في صندوق صنع من الأحجار الكريمة وألقاه في النهر، فراح يطفو على غير هدى. وعلى الصندوق، نُحت اسم الأميرة: باريديغي، أو الطفلة التي تم التخلي عنها.

اكتشف الصندوق زوج وزوجة طاعنان في السن. ولما كانا دون أبناء، فقد قررا الاحتفاظ بالرضيعة الجميلة.

مرت السنوات، وصارت باريديغي في 15 من عمرها. وبفضل والديها بالتبني الذين حرصا على رعايتها أفضل رعاية، فقد كانت فتاة جميلة طيبة القلب. وفي تلك الأثناء، وقع الملك ضحية لمرض شديد في القصر، وحار الأطباء في أمره فلم ينفعه دواء، إلى أن رأى في منامه أن السبب في مرضه هو جرمه القديم حين تخلى عن رضيعة لا ذنب لها، وأن دواءه الوحيد هو ماء سحري يجلبه من عالم ما تحت الأرض، على أن يكون من يجلبه له هي هذه الرضيعة ولا سواها. وبالفعل، أرسل الملك رجاله للبحث عن الأميرة المظلومة، وقد فعلوا. لكن، ترى أي فتاة شابة تجرؤ على خوض المجهول من أجل أب قاسٍ ارتكب جرما شنيعا في حقها؟

لكن الأميرة باريديغو لم تكن فتاة عادية، فقط شعرت بالأسف حيال أبيها المريض، وقررت أن تجتاز الأرض الفاصلة بين عالم الأحياء والأموات لتجلب له دواءه. وبعد رحلة شاقة مليئة بصعاب لا توصف، وصلت أخيرًا إلى أرض الموتى. لكن ذلك الماء المقدس كان غالي الثمن، فلكي تحصل عليه، اشترط عليها ملك أرض الموتى أن تجمع الحطب لثلاث سنوات، ثم تحمل الماء لثلاث سنوات أخرى، ثم تشعل النار لثلاث سنوات إضافية. وقد تفانت في أداء عملها هذا لتسع سنين من ريعان شبابها دون اعتراض أو شكوى. تأثر ملك أرض الموتى بإخلاصها، وقرر منحها ما أتت من أجله. وكانت سعادتها غامرة وهي تحمل ماء الحياة وتعود أدراجها لأرض الأحياء، وهي تتخيل في سعادة وجه أبيها حين يرى دواءه.

لكنها حين وصلت، وجدت أنها تأخرت! فقد مات الملك، وكانت الإعدادات لجنازته تجري على قدم وساق. لكن الأميرة لم تستسلم. فقد أصرت على صب ماء الحياة داخل فم والدها. وبمعجزة حقيقية، عاد الأب إلى الحياة، وضم ابنته إليه في تأثر كبير.

وهكذا، استطاعت تلك الأميرة غير العادية أن تجد الحب ومعنى الحياة من خلال رحلتها الأسطورية بين عالم الأحياء والأموات. وقد قيل إنها صارت المسؤولة عن التخفيف عن أرواح الموتى في أرض الموتى، حيث صارت ملكة هناك. ويعتقد الشامانيون اليوم أنها مخلوق مقدس مسؤول عن حماية الناس. وقد صورت تلك القصة المؤثرة في العديد من الأعمال الأدبية الكورية، والدراما، والرقصات. كما صورت كقصة حديثة عالمية في رواية "هوانغ صُك يونغ" الشهيرة. وتصور تلك الرواية البطلة، وهي فارة من كوريا الشمالية تدعى باري، ورحلتها العجيبة عبر الصين إلى أن ركبت سفينة متجهة إلى لندن.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;