لنبي الله موسى عليه السلام العديد من المعجزات كما جاءت في القرآن الكريم وعلى نحو ما جاء في الآية الكريمة{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا} [الإسراء: 101]. ومعجزات سيدنا موسى عليه السلام متنوعة ومتعددة ومنها العصا واليد البيضاء من غير سؤ والطوفان والجراد والقٌمل والضفادع، ولكن المعجزة الأشهر في كل العالمين هي معجزة شق البحر وقد جاءت في عدة آيات قرآنية منها " فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67) الشعراء.
وقال تعالى: (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) البقرة.
وما يشبه معجزة انشطار البحر لسيدنا موسى عليه السلام يتكرر كل يوم على شواطئ وسواحل كوريا وتحديدا في جزيرة جيندو Jindo في ظاهرة طبيعية فريدة يحضر خصيصا لمشاهدتها في كل عام أعداد كبيرة من السياح من داخل وخارج كوريا من أجل المشاركة المهرجان الذي يقام في كل عام بمناسبة انشقاق مرتين أو ثلاث في السنة وظهور ممر طويل على شكل لسان بحري مؤدي إلى جزيرة جيندو . يتدافع السياح من كل صوب في مثل هذا الوقت فقط للمشي وسط البحر على ممر يبلغ طوله 2,8 كيلومترا وعرضه 40 مترا يشق ويتخلل البحر في شهور مارس ومايو وأغسطس لمدة ساعة على الأقل قبل أن يعود البحر لما كان عليه وهي ظاهرة سياحية مدهشة وعجيبة في كوريا يحرص الكثيرون على حضورها كل عام.
الظاهرة المدهشة التي يطلق عليها الكوريون رسميا في كتيباتهم السياحية اسم Sea Parting Festival يسميها الكثيرون Moses Miracle أي معجزة موسى وهي ظاهرة بحرية فريدة ومتعلقة بالمد والجزر. وارتبطت الظاهرة في التراث الكوري القديم بالعديد من الأساطير والخرافات ومنها أسطورة تقول أن الجدة العجوز "ببونغ" ضلت طريقها داخل جزيرة يوجد فيها نمر مفترس طليق ولم يكن أمامها سوى الدعاء إلى آلهة الأرض والبحر بأن ينجيها من محنتها ويعيدها سالمة إلى أهلها وقريتها في جزيرة أخرى فما كان من البحر إلا انفلق ليصنع ممرا سلكته العجوز المرعوبة نحو جزيرتها. المهرجان الفريد الذي يقام بسبب تلك الظاهرة البحرية الفريدة يجذب أسراب السائحين من كل أنحاء العالم لعدة أسباب وأول هذه الأسباب ذلك الجمال الطبيعي الساحر والمتفرد في الجزيرة ذات الموقع الفريد ، فجزيرة جيندو تقع في الركن الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة الكورية وهي ثالث أكبر الجزر الكورية. ورغم توافد أعداد كبيرة من السياح للجزيرة للمشاركة في المهرجان إلا أن الوصول إلى هناك ليس بالأمر اليسير ويحتاج لنوع الشجاعة والمغامرة وقوة التحمل بسبب طول المسافة وذلك رغم وجود عدد من الشركات السياحية المتخصصة التي تنقل أفواج السائحين إلى هناك عبر وسائل نقل حديثة ومريحة وآمنة تشمل أوتوبيسات وقطارات ومراكب. وبجانب انشقاق البحر فهناك مشهد يحرص الجميع على حضوره وهو مناسبة انبثاق وتناثر ضوء القمر وانعكاسه على سطح البحر المحيط بالجزيرة.
كل من حظي بالمشاركة في واحد من المهرجانات العديدة التي تقام في جزيرة جنيدو في أيام ومواسم انشقاق وانفلاق البحر يؤكد إنه عاد أكثر تأثرا بمعجزة كليم الله موسى ، وأكثر إيمانا بوجود خالق مبدع لهذا الكون، حتى لو كان قبل زيارة الجزيرة يتسم بصدر متشكك وبقلب ضعيف الإيمان وبفؤاد أفرغ وأخوى من فؤاد أم موسى.