حقق فيلم "الملك والمهرج " نجاحا غير مسبوق في كوريا حيث شاهده خلال فترة لم تتعدى الشهرين ما يفوق 12 مليون مشاهد وحقق دخلا قياسيا لم يحدث من قبل بالنسبة لفيلم كوري وذلك رغم أنه فيلم بسيط من ناحية تكاليف ووقت الإنتاج ولم يتوقع له منتجوه جزءا يسيرا من كل ذلك النجاح. وقد فاق الدخل الذي حققه الفيلم في فترة وجيزة الأفلام الضخمة التكاليف مثل " تي كوكجي " و " سيلميدو "رغم أن تكلفة إنتاجه تمثل مجرد كسر عشري صغير من تكلفة هذين الفيلمين.
يبدو أن جزءا من النجاح الذي حققه الفيلم يعود لطبيعة الموضوع الحساس الذي تناوله الفيلم والذي لم تألفه السينما الكورية والذي يعتبر من المحظورات التي يتفادى المجتمع الكوري الإشارة إليها ناهيك عن الخوض فيها سينمائيا ألا وهو موضوع العلاقات الجنسية المثلية والشذوذ الجنسي وقد مضى الفيلم أبعد من ذلك عندما تناول الأمر في سياق تاريخي حيث كان جوهر الفيلم هو العلاقة المشبوهة التي تربط بين أحد ملوك مملكة تشوسون واثنين من الغلمان الصبيان العاملين في البلاط الملكي وقد كانت ظاهرة الجواري والمحظيات والغلمان والخصيان موجودة في البلاطات الملكية في كوريا على مر العهود.
وقد ربط سيناريو الفيلم بصورة فيها الكثير من الذكاء موضوع الفيلم بالتراث والتاريخ الكوري والصراعات الطبقية والفكرية بدون أن يجعلها أسيرة الموضوع الحساس وإنما نجح المخرج في تناولها في إطار متكامل.
الفيلم حقق كل ذلك النجاح رغم أن أكثر الظروف لم تكن تدعو للتفاؤل ، فالفيلم ليس من بطولة أي من النجوم المعروفين المشهورين وإنما لعب الأدوار الأساسية فيه عدد من الشباب المغمور. كذلك فالفيلم لم يتناول الموضوع الذي كان سبب نجاح ورواج كل الأفلام الكورية التي حققت نجاحات ضخمة وهو موضوع التقسيم والوحدة الكورية كما أن الفيلم ليس به من المغامرات المثيرة من ذلك النوع الذي يستهوي الشباب والمراهقين كما أنه يتناول موضوعا في غاية الحساسية من ذلك النوع الذي عادة ما يتفادى المراهقون الخوض فيه بشكل عام وبجرأة.
يتناول الفيلم حكاية الملك يونسان الذي يجمع الكثيرون على أنه أسوأ طاغية عرفته مملكة تشوسون من بين ملوكها ال27 وخلال عهدها الذي دام من عام 1392 وحتى 1910 حيث عاش حياة ترف و بطر فساد وفسوق لا يعرف الحدود وكان يبطش بكل معارضيه دون رحمة ويقال إنه عاش طفولة بائسة وشاهد مقتل أمه مما خلق لديه الكثير من العقد النفسية ودفعه لقتل عدد من النساء ممن كان يعتقد أن لهن دورا في قتل والدته.
على كل فقد حقق الفيلم نجاحا كبيرا ، هو الأضخم في التاريخ الكوري ، ولكن الكثير من النقاد والسينمائيين المتخصصين يرون فيه فيلما عاديا بالمقاييس الكورية ويرون أن موجة النجاح الضخم الذي تحقق هو مجرد ضربة حظ وبسبب الدعاية الضخمة التي وجدها الفيلم في مجتمع مثل المجتمع الكوري الذي تسود فيه روح القطيع .