تبرز منطقة الشرق الأوسط في سوق السياحة الكورية، بعد توسع التبادلات البشرية والمادية بين كوريا الجنوبية ودول الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة، وزيادة اهتمام العرب بالسياحة في كوريا نتيجة لانتشار الثقافة الكورية في الشرق الأوسط.

وتعد دول الشرق الأوسط سوقا سياحية ذات قيمة مضافة بالنسبة لكوريا الجنوبية، لأن متوسط الإنفاق لكل سائح من الشرق الأوسط أعلى مقارنة بالسياح من المناطق الأخرى بنسبة تبلغ حوالي 37%.

ووفقا لتقرير صادر عن المؤسسة الكورية لتنمية السياحة مؤخرا، تمثل دول مجلس التعاون الخليجي الست نسبة عالية من الزائرين الأجانب لكوريا الجنوبية، حيث بلغ عدد الزائرين لكوريا من دول مجلس التعاون الخليجي حوالي 31 ألف شخص في عام 2023، ليصل إلى مستوى 88.5% مقارنة بعام 2019، أي قبل جائحة كورونا.

وأشار التقرير إلى أن عدد الزائرين الوافدين من المملكة العربية السعودية شهد زيادة بنسبة 121% في العام الماضي، وبلغ متوسط مدة إقامتهم في كوريا أكثر من 10 أيام، وبلغ متوسط إنفاقهم حوالي 2500 دولار.

ويجري حاليا تسيير رحلات جوية على الخطوط المباشرة التي تربط بين كوريا الجنوبية وكل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر، ومن المتوقع أن يزيد عدد هذه الرحلات قريبا، وبالتالي سينمو عدد السياح القادمين من الشرق الأوسط.

وبناء على هذه التوقعات المتفائلة، بدأت وزارة الثقافة والرياضة والسياحة الكورية والمؤسسة الكورية لتنمية السياحة في ممارسة أنشطة فعالة لجذب المزيد من السياح من الشرق الأوسط.

وتنفيذا لأنشطتها، شاركت المؤسسة الكورية لتنمية السياحة في معرض سوق السفر العربي الذي أقيم في شهر مايو الماضي في مركز التجارة العالمي في دبي، حيث قامت بالترويج للسياحة إلى كوريا الجنوبية.

وقامت المؤسسة الكورية، بالتعاون مع الحكومات الإقليمية وشركات الطيران والوكالات السياحية الكورية، بإنشاء وتشغيل جناح خاص بالترويج للسياحة الكورية، حيث تم إجراء أكثر من 5900 استشارة مع وكالات السياحة العاملة في الشرق الأوسط.

وأبدى الزائرون للجناح الكوري اهتماما كبيرا بالسياحة لكوريا لتلقى العلاج الطبي والتجميل. وتلبية لزيادة الطلب على السياحة الطبية والتجميلية، تم تنظيم جلسة شرح حول السياحة الطبية للسيدات العربيات، بالتعاون مع نادي نسائي الجبيل التابع لاتحاد دبي للسيدات. 

وعلى صعيد آخر، تم تنظيم معرض كوري للثقافة والسياحة الطبية في قطر مول بالدوحة في شهر مايو الماضي بمناسبة الذكرى الخمسين على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وضمن إطار المعرض، أقيمت أنواع مختلفة من الفعاليات، منها تجربة العلاجات الطبية التقليدية الكورية، وتناول المعكرونة الحارة سريعة التحضير "راميون"، وإقامة حفل غنائي لفرقة الكيبوب الشبابية "إم سي إن دي"، وحظيت هذه الفعاليات بإقبال كبير من أكثر من 10 آلاف من الزائرين القطريين.

وقال مدير مكتب السياحة الدولية في المؤسسة الكورية لتنمية السياحة "لي هاك جو" إن السياح الوافدين من الشرق الأوسط يمثلون 1% فقط من إجمالي عدد السياح الأجانب لكوريا، لكن متوسط حجم إنفاق السياح العرب أعلى مقارنة بالسياح القادمين من الدول الأخرى، وأن متوسط مدة إقامة السياح العرب في كوريا أطول من نظرائهم من الدول الأخرى.

وتخطط مؤسسة تنمية السياحة لتوسيع نطاق أنشطتها الترويجية للسياحة لكوريا في الشرق الأوسط، ليشمل السياحة الفاخرة للسيدات، والسياحة الطبية والسياحة الفردية لجيل الشباب.