ⓒYONHAP News

قامت كوريا الشمالية بتنفيذ سلسلة من الاستفزازات الصاروخية في الآونة الأخيرة حيث  يمكن تصنيفها ضمن خانة  الاستفزازات المتوسطة ذات الأغراض المتعددة.

وفي الواقع ، تشكل الصواريخ التي أطلقتها كوريا الشمالية مؤخرا تهديدا لكوريا الجنوبية ، لكنها لا تستهدف الأراضي الأمريكية، وهو ما يسمح لبيونغ يانغ بممارسة ضغوط على كل من سيول وواشنطن مع المحافظة على إطار حوار صلب مع الولايات المتحدة دون كسر، والحيلولة دون الخضوع لمزيد من العقوبات الدولية الإضافية في ذات الوقت.

إلى جانب ذلك ، يبدو أن كوريا الشمالية تهدف من وراء إطلاق الصواريخ إلى الانتهاء من عمليات اختبار أسلحتها ونشرها قبل استئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة.

وكانت بيونغ يانغ  قد قامت بإطلاق صواريخ باليستية في مناسبتين يومي الرابع والتاسع من شهر مايو الماضي، قبل أن يتم إجراء اللقاء بين الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" والزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" يوم الثلاثين من يونيو الماضي في قرية "بان مون جوم" حيث اتفقا على استئناف المفاوضات على مستوى العمل خلال أسبوعين أو ثلاثة .

ولكن رغم الاتفاق  لم يتم استئناف المفاوضات، وشرعت كوريا الشمالية في شن سلسلة من التجارب الصاروخية الاستفزازية. 

وفي اليوم الخامس والعشرين من يوليو، أطلقت بيونغ يانغ صاروخين باليستيين قصيري المدى حلقا لمسافة 600 كيلوتمر على ارتفاع 50 كيلومترا.

وفي الحادي والثلاثين من يوليو قامت كوريا الشمالية بإطلاق عدة قذائف مجهولة الهوية حلقت لمسافة 250 كيلومترا على ارتفاع 30 كيلومترا.

وخلصت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية إلى أن القذائف التي أطلقتها بيونغ يانغ تعد صواريخ قصيرة المدى، بينما وصفتها كوريا الشمالية بأنها سلسلة من قذائف الصواريخ المتعددة الجديدة من العيار الكبير.

كما عمدت بيونغ يانغ صباح اليوم الجمعة إلى إطلاق قذيفتين جديدتين يعتقد أنهما من نوع الصواريخ الباليستية.

والمثير للاهتمام أن كوريا الشمالية اعترفت بأن الهدف من إطلاق الصواريخ هو توجيه تحذير رسمي إلى كوريا الجنوبية التي تقوم بشراء مقاتلات الشبح من طراز "إف – 35 إيه" من الولايات المتحدة، وتجري مناورات عسكرية مشتركة مع القوات الأمريكية.

واللافت للانتباه أيضا أن هذا التحذير لم يستهدف الولايات المتحدة التي قالت إن الصواريخ التي أطلقتها كوريا الشمالية لا تشكل تهديدا مباشرا عليها . 

وخلاصة القول إن بيونغ يانغ تحاول الآن ضمان عنصر المبادرة في أي هجوم عسكري محتمل على كوريا الجنوبية ، بما يمكنها من المسك بزمام المبادرة في  المفاوضات المرتقبة  مع الولايات المتحدة.

كما تهدف بيونغ يانغ من وراء ذلك للحصول على مكانة  نووية دولية ، وهو ما سيمكنها من توفير الأمان  لنظامها الحاكم.